والقابض ، أكمل صنع العالم وأبدعه حين أوجده واخترعه ، لا شريك اله فى ملمكه ولا مدبر معه فيه ، إن أنعم فنعم فذلك فضله ، وإن أبلى فعذب فذلك عدله ، لم يتصرف في ملك غيره فينسب الى الجور والحيف الا يتوجه عليه لسواه حكم فيتصف بالجزع لذلك والخوف ، كل ماسوا فهو تحت سلطان قهره ، ومتصرف عن إرادته وأمره ، فهو الملهم نفوس المكلفين للتقوى والفجور ، أى لتعمل بالتقوى وتجتنب الفجور ، فهو المتجاوز عن سيئات من شاء هنا وفى يوم النشور ، لا يحكم عدله في فضله ولا قضله في عدله ، لقدم صفاته كلها ، وتنزهها عن الحدوث أخرج العالم قبضتين ، وأوجد لهم منزلتين ، فقال : هؤلاء للجنة ولا أبالى اوهؤلاء للنار ولا أبالى ، ولم يعترض عليه معترض هناك إذ لا موجود كان شمة سواه ، فالكل تحت تصريف أسمائه ، فقبضة تحت أسماه بلائ ووقبضة تحت أسماء آلائه ، لو أراد سبحانه أن يكون العالم كله سعيدا لكان أ شقيا لما كان فى ذلك من شان ، لكنه سبحانه لم يرد ذلك فكان كما أراد منهم الشقى والسعيد ، هنا وفى يوم المعاد ، فلا سبيل إلى تبدل ما حكم اعليه القديم وقد قال تعالى فى حديث فرض الصلاة : هى خمس وهى مسون ، ما يبدل القول لديء وما أنا بظلام للعبيد لتصرفي في ملكي ووإنفاذ مشيئتى فى ملكى .
وذلك لحقيقة عميت عنها البصائر ولم تعبر عليها الافكار ولا الضمأر الا بوهب إهى ، وجود رحمانى ، لمن اعتنى الله به من عباده ، وسبق اله ذلك في حضرة إشهاده ، فعلم حين أعلم أن الأالوهية أعطت هذا التقسيم وأنها من دقائق القديم ، قسبحان من لا فاعل سواه ، ولا موجود بذاته إلا إياه ، والله و خلقكم وما تعملون * "ولا يسأل عما يفعل وهم يسألون * : قل فلله الحجة البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين
অজানা পৃষ্ঠা