أنا «سلطان» قانون الوجود
لا أعتقد أن أحدا - خارج أسرة مدرب الأسود محمد الحلو - قد حزن لمصرعه مثلما حزنت.
ذلك أن القدر ليلتها ساقني لأدخل السيرك، وكانت ليلة الافتتاح، ولا أعرف لماذا، ولكني بعد رؤيتي لعبة الأسود تنبأت أن حادثا جللا لا بد سيقع، وأن قاهر الأسود محمد الحلو سيصرع على يد أو «ناب» أحد أسوده؛ بل بحت بالخاطر الحزين لمن كانوا معي، ووافقني بعضهم، بينما لم يكترث الآخر وكأن الأمر لا يعنيه.
وحين تنبأت بما تنبأت به لم أكن ساعتها أستعمل حاستي السادسة ولا كنت صوفيا قد أصيب فجأة بحالة وصل مع الذات العليا واتصال، ولا أعتقد كذلك أني ولي من أولياء الله.
بل حتى لم أكن أعاني من نوبة غربة تدفعنا أحيانا لتجريد الأشياء من دفئها المكنون وإفراغها من التفاؤل.
بصراحة، لم أكن ساعتها متأثرا بأي شيء خارج القمع الضوئي المتهرئ المكفي علينا، يقتطعنا من العالم، ويقطع العالم عنا.
وحينما لا يحدث الشيء صدفة، بل تكون أنت - أنت الإنسان العادي مثلي - على يقين أنه سيحدث.
وحين لا يحدث نتيجة خطأ أو إهمال.
حين يحدث وكأنه لا بد أن يحدث.
حينذاك من الممكن أن نقف عنده؛ لأن الأمر لا بد هام وخطير، ويصبح واجبا علينا أن نعود، كلنا هذه المرة، إلى ذلك القمع الضوئي المقلوب نعيش الظاهرة التي دارت أحداثها المروعة هناك، فمن يدري، ربما بعد أن نحياها نجلس، لأول مرة منذ زمن طويل على ما أعتقد نفكر، ليس في محمد الحلو وإنما في أنفسنا، من يدري، ربما تحدث المعجزة وحسنا أني كنت هناك، وأني شاهد عيان. •••
অজানা পৃষ্ঠা