سس الفقه فى الدين مفتاح الطريق اومن هنا قالوا للمريد تفقه فى دينك أولا ثم تعال ادخل الطريق(1 وذلك ليقل التفاته إلى غير الطريق ، فربما شرع فى مجلس ذكر مثلا فصار درسه يدعوه لى مطالعته ، والحضور مع الطلبة ، وكثرة الجدال ووذلك يفرق عن المعنى المقصود فى الطريق ، من دوام المراقبة لله تعالى حده ، على أن غالب دقائق العلوم يدخلها حظوظ النفس ، ومبنى الطريق كلها على مخالفة النفس والله أعلم ومن شأنه أن يكون له شاهد من حاله فى كل مقام ادعاه آو تظاهر ابه فإن ادعى المحبة لله كان لونه يميل إلى الاصفرار ، وإن ادعى الزهد افي الدنيا ، كان مجانبا للأشرار ، وإن ادعى الجوع كان جسمه مائلا اللى الاضمار ، قال الشريف الأحمدى : "وقد كنا فى بجمع من الفقراء فى ترب البهنسا نزور الصالحين ، وإذا شاب قد أقبل علينا مضمر ، ولونه أصفر ووعليه لوامح الصلاح ، فآنشد منشد الفقرام لما رآه: امن الشوق مضنى ما يزال مسقما له عند تغريب النجوم أنين فصاح الشاب وضرب بيده عمودا فانفلق فحرك شوق كل من كان هناك فعلم آن كل فقير(2) لم يعان الجوع والمجاهدة لازمه الجمود وكثافة (1) اشترط رجال التربية الصوفية على مريديهم دائما الإحاطة بالعلم الدينى ، لأن التصوف اوالعلم قرينان لا يفترقان وقد قال صلى الله عليه وسلم " من يرد الله به خيرأ يفقهه في الدين" .
(2) كلمة فقير : يراد بها الفقير إلى الله سبحانه . وتستعمل صفة للصوفى
অজানা পৃষ্ঠা