معرفتي وَعلمِي وتكلمي أنوار لَا تحْتَمل الأدناس ومجاورة الأنتان والمزابل وَقد علمْتُم أَن الغل والغش وَالْمَكْر والحسد وَحب الدُّنْيَا وَاتِّبَاع الْهوى كلهَا أنتان ومزابل وظلمة وأدناس وأنجاس وأرجاس
فَإِذا وجدْتُم فِي صدوركم سُلْطَان هَذِه الْأَشْيَاء عَاملا فِيهَا فَكيف يكون حَال هَذَا الضَّيْف عنْدكُمْ وَأَيْنَ إكرامكم إيَّايَ ووصيتي إيَّاكُمْ بِالْإِحْسَانِ إِلَيْهِ
ثمَّ قَالَ فِيمَا رُوِيَ عَنهُ فِي بعض الْكتب إِنِّي أكْرم من أكرمني وأهين من هان عَلَيْهِ أَمْرِي
فإكرام الله تَعَالَى أَن تكرم مَعْرفَته الَّتِي وَضعهَا فِيك وتصونها من الأدناس والأنتان والمزابل الَّتِي ذَكرنَاهَا
وَقد قَالَ ﷺ (الْإِيمَان حُلْو نزه فنزهوه) فحلاوة الْإِيمَان الْحبّ الَّذِي وضع فِيهِ ونزاهته أَن تنزهه عَن هَذِه الْأَشْيَاء
ثمَّ قَالَ الله تَعَالَى ﴿وأحسنوا إِن الله يحب الْمُحْسِنِينَ﴾ أَي أَحْسنُوا إِلَى هَذَا الضَّيْف وأحسنوا مجاورته فَإِذا قَالَ أَحْسنُوا فَإِنَّمَا يَقع الْإِحْسَان على كل شَيْء كَمَا قَالَ ﷺ (إِن الله كتب الْإِحْسَان على كل شَيْء فَإِذا قتلتم فَأحْسنُوا القتلة وليحد