بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلقه محمد وآله الطاهرين من هم المعصومون عليهم السلام؟
ولماذا نزورهم؟
وما هي فلسفة الزيارات الخاصة الصادرة عنهم؟
هذه الأسئلة تملئ أفكار تلة من الجيل الصاعد يتلهف بشوق بالغ إلى الوقوف على أجوبتها ونحن في هذه العجالة، ومقدمة لهذه الزيارة الجامعة نذكر أجوبة مقتضبة عن هذه الأسئلة الثلاثة مستعينين بالله تعالى مستلهمين من أرواح المعصومين عليه السلام، مستندين إلى الأحاديث المنقولة عنهم عليهم السلام 1): المعصومون:
هم أربعة عشر شخصا، ثلاثة عشر رجلا،. وامرأة واحدة، انتخبهم الله تعالى من بين مجموعات خلقه هداة، وقادة، وأسوة، هم:
পৃষ্ঠা ৭
رسول الله وسيد الأنبياء وخير الخلق أجمعين محمد بن عبد الله، صلى الله عليه وآله وسلم.
فاطمة الزهراء بنت النبي وزوج الوصي وأم الأئمة الأطهار، عليهم السلام.
الإمام علي بن أبي طالب أمير المؤمنين عليه السلام الإمام الحسن بن علي المجتبى عليه السلام الإمام الحسين بن علي الشهيد بكربلاء عليه السلام الإمام علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام الإمام موسى بن جعفر عليه السلام الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام الإمام محمد بن علي الجواد عليه السلام الإمام علي بن محمد الهادي عليه السلام الإمام الحسن بن علي العسكري عليه السلام الإمام المهدي الموعود المنتظر بن الحسن عليه السلام هؤلاء الأربعة عشرة هم خيرة الله تعالى من جميع الخلق هم القمم الشاهقة في الفضيلة والتقوى
পৃষ্ঠা ৮
هم العلماء الذين لا يدانيهم أحد من الخلق في العلم والمعرفة هؤلاء... هم الذين علموا الإنسان، والملائكة عبادة الله تعالى هؤلاء... هم الذين سبحوا فسبحت الملائكة، وهللوا فهللت الملائكة، وكبروا فكبرت الملائكة..
هؤلاء هم المعصومون الذين عصمهم الله من كل زلة، وكل سهو وكل نسيان وكل خطأ، وكل جهل، وكل رذيلة، وكل شذوذ، وكل انحراف.
فهم الطاهرون المطهرون الأطهار وهم المزكون، الأزكياء 2): لماذا نزورهم؟
يتلخص الجواب على هذا السؤال في استلهام معاني الخير والفضيلة، وأصول التربية الصحيحة في المثول أمام قبور هؤلاء الأطهار، ونذكر حياتهم الحافلة بالمكرمات والنصيحة من أجل الله..
وبالتالي: الحصول على مرضاة الله تعالى التي من أجلها خلق الإنسان، وخلق كل شئ.
أخرج الشيخ الأجل الكليني، قدس الله سره، في كتاب الكافي الشريف.
পৃষ্ঠা ৯
والشيخ الجليل الصدوق، قدس سره في كتابه الشريف (من لا يحضره الفقيه) والشيخ الكبير ابن قولويه في كتابه الشريف (كامل الزيارات) بأسانيدهم عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أنه قال لعلي عليه السلام:
(يا علي: من زارني في حياتي أو بعد موتي أو زارك في حياتك أو بعد موتك أو زار ابنيك في حياتهما أو بعد موتهما ضمنت له يوم القيامة أن أخلصه من أهوالها وشدائدها حتى أصيره معي في درجتي) (1).
ومن الطبيعي أن الإنسان إذا زار عظيما من أمثال المعصومين عليهم السلام أن يتأثر بروحهم، ويتغير من سيئ إلى حسن، ومن حسن إلى أحسن وهذا ما نجده في غالب أولئك الذين يوفقون لزيارة النبي وأهل بيته الكرام، عليه وعليهم الصلاة والسلام.
وكم رأينا عصاة آثمين تغير مسيرهم بزيارة أهل البيت عليهم السلام وانقلبوا نفسيا وفكريا من الشذوذ إلى الصراط المستقيم
পৃষ্ঠা ১০
فلسفة الزيارات المروية أما الزيارات الخاصة المروية عن أهل البيت عليهم السلام فإنها بحق مدرسة جامعة لكل الكمالات الإنسانية التي لم تشذ عنها شاردة، ولا تركت فضيلة إلا دمجتها في تعبيرات عقلانية وعاطفية في القمة فالطهارة البدنية، والطهارة النفسية، والطهارة الاجتماعية، والطهارة التربوية، والطهارة العائلية، وغيرها من أقسام الطهارة كلها متقلبة في مختلف زيارات أهل البيت، عليهم السلام، الواردة عنهم ومن جميل ما ورد في زيارة للإمام الحسين عليه السلام العبارات التالية: (أشهد أنك طهر طاهر مطهر من طاهر مطهر طهرت وطهرت بك البلاد وطهرت أرض أنت بها وطهر حرمك) طهارة، في طهارة، في طهارة اية مدرسة هذه التي تكرر الطهارة، وتجعلها أساس التربية؟
পৃষ্ঠা ১১
هذه المدرسة هي التي أنجبت الألوف، والألوف من العلماء العظام الذين يضرب المثل بخلقهم، وفضلهم، وإنسانيتهم الزيارة الجامعة الزيارة الجامعة: في مصطلح أهل الحديث، تطلق على المقطوعات المروية عن أهل البيت، عليهم السلام، ويزار بها جميعهم، من غير اختصاص ببعضهم دون بعض وتلك عدة زيارات مذكورة في كتب الأدعية ولعل أهمها، وأجمعها، في تفصيل هذه الزيارة التي بين يديك هي مروية عن عاشر أئمة أهل البيت علي بن محمد الهادي عليهما السلام..
رواها الشيخ الجليل الصدوق، قدس سره، في كتابه الشريف (عيون أخبار الرضا) عن الدقاق، والسناني، والوراق والمكتب جميعا، عن الأسدي، عن البرمكي، عن النخعي قال:
قلت لعلي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، صلوات الله وسلامه عليهم، علمني يا بن رسول الله قولا أقوله بليغا كاملا إذا زرت واحدا منكم فقال عليه السلام..
পৃষ্ঠা ১২
شارح الزيارة وقد تصدى جمع من علمائنا الأبرار لشرح هذه الزيارة شروحا متنوعة في التفصيل والإجمال، وغير ذلك، وقد شرح العلامة المجلسي قدس سره في (بحار الأنوار) شرحا مختصرا وممن شرحها شرحا متوسطا بين التفصيل الكبير، والإجمال الصغير هو العالم الجليل، آية الله، المؤلف المكثر المرحوم السيد عبد الله شبر، قدس الله سره.
فقد شرح هذه الزيارة الجامعة هذا الشرح، الذي بين يديك، الذي هو غنيمة باردة، تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها وحق على من يحصل عليه أن يغتنم هذه النعمة، ويشكر الله عليها قولا، وعملا بالعمل والتقوى.
والله المسؤول أن يوفق الجميع لذلك الناشر
পৃষ্ঠা ১৩
المقدمة
পৃষ্ঠা ১৫
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله حمدا لا يحصيه عد ولا ينتهي إلى حد والصلاة والسلام على خاتم النبيين وآله أزمة الحق والسنة الصدق سفن النجاة والميامين الهداة.
وبعد فإن هذا السفر النفيس المسمى (بالأنوار اللامعة في شرح زيارة الجامعة) حلقة من تلك السلسلة الذهبية التي صاغتها يراعة المؤلف من مؤلفاته الغراء وفرع من تلك الدوحة الباسقة التي سقتها عبقريته بماء الفضيلة وزكت بين حدائق علومه الإلهية ومعارفه القدسية ولقد أودع هذا المؤلف من دقائق قريحته الوقادة ونكات تفكيره العميق وغزير فضله وواسع علمه المعجز من ثمار الوحي الهاشمي وأسرار الكمال النبوي مما لا ينتهى إلى مداه ولا يحاول أقصاه.
وإن شعائر الحج إلى الضرائح القدسية المنورة بتلك الأجساد الطيبة والهياكل الملكوتية ومناسك الزيارة للمشاهد المشرفة بمضاجع أمناء الله على وحيه وودائع سره لمن أفضل ما ندب إليه الأئمة الأطهار المعتصمين بولائهم والآخذين بسببهم فإن فيها تتجه ألباب شيعتهم وتنصرف قلوب مواليهم إلى ما يلم شعثهم ويؤلف شتاتهم ويجمع كلمتهم ويشد عرى جماعتهم من
পৃষ্ঠা ১৭
الولاء والتمسك بمواضع الرسالة ومهابط الوحي الأمين وقد عرفوهم بآداب تلك الزيارات وسنن هذه المناسك ورووا لهم الثقات من أصحابهم وحملة أحاديثهم ما أملوه عليهم من لطيف الخطاب وبليغ البيان وأرشدوهم إلى ما يليق بمقامهم من ذلك.
وأن الزيارة الجامعة الكبيرة من أعظم تلك الزيارات شأنا وأعلاها مكانة وأن فصاحة ألفاظها وبلاغة مضامينها تنادي بصدورها عن ينابيع الوحي والإلهام وتدعوا إلى أنها خرجت من السنة نواميس الدين ومعاقل الأنام فإنها فوق كلام المخلوق وتحت كلام الخالق الملك العلام وقد اشتملت على الإشارة إلى جملة من الأدلة والبراهين المتعلقة بمعارف أصول الدين وأسرار الأئمة الطاهرين وتضمنت شطرا وافرا من حقوق أولي الأمر الذين أمر الله بطاعتهم وأهل البيت الذين حث الله على متابعتهم مع الإشارة إلى آيات فرقانية وروايات نبوية وأسرار إلهية وعلوم غيبية ومكاشفات حقية وحكم ربانية وقد عمد إليها المؤلف نور الله ضريحه فكشف النقاب عن معانيها وهتك الحجب عن أسرارها وأفصح عن مشتبهاتها وحل الغامض من مشكلاتها ونفض عنها غبار الريب والشكوك وأقام الحجج الناصعة والأدلة القاطعة على صدورها وصحة روايتها وطلع على العلم والأدب والرشاد بهذا السفر النفيس الذي لا يستغني عنه كل مؤمن تشرف بزيارة مراقد أهل الذكر وأولي الأمر وفاز بلثم تلك الأعتاب السامية والمشاهد المقدسة العالية واختار لنفسه أجر تلاوتها ورغب في ثواب قراءتها ولا غرو فإن
পৃষ্ঠা ১৮
مؤلفه ذلك البحر الخضم الثبت المتبحر نسيج وحده وجمال عصره الصراط والمحجة والآية البالغة والحجة صاحب المؤلفات الكثيرة في سائر الفنون الإسلامية الغزيرة المادة التي لا ينضب قليبها ولا يأسن معينها نسأله تعالى أن يتغمده برحمته ويتفضل عليه بما أعده لأوليائه المقربين.
ومن العمل المرفوع المتقبل والبر الخالد والأجر المضاعف المتزايد أن يرشد التوفيق الإلهي والنصيب السماوي مؤمنا صالحا برا مواليا (السيد الأجل السيد أحمد آل السيد محمد السيد جعفر نجل المؤلف قدس سره) فيتبرع بطبع هذا السفر الجليل ويبذل نفقات نشر هذا الذكر الجميل فيدل على الخير فاعله ويهدي إلى الصلاح عامله فإن خير الناس من نفع الناس بعلمه وأعماله ومساعيه وأمواله وفقنا الله وإياه للطاعات والمبرات آمين...
محمد رضا الهادي آل كاشف الغطاء في اليوم 12 من ربيع الأول سنة 1354
পৃষ্ঠা ১৯
متن الزيارة
পৃষ্ঠা ২১
الزيارة الجامعة السلام عليكم يا أهل بيت النبوة وموضع الرسالة ومختلف الملائكة ومهبط الوحي ومعدن الرحمة وخزان العلم ومنتهى الحلم وأصول الكرم وقادة الأمم وأولياء النعم وعناصر الأبرار ودعائم الأخيار وساسة العباد وأركان البلاد وأبواب الإيمان وأمناء الرحمن وسلالة النبيين وصفوة المرسلين وعترة خيرة رب العالمين ورحمة الله وبركاته السلام على أئمة الهدى ومصابيح الدجى وأعلام التقى وذوي النهى وأولي الحجى وكهف الورى وورثة الأنبياء والمثل الأعلى والدعوة الحسنى وحجج الله على أهل الدنيا والآخرة والأولى ورحمة الله وبركاته السلام على محال معرفة الله ومساكن بركة الله ومعادن حكمة الله وحفظة سر الله وحملة كتاب الله وأوصياء نبي الله وذرية رسول الله صلى الله عليه وآله ورحمة الله وبركاته السلام على الدعاة إلى الله والأدلاء على مرضات الله والمستقرين (والمستوفرين) في أمر الله والتأمين في محبة الله والمخلصين في توحيد الله والمظهرين لأمر الله ونهيه وعباده المكرمين الذين لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون ورحمة الله وبركاته السلام على الأئمة الدعاة والقادة الهداة والسادة الولاة والذادة الحماة وأهل الذكر وأولي الأمر وبقية الله وخيرته وحزبه وعيبة علمه وحجته وصراطه ونوره وبرهانه ورحمة الله وبركاته أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له كما شهد الله لنفسه وشهدت له ملائكته وأولو العلم من خلقه لا إله إلا هو العزيز الحكيم وأشهد أن محمدا عبده المنتجب ورسوله المرتضى أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون وأشهد أنكم الأئمة الراشدون المهديون المعصومون المكرمون المقربون المتقون الصادقون المصطفون المطيعون لله القوامون بأمره العاملون بإرادته الفائزون بكرامته اصطفاكم بعلمه وارتضاكم لغيبه واختاركم لسره واجتباكم بقدرته وأعزكم بهداه وخصكم ببرهانه وانتجبكم لنوره (بنوره) وأيدكم بروحه ورضيكم خلفاء في أرضه وحججا على بريته وأنصارا لدينه وحفظة لسره وخزنة لعلمه ومستودعا لحكمته وتراجمة لوحيه وأركانا لتوحيده وشهداء على خلقه وأعلاما لعباده ومنارا في بلاده وأدلاء على صراطه عصمكم الله من الزلل وآمنكم من الفتن
পৃষ্ঠা ২৩
وطهركم من الدنس وأذهب عنكم الرجس وطهركم تطهيرا فعظمتم جلاله وأكبرتم شأنه ومجدتم كرمه وأدمتم (وأدمنتم) ذكره ووكدتم (وذكرتم) ميثاقه وأحكمتم عقد طاعته ونصحتم له في السر والعلانية ودعوتم إلى سبيله بالحكمة والموعظة الحسنة وبذلتم أنفسكم في مرضاته وصبرتم على ما أصابكم في جنبه (حبه) وأقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وأمرتم بالمعروف ونهيتم عن المنكر وجاهدتم في الله حق جهاده حتى أعلنتم دعوته وبينتم فرائضه وأقمتم حدوده ونشرتم (وفسرتم) شرايع أحكامه وسننتم سنته وصرتم في ذلك منه إلى الرضا وسلمتم له القضاء وصدقتم من رسله من مضى فالراغب عنكم مارق واللازم لكم لاحق والمقصر في حقكم زاهق والحق معكم وفيكم ومنكم وإليكم وأنتم أهله ومعدنه وميراث النبوة عندكم وإياب الخلق إليكم وحسابهم عليكم و فصل الخطاب عندكم وآيات الله لديكم وعزائمه فيكم ونوره وبرهانه عندكم وأمره إليكم من والاكم فقد وإلى الله ومن عاداكم فقد عادى الله ومن أحبكم فقد أحب الله ومن أبغضكم قد أبغض الله ومن اعتصم بكم فقد اعتصم بالله أنتم الصراط الأقوم وشهداء دار الفناء وشفعاء دار البقاء والرحمة الموصولة والآية المخزونة والأمانة المحفوظة والباب المبتلى به الناس من أتاكم نجى ومن لم يأتكم هلك إلى الله تدعون وعليه تدلون وبه تؤمنون وله تسلمون وبأمره تعلمون وإلى سبيله ترشدون وبقوله تحكمون سعد من توالاكم وهلك من عاداكم وخاب من جحدكم وضل من فارقكم وفاز من تمسك بكم وآمن من لجأ إليكم وسلم من صدقكم وهدي من اعتصم بكم من اتبعكم فالجنة ماويه ومن خالفكم فالنار مثواه ومن جحدكم كافر ومن حاربكم مشرك
পৃষ্ঠা ২৪
ومن رد عليكم في أسفل درك من الجحيم أشهد أن هذا سابق لكم فيما مضى وجار لكم فيما بقي وأن أرواحكم ونوركم وطينتكم واحدة طابت وطهرت بعضها من بعض خلقكم الله أنوارا فجعلكم بعرشه محدقين حتى من علينا بكم فجعلكم في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه وجعل صلاتنا (صلواتنا) عليكم وما خصنا به من ولايتكم طيبا لخلقنا وطهارة لأنفسنا وتزكية (وبركة) لنا وكفارة لذنوبنا فكنا عنده مسلمين بفضلكم ومعروفين بتصديقنا إياكم فبلغ الله بكم أشرف محل المكرمين وأعلى منازل المقربين وأرفع درجات المرسلين حيث لا يلحقه لاحق ولا يفوقه فائق ولا يسبق سابق ولا يطمع في إدراكه طامع حتى لا يبقى ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا صديق ولا شهيد ولا عالم ولا جاهل ولا دني ولا فاضل ولا مؤمن صالح ولا فاجر طالح ولا جبار عنيد ولا شيطان مريد ولا خلق فيما بين ذلك شهيد إلا عرفهم جلالة أمركم وعظم خطركم وكبر شأنكم وتمام نوركم وصدق مقاعدكم وثبات مقامكم وشرف محلكم ومنزلتكم عنده وكرامتكم عليه وخاصتكم لديه وقرب منزلتكم منه بأبي أنتم وأمي وأهلي ومالي وأسرتي أشهد الله وأشهدكم أني مؤمن بكم وبما آمنتم به كافر بعدوكم وبما كفرتم به مستبصر بشأنكم وبضلالة من خالفكم موال لكم ولأوليائكم مبغض لأعدائكم ومعاد لهم سلم لمن سالمكم وحرب لمن حاربكم محقق لما حققتم مبطل لما أبطلتم مطيع لكم عارف بحقكم مقر بفضلكم محتمل لعلمكم محتجب بذمتكم معترف بكم مؤمن بإيابكم مصدق برجعتكم منتظر لأمركم مرتقب لدولتكم آخذ بقولكم عامل بأمركم مستجير بكم زائر لكم لائذ عائذ بقبوركم مستشفع إلى الله عز وجل بكم ومتقرب بكم إليه ومقدمكم
পৃষ্ঠা ২৫
أمام طلبتي وحوائجي وإرادتي في كل أحوالي وأموري مؤمن بسركم وعلانيتكم وشاهدكم وغائبكم وأولكم وآخركم ومفوض في ذلك كله إليكم ومسلم فيه معكم وقلبي لكم مسلم وأني لكم تبع ونصرتي لكم معدة حتى يحيي الله تعالى دينه بكم ويردكم في أيامه ويظهركم لعدله ويمكنكم في أرضه فمعكم معكم لا مع غيركم آمنت بكم وتوليت آخركم بما توليت به أولكم وبرئت إلى الله عز وجل من أعدائكم ومن الجبت والطاغوت والشياطين وحزبهم الظالمين لكم الجاحدين لحقكم والمارقين من ولايتكم أو الغاصبين لإرثكم " و " الشاكين فيكم " و " المنحرفين عنكم ومن كل وليجة دونكم وكل مطاع سواكم ومن الأئمة الذين يدعون إلى النار فثبتني الله أبدا ما حييت على موالاتكم ومحبتكم ودينكم ووفقني لطاعتكم ورزقني شفاعتكم وجعلني من خيار مواليكم التابعين لما دعوتم إليه وجعلني من يقتص آثاركم ويسلك سبيلكم ويهتدي بهديكم ويحشر في زمرتكم ويكر في رجعتكم ويملك في دولتكم ويشرف في عافيتكم ويمكن في أيامكم وتقر عينه غدا برؤيتكم بأبي أنتم وأمي ونفسي وأهلي ومالي من أراد الله بدأ بكم ومن وحده قبل عنكم ومن قصده توجه بكم وموالي لا أحصي ثناءكم ولا أبلغ من المدح كنهكم ومن الوصف قدركم وأنتم نور الأخيار وهداة الأبرار وحجج الجبار بكم فتح الله وبكم يختم الله وبكم ينزل الغيث وبكم يمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه وبكم ينفس الهم ويكشف الضر وعندكم ما نزلت به رسله وهبطت به ملائكته وإلى جدكم (وإن كانت الزيارة لأمير المؤمنين " ع " فعوض وإلى جدكم قل) وإلى أخيك بعث الروح الأمين آتاكم الله ما لم يؤت أجدا من العالمين طأطأ كل شريف لشرفكم ونجع كل متكبر لطاعتكم وخضع كل جبار لفضلكم وذل كل شئ لكم وأشرقت الأرض بنوركم وفاز الفائزون بولايتكم بكم يسلك إلى الرضوان وعلى من جحد ولايتكم غضب الرحمن بأبي أنتم وأمي ونفسي وأهلي
পৃষ্ঠা ২৬
ومالي ذكركم في الذاكرين وأسماؤكم في الأسماء وأجسادكم في الأجساد وأرواحكم في الأرواح وأنفسكم في النفوس وآثاركم في الآثار وقبوركم في القبور فما أحلى أسماءكم وأكرم أنفسكم وأعظم شأنكم وأجل خطركم وأوفى عهدكم وأصدق وعدكم كلامكم نور وأمركم رشد ووصيتكم التقوى وفعلكم الخير وعادتكم الإحسان وسجيتكم الكرم وشأنكم الحق والصدق والرفق وقولكم حكم وحتم ورأيكم علم وحلم وحزم إن ذكر الخير كنتم أوله وأصله وفرعه ومعدنه ومأواه ومنتهاه بأبي أنتم وأمي ونفسي كيف أصف حسن ثنائكم وأحصي جميل بلائكم وبكم أخرجنا الله من الذل وفرج عنا غمرات الكروب وأنقذنا من شفا جرف الهلكات ومن النار بأبي أنتم وأمي ونفسي بموالاتكم علمنا الله معالم ديننا وأصلح ما كان فسد من دنيانا وبموالاتكم تمت الكلمة وعظمت النعمة وائتلفت الفرقة وبموالاتكم تقبل الطاعة المفترضة ولكم المودة الواجبة والدرجات الرفيعة والمقام المحمود والمكان (والمقام) المعلوم عند الله عز وجل والجاه العظيم الشأن الكبير والشفاعة المقبولة ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا يا ولي الله إن بيني وبين الله عز وجل ذنوبا لا يأتي عليها إلا رضاكم فبحق من ائتمنكم على سره واسترعاكم أمر خلقه وقرن طاعتكم بطاعته لما استوهبتم ذنوبي وكنتم شفعائي فإني لكم مطيع من أطاعكم فقد أطاع الله ومن عصاكم فقد عصى الله ومن أحبكم فقد أحب الله ومن أبغضكم فقد أبغض الله اللهم إني لو وجدت شفعاء أقرب إليك من محمد وأهل بيته الأخيار الأئمة الأبرار لجعلتهم شفعائي فبحقهم الذي أوجبت لهم عليك أسئلك أن تدخلني في جملة العارفين بهم وبحقهم وفي زمرة المرحومين بشفاعتهم إنك أرحم الراحمين وصلى الله على محمد وآله الطاهرين وسلم تسليما كثيرا وحسبنا الله ونعم الوكيل
পৃষ্ঠা ২৭
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله على آلائه والحمد من آلائه والشكر على نعمائه والشكر من نعمائه والصلاة على محمد خاتم أنبيائه وعلى سيد أصفيائه وأوليائه وآلهما الطاهرين خيرة خلفائه وأمنائه.
(أما بعد) فيقول العبد الآثم العاصي الغريق في بحار الخطايا والمعاصي أفقر الخلق إلى ربه الغني (عبد الله بن محمد رضا الحسيني) ختم الله لهما بالحسنى ورزقهما خير الآخرة والأولى لا يخفي على أولي البصاير النقادة وأرباب الأذهان الوقادة وذوي العقول السليمة وأصحاب الأفهام المستقيمة أن الزيارة الجامعة الكبيرة أعظم الزيارات شأنا وأعلاها مكانة ومكانا وأن فصاحة ألفاظها وفقراتها وبلاغة مضامينها وعباراتها تنادي بصدورها من عين صافية نبعت عن (ينابيع الوحي) والإلهام وتدعو إلى إنها خرجت من السنة نواميس الدين ومعاقل الأنام فإنها فوق كلام المخلوق وتحت كلام الخالق الملك العلام قد اشتملت على الإشارة إلى جملة من الأدلة والبراهين المتعلقة بمعارف (أصول الدين) وأسرار الأئمة الطاهرين ومظاهر صفات (رب العالمين) وقد احتوت على رياض نضرة وحدائق خضرة مزينة بأزهار المعارف والحكمة محفوفة بثمار
পৃষ্ঠা ২৯
أسرار أهل بيت العصمة وقد تضمنت شطرا وافرا من حقوق أولي الأمر الذين أمر الله بطاعتهم وأهل البيت الذين حث الله عليه متابعتهم وذوي القربى الذين أمر الله بمودتهم وأهل الذكر الذين أمر الله بمسألتهم مع الإشارة إلى آيات فرقانية وروايات نبوية وأسرار إلهية وعلوم غيبية ومكاشفات حقية وحكم ربانية ولم يتفق لها شرح شاف يكشف النقاب عن وجوه معانيها وبيان كاف يفتح مغلق مشكلها وخافيها سوى ما اتفق من التعليق للعلامتين (المجلسيين) في البحار (وشرح الفقيه) وكنت أحدث نفسي بذلك وأروم ما هنالك وكان يعوقني عن ذلك قلة البضاعة وكثرة الإضاعة وحقارة الاطلاع في هذه الصناعة ورأيت أن ذلك بالنسبة إلى مثلي ممن لم يعض على العلوم بضرس قاطع ولم يعط التأمل والتتبع حقه في المواضع متعسر بل متعذر فشرعت مع تبلبل البال وتفاقم الأحوال في بيان ما أمكن منها بحسب المقدور إذ الميسور لا يسقط بالمعسور وضممت إلى ذلك أحاديث شريفة وأخبارا ظريفة تحل مشكلاتها وتبين مفصلاتها فإن كلامهم عليهم السلام يحل بعضه بعضا ونسئل الله الهداية والتسديد والعصمة والإرشاد والتأييد فإنه قريب مجيد عزيز حميد.
পৃষ্ঠা ৩০
مقدمة (إعلم) أن هذه الزيارة قد رواها جملة من أساطين الدين وحملة علوم الأئمة الطاهرين وقد اشتهرت بين الشيعة الأبرار اشتهار الشمس في رابعة النهار وجواهر مبانيها وأنوار معانيها دلائل حق وشواهد صدق على صدورها عن صدور حملة العلوم الربانية وأرباب الأسرار الفرقانية المخلوقين من الأنوار الإلهية فهي كسائر كلامهم الذي يغني فصاحة مضمونه وبلاغة مشحونة عن ملاحظة سنده كنهج البلاغة والصحيفة السجادية وأكثر الدعوات والمناجاة وقد رواها شيخ الطايفة المحقة في (التهذيب) ورئيس المحدثين الصدوق في (الفقيه) و (العيون) وغيرهما عن محمد بن إسماعيل البرمكي الثقة عن موسى بن عبد الله النخعي عن علي الهادي عليه السلام وسند العيون هكذا (الدقاق) و (الشيباني) و (الوراق) و (المكتب) جميعا (عن الأسدي) عن البرمكي عن النخعي قال قلت لعلي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام علمني يا بن رسول الله قولا أقوله بليغا كاملا إذا زرت واحدا منكم فقال إذا صرت إلى الباب فقف وقل الله أكبر الله أكبر (ثلاثين مرة) ثم امش
পৃষ্ঠা ৩১