আনওয়ার ওয়া মাহাসিন আশআর
الأنوار ومحاسن الأشعار
حُسْنًا وأَلْوَيْنَ بقَلْب العاشِقِ
وَرَدْتُهُ بكلِّ نَدْبٍ رائِقِ
يجُوزُ في الإِرْبةِ حِذْقَ الحاذِقِ
بمُلُسٍ نَوافِذِ خَوَارِقِ
غير حَيُودَاتٍ ولا مَوَارقِ
يَصْدُرْنَ بالبُغْيَةِ عن فَلاّئِقِ
كريمة النبعة والخلائق
طُوالَةِ الشِّيَاتِ حَسْبَ الدَّابِقِ
مَكِينَةِ الأَعجاسِ ظلْع السَّامِقِ
تَرْحبُ في الإِنْبَاضِ باعَ الرَّاشِقِ
طُولًا وتَسْتَنْفِضُ كتْفَ النّائقِ
مجموعَةِ الأَوْتَارِ في زَبَائقِ
قد جُعِلَتْ قَوَالب البَنَادِقِ
حتّى إِذا أَوْفَوا طِلاَعَ الوَاثِقِ
وشَمَّروا عن أَذرُعٍ نَوَاتِقِ
أَزْجَوْا لها شُؤْبُوبَ صَوْبٍ وَادِقِ
في راعدٍ من حَينهِ وبَارِقِ
خَرْقَاءَ يُرْدِى حَدْقُهَا من حَالقِ
فهُنّ بين رانِحٍ وزَاهِقِ
ولعبد الله بن المعتزّ:
لا صَيدَ إلاّ بوَتَرْ
أَصفَرَ مَجدولٍ مُمَرّْ
إِنْ مَسَّهُ الرّامِى نَخَرْ
ذي مُقْلةِ تَقْذِى مَدَرْ
يَطِرْنَ منها كالشَّرَرْ
إِلى القُلُوبِ والُثغَرْ
لمّا غَدَونا بسَحَرْ
واللَّيْلُ مُسْوَدُّ الطُّرَرْ
نأْخُذُ أَرضًا ونَذَرَ
جَاءَت صُفُوفًا وزُمَرْ
يَطْلُبْن من شاءَ القَدَرْ
عند رياضٍ ونَهَرْ
وهنَّ يسأَلْنَ النَّظَرْ
ما عِنْدَهُ من الخَبَرْ
فقامَ رامٍ فابْتَدَرْ
أَوْتَرَ قَوْسًا وحَسَرْ
إِذا رَمَى الصَّفَّ انْتَثَرْ
فبَيْنَ هاوٍ مُنْحَدِرْ
وذِى جَنَاحٍ مُنكَسِرْ
فارْتَاحَ من حُسْنِ الظَّفَرْ
وقُلْنَ إِذْ حُقّ الحَذَرْ
وجَدَّ رَمْىٌ فاستَمَرّْ
ما هكذا يَرْمِى البَشَرْ
صارَ حَصَى الأَرْض مَدَرْ
ولعليّ بن العباس مما جوّد فيه في مثله:
وقد أَغْتِدى للطَّير والطَّيرُ هُجَّعٌ ... ولو آنَستْ مغْدَاىَ مابِتْنَ هُجَّعَا
بخِلَّيْن تَمَّا بى ثلاثةَ إِخُوة ... جُسومُهُمُ شَتَّى وأَرْوَاحُهُمْ معَا
فثَارُوا إلى آلاتِهم فتقَلَّدُوا ... خَرائطَ حُمْرًا تَحْمِلُ السُّمَّ مُنْقَعَا
مُثَقَّفَةً ما اسْتَودَعَ القومُ مِثلَهَا ... ودَائِعهم إِلاّ لئلاَّ تُضَّيِّعَا
مُحمّلةً زَادًا خَفيفًا مُنَاطَةً ... من البُنْدُقِ المَوزونِ قَلَّ وأَقْنعَا
وما جَشَّمتْنى الطَّيْرُ ما أَنا جَاشمٌ ... بأَسْمائِها إِلاّ لِيجْشمْن مُضْلَعَا
كأَنّ دَوِىَّ النَّخْلِ أَخرى دَوِيّهَا ... إِذا ما حَفِيفُ الرِّيحِ أَوعاهُ مسْمَعَا
فللهِ عَيْنَا مَنْ رآهم إِذا انْتَهَوا ... إِلى مَوْقفِ المَرْمَى وأَقبَلْن نُزَّعَا
وقد وَقفُوا للحائِناتِ وشَمَّرُوا ... لَهنّ إِلى الأَنْصَاف سُوقًا وأَذْرُعَا
هُنالكِ تَلْقَى الطَّيْرُ ما طَيَّرتُ بهِ ... على كلّ شعْبٍ جامعٍ فتَصدَّعَا
فظلَّ صِحَابى ناعِمَيْنَ ببُؤْسِهَا ... وظَلَّت على حَوْضِ المَنِيَّةِ شُرَّعَا
طَرَائح من سُودٍ وبيضٍ نَواصِعٍ ... تَخالُ أَدِيم الأَرْضِ منهنّ أبْقَعَا
كأَنّ لُبابَ التِّبْر عند انْتِضائِهَا ... جَرَى ماؤُه في لِيطِهَا فتَرِيَّعَا
كأَنّك إِذْ أَلْقَيْتَ عنها صِيَانَهَا ... سَفَرْتَ به عن وَجْهِ عَذْرَاءَ بُرْقُعَا
كأَنّ ذُرَاها والقُرُونَ الّتى بها ... وإن لم تَجِدْهَا العَيْنُ إِلاّ تَتَبُّعَا
مَذَرُّ سحِيق الوَرْس فوقَ صَلايَةٍ ... أَدَبَّ عليه دَارِعُ النَّمْلِ أَكْرُعَا
ولا عَيبَ فيها غيرَ أَنّ نَذِيرَهَا ... يَرُوعُ قُلوبَ الطَّيْرِ حتّى تَضَعْضَعَا
تُقَلِّبُ نَحْوَ الطَّيْرِ عَيْنًا بَصيرَةً ... كعيْنِك بلْ أَذْكَى ذَكاءً وأَسْرَعَا
1 / 121