154

وضحكنا جميعا ودخلنا إلى غرفة الجلوس وكنت شديد التلهف إلى سماع أخبار منى، ولكن منيرة استمرت في وصف عمتها وأولادها وزوجها السمين الذي أصبح غنيا يذهب إلى الإسكندرية في الصيف.

وقلت لأوجه الحديث إلى منى: وصلني الخطاب بالأمس ولكني لم أقرأه إلا في الساعة الحادية عشرة إلا ربعا؛ ولهذا أخذت القطار «الصعيدي» لأكون هنا في الصباح.

فصاحت أمي: الصعيدي! الحق علي يا ابني، طبعا انشغل بالك علينا.

فعادت منيرة تقول: الحمد لله على السلامة يا أستاذ، أظنها فرصة طيبة للذهاب إلى الإسكندرية بضعة أيام. «فيلا كولونا» محطة فلمنج أول شارع على اليمين، هذا هو العنوان الذي تركته عمتي حتى نجيب دعوتها، احفظ العنوان من فضلك.

وكانت تريد أن تمضي في حديثها ولكني قلت مختصرا: ماذا حدث لمنى؟

فقالت أمي: منى؟ هي بخير يا ابني! ما لها منى؟

فقلت: ألم تكتب لي منيرة أن أحضر لأمر هام يتصل بها.

فقالت منيرة: لم أقل إنه يتصل بمنى يا حضرة، لا بأس على الذاكرة!

فبلعت ريقي قائلا: ماذا حدث إذن؟

وتذكرت حقا أن منيرة لم تقل إن الأمر يتصل بمنى.

অজানা পৃষ্ঠা