ويروى أنه لما مرض عبد الله بن عامر بن كريز(1) مرضه الذي (1) عبد الله بن عامر: (4 - 59 ه، 625 - 679 م). عبد الله بن عامر بن كريز بن ربيعة الأموي، أبو عبد الرحمن، أمير فاتح، ولد بمكة، وولي البصرة في أيام عثمان (سنة 29 ه) فوجه جيشا إلى سجستان فافتتحها صلحا، وافتتح الداور، وبلادا من دار إبجرد، وهاجم مرو الروز فافتتحها، وبلغ سرخس فانقادت له، وفتح أبو شهر عنوة وطوس وطخارستان، ونيسابور، وأبيورد، وبلخ، والطالقان، والفارياب، وافتتحت له رساتيق هراة وآمل وبست وكابل، وقتل عثمان وهو على البصرة، وشهد وقعة الجمل مع عائشة، ولم يحضر وقعة صفين، وولاه معاوية البصرة ثلاث سنين بعد اجتماع الناس على خلافته، ثم صرفه عنها فأقام بالمدينة، ومات بمكة، ودفن بعرفات، كان شجاعا سخيا وصولا لقومه، رحيما، محبا للعمران، اشترى كثيرا من دور البصرة وهدمها فجعلها شارعا، وهو أول من اتخذ الحياض، بعرفة وأجرى إليها العين، وسقى الناس الماء، قال الإمام علي: ابن عامر سيد فتيان قريش، ولما بلغ نبأ وفاته معاوية قال: يرحم الله أبا عبد الرحمن بمن نفاخر ونباهي!.
পৃষ্ঠা ২৩