امضى الشيوخ الذين كان هم اهتداء ، وقل الشباب الذين كان لهم بسيرتهم ووسلنهم اقتداء ، وزال الورع وطوى بساطه ، واشتد الطمع وقوى رباطه وارتحلت عن القلوب حرمة الشريعة ، حتى عدوا قلة المبالاة بالمعاصى اوالشهوات أوثق ذريعة إلى آخر ما قالوا ، فإذا كان هذا قول القشيرى ف زمانه ، فماذا يقول القائل فى أهل النصف الثانى من القرن العاشر اصاحب الغرائب والعجائب ؟ وقد أدركت أنا بحمد الله تعالى نحوا من بعين شيخا ومانوا كلهم بغصصهم ولم يروا مريدا يعجهم ، فلا حول اولا قوة إلا بالله العلى العظيم فاعلم أن مقام الشيخ فى هذا الزمان مشاكل حال المريد ومن طلب اشيخا متصفا بعين ما اتصف به الإمام الجنيد مثلا فكأنه رام المحال فى اهذا الزمان ، ولكن حيث ما كان الشيخ أعلم بالطريق من المريد كفاه ذلك ويجب عليه التقيد عليه ، فإن من لا شيخ له لا يفلح أبدأ فى الطريق ، كما مر فى الباب الاول.
لايصح دخول الطريق قبل التوبة اوكان أبو على الدقاق رحمه الله تعالى يقول : إذا لم يكن للمريد أستاذ يأخذ منه طريقه نفسا بنفس وإلا فهو عابد لهواه ، وأجمعوا على أن من يتب على يد شيخه آو غيره من جميع الزلات ، سرها وجهرها اغيرها وكبيرها ، ويرضى جميع أخصامه لا يفتح له من هذه الطريق الشيء، وعلى ذلك جروا ، فإن طريق القوم كلها حضرة الله عز وجل حضرة الصلاة ، أو كالجنة ، فكما لا تصح الصلاة مع النجاسة ، ولا دخول
অজানা পৃষ্ঠা