كيف أنساه يا بثينة، وقد كان لدي كريما وكان سيد الطير، وكان أخفها ظلا وأبينها حكاية ونقلا.
بثينة :
أتذكرين يا جدة كيف أشفقت عليه فلم ترضي أن ينزع من ريش جناحيه، كما يصنع الناس بالطير الكريم فيأمنون طيرانه وفراره، وإنما اكتفيت بوضع حلقة صغيرة من الذهب في رجله اليمنى تمنعه من النهوض وتقيده، وإن كان في الظاهر حرا يتنقل في نواحي القصر.
العبادية (مندهشة) :
وماذا أخطر ببغائي نادر على بالك يا بثينة، وماذا تريدين بذكر الحلقة؟
بثينة :
أريد أن أقول لك يا جدة، إن حالي كحال المرحوم نادر؛ قيدتموني بجوهر ولؤلؤ ومقلاص وبالعيون والأرصاد، ثم زعمتم أني حرة طليقة أفعل ما أشاء.
العبادية (مبتسمة) :
ولكن لا أظن حلقة الذهب تثقل رجلك يا بثينة، فإني أرى خدم أبيك الملك لا يقصرون في صحبتك عن خدمة ولا طاعة. على أن كل هذا لا يهمني، إنما يهمني أن أعلم رأيك في الشاب وكيف وجدته. وهل هو على جانب من الفضل والعقل يتميز به عن اللدات ويسمو به على الأتراب؟
بثينة :
অজানা পৃষ্ঠা