وهو أخنوخ بن اليارد، ثم نكح اليارد بن مهلائيل ابن قينان بن أنوش بن شيث بن آدم. وهو ابن مائة سنة وستين سنة بركيا بنت الدرمسيل بن مخويل بن أخنوخ بن قابيل، فولدت له أخنوخ بن اليارد وهو إدريس النبي صلى الله عليه. وكان أول نبي بعد آدم أُعْطَي النبوَّة. فيما زعم ابن اسحاق - وخط بالقلم، فعاش يارد بعد ما وُلِدَ له أخنوخ ثمانمائة سنة وستين سنة، وولد بنين وبنات، وكان جميع ما عاش اليارد تسعمائة سنة واثنين وستين سنة ثم مات.
وقال غيره من أهل التوراة إن الله أنزل عليه ثلاثين صحيفة، وهو أول من خط بالقلم بعد آدم، وجاهد في سبيل الله، وقطع الثياب وخاطها، وذكر أنه كان أول من رَكِبَ الخَيْل، لأنه اقتفى رسْمَ أبيه في الجهاد، وسلك في أيامه العَمْلَ بطاعة الله، طريق آبائه، وكان عمر إدريس إلى أن رفع ثلاثمائة وخمسا وستين سنة. وولد له مُتَوشْلَح بعد ما مضى من عمره خمس وستون سنة.
قال وهب: كان إدريس رجلا طويلا ضخم البطن عريض الصدر، قليل شعر الجسد كثير شعر الرأس. وكانت إحدى أذنيه. أعظم من الأخرى، وكان في جسده نكته بيضاء من غير برص. وكان رقيق الصوت دقيق المنطق، قريب الخُطى إذا مشى، وإنما سمى إدريس لكثرة ما كان يدرس من كتب الله وسنن الإسلام، وأنزل الله عليه ثلاثين صحيفة، وهو أول من خط بالقلم، وأول من خاط الثياب ولبسها، وكان من قَبْله يلبسون الجلود، واستجاب له ألف إنسان ممن كان يدعوه، فلما رفعه الله إليه اختلفوا بعده وأحدثوا الأحداث إلى زمن نوح ﵇
قال: وهو أبو جد نوح، ورِفُع وهو ابن ثلاثمائة سنة وخمس وستين سنة.
وولد لإدريس متَوشْلح على ثلاثمائة من عمره قال: وفي التوراة إن الله رفع إدريس بعد ثلاثمائة سنة وخمس وستين سنة مضت من عمره، وعاش أبوه بعد ارتفاعه أربعمائة سنة وخمسا وثلاثين سنة تمام تسعمائة سنة واثنين وستين سنة، وكان عمر يارد تسعمائة واثنين وستين سنة، ومولد أخنوخ وقد مضى من عمر يارد مائة واثنتان وستون سنة.
وحدثنا هشام بن محمد بن أبي صالح، عن ابن عباس قال: في زمان يارد عُمِلَت الأصنام وَرَجَعَ من رجع عن الإسلام.
" متُوشْلخ بن أخنوخ "
ثم نكح أخنوخ وهو إدريس بن اليارد بن مهلائل قَيْتان بن نوش بن شيث بن آدم هَدَّانَة. ويقال أدّانة. بنت تاويل بن مخويل بن أخنوخ بن قابيل بن آدم. وهو ابن خمسين وستين سنة، فولدت له متوشْلَخ بن أخنوخ، فعاش بعدما وُلِدَ له متوشلْخ ثلاثمائة سنة، وولد له بنون وبنات، وكان جميع ما عاش أخنوخ ثلاثمائة سنة وخمسا وستين سنة، ثم رفعه الله إليه.
وأما غيره من أهل التوراة فإنه قال فيما ذكروا عن التوراة: ولد لأخنوخ متوشْلخ، فاستخلفه أخنوخ على أمر الله، وأوصاه وأهل بيته قبل أن يُرْفع، وأعلمهم أن الله سيعذب ولد قابيل ومن خالطهم ومال إليهم، ونهاهم عن مخالطتهم.
" لَمْك بن متُوشْلَخ "
ثم نكح متوُشْلَخ بن أخنوخ. وهو إدريس. بن اليارد بن مهلائل بن قينان بن أنوش بن شيث بن آدم عَرْبَا بنت عزازيل بن أنوشيل بن أخنوخ بن قابيل بن آدم، وهو ابن مائة سنة وثلاثين سنة، فولدت له لمك بن متوشلخ، فعاش بعدما وَلَد لمك سبعمائة سنة، وولدت له بنين وبنات، وكان جميع ما عاش متُوشْلخ تسعمائة سنة وتسع عشرة سنة، ثم مات.
وقال أهل التوراة: ولد لمتوشلخ لمك، فأقام على ما كان عليه آباؤه من طاعة الله، وحفظ عهوده.
قالوا: فلما حضرت متُوشلخ الوفاة استخلف لَمْك على قومه، وأمره وأوصاه بمثل ما كان آباؤه يوصون به.
قالوا: وكان لمك يَعظُ قومه وينهاهم عن النزول إلى ولد قابيل، فلا يتعظون حتى نزل جميع من كان في الجبل إلى ولد قابيل. وقيل إنه كان لمتُوشْلخ ولدْ آخر غير لمْك يقال له صابي. وقيل إن الصابئين به سموا صابئين، وقيل غير ١لك. وكان عمر متُوشلْخ تسعمائة سنة وستين سنة، وكان مولد لمْك بعد أن مضى من عمر متُوشْلخ مائة وسبع وثمانون سنة.
" نوح ﵇ "
1 / 16