فزاد قلقي وقلت في ضيق: ماذا حدث؟
فقال محدقا في وجهي: منى!
وكانت مفاجأة غير منتظرة، وكان الخبيث يرقب كل حركة من حركاتي وانفلتت مني شبه صرخة وارتسم على وجهه ما يشبه التشفي واستمر قائلا: ما لنا نحن يا سيدي؟ أما قلت لك إنها حظوظ؟
وحاولت التراجع فتمالكت نفسي بعد أن أحسست بما فرط مني، ولكن الخبيث استمر يتحدث كأنه يتعمد إثارتي، فقال: محمود الذي خرج من المدرسة قبل الابتدائية! محمود الذي يعرف الجميع أنه لا يساوي مليما، محمود الذي لا يعرف من الدنيا شيئا سوى اللعب والنزهة! يا سلام يا ناس! مصائب يا سيد أفندي، والدنيا حظوظ. نولد للهم والغم والتعب ومحمود للعز والسيادة والنعمة ويتزوج منى بنت السيد أحمد جلال!
فصحت في غيظ: من قال هذا؟
فاستمر يقول: يا سيدي قلت لك حظوظ فلنكن نحن في حالنا، نحن نكسب لهم وهم يركبون ظهورنا.
أنت تعجبني والله يا سيد أفندي لأنك تعرف كيف تكلم هؤلاء بالصراحة، أعجبتني عندما تكلمت مع السيد أحمد جلال في رمضان. معلوم كلهم أنذال وعصابة منافقين، ولكن ما لنا نحن؟ النهاية هذه فرصة لأقدم لك اعتذاري لأني كنت أحب أن أقدم لك هذا الاعتذار من قبل العيد، تقول جبان، تقول منافق كما تشاء، ورزقي على الله، ولكني والله مخلص لك، ولولا أني سمعت الخبر بأذني ... سمعته بأذني عندما كان الباشا في المنزل. كانت البنت الفلاحة تحمل القهوة وسمعت هذا الكلام، ونقلته إلي حرفيا، أراك مهموما يا سيد أفندي.
فقلت منزعجا: ماذا تقصد؟ ولماذا أكون مهموما؟
فقال ضاحكا في خبث: علي أنا يا سيد أفندي؟ معذور والله إذا كنت تحزن.
فقلت في دفعة: وماذا يهمني؟
অজানা পৃষ্ঠা