إن السن مكسب للعاملين بالقلم، أو هي إلى المكسب أقرب منها إلى الخسارة ... •••
ويسأل سائل: «وأين خرف الشيخوخة؟»
فيجيب قبلي مجيبون كثيرون: «إن الذين حسبوا أن الخرف والشيخوخة حالتان متلازمتان، بقية من بقايا القرون الغابرة؛ لأن العلم الحديث يعلم أن خرف الشيخوخة مرض من أمراض البنية وليس بعرض من أعراض الأسنان والأعمار ... فمن نجا من جراثيمه نجا من أعراضه كما ينجو من الأمراض، وكما ينجو من الجراثيم.» (4) وحي السبعين
في الشباب نأخذ الحياة «مقايضة» لأنها تطلبنا كما نطلبها...أو نبذل فيها أضعاف ثمنها؛ لأننا نجهل حقيقتها، ونملك ثروة الشعور التي تساعدنا على الإسراف والبذل الجزاف.
وفي الشيخوخة نأخذ كل شيء بثمنه، ولا نعطيه فوق حقه؛ لأننا فقراء لا نملك الثروة التي ننفقها كما نريد، وعلى الرغم منها ننفقها كما نستطيع ...
لا تسل أي الحالتين أفضل و«أعقل» فلا اتفاق على جواب لهذا السؤال ... •••
ولكنك إذا سألت: أيهما أحب وأجمل، فلا خلاف على الجواب: بين الشباب والشيخوخة فروق كثيرة، فما من حالتين من أحوال هذه الدنيا بينهما من الفروق أكثر مما بين هاتين الحالتين.
ولكن الفارق الأكبر بينهما أن الشباب حالة نتمناها على علاتها، وأن الشيخوخة حالة نرضاها أو لا نرضاها على حسب الظروف!
نتمنى الشباب على علاته، ونتمنى جهله كما نتمنى هداه، إن كان له هدى أو هداية مع هواه! ...
بل نحن نتمنى جهله قبل هداه ...
অজানা পৃষ্ঠা