আমিরা ধাত হিম্মা
الأميرة ذات الهمة: أطول سيرة عربية في التاريخ
জনগুলি
أين هي الآن من الحلم القديم الذي خبا؟
يكفي ما عانته وما سيستجد عليها من كوارث المولود الجديد، الذي أضفى شرعية ما بعدها شرعية على زواجها من ابن عمها الحارث ... أضفى كل شرعية حتى على أحقية اغتصابها، وتقويض هامتها بين الجميع، الأهل ... قبل الأعداء.
تسندت الأميرة ذات الهمة في إعياء وهي تمد ذراعها إلى آخره، جاذبة كومة التقارير والمعلومات التي جمعها البصاصون والعيارون من داخل المدن الرومية، وخاصة القسطنطينية، حول الاستعدادات الأخيرة التي تفجرت مطالبة بجمع الصفوف وحشد الهمم انتقاما لمقتل أميرتهم «باغة».
وبدت ذات الهمة كالمشدوهة، بل هي غابت بالفعل عن كامل وعيها وهي تعيد قراءة أحد هذه التقارير التي وصلتها من داخل عاصمة الأروام، وبالتحديد من أهم مراكز صنع القرار، وهو قصر الملك لاوون وليون الأيزوري، وفيه يذكر التقرير بوضوح أن الروم الأعداء على معرفة يقينية بما يحدث ويجري لذات الهمة وما أصبحت تعانيه، كما أنهم على معرفة بدور الانقسامات العربية التي وقعت بين الجيوش والقبائل العربية.
أعادت ذات الهمة قراءة التقرير الذي امتلأ وفاض بصنوف الشائعات المغرضة، التي بالغ في إطلاقها الأعداء، إلى حد تصويرها جريحة طريحة الفراش تعاني سكرات الموت المحقق، نتيجة لتعرضها لمحاولة اغتيال من جانب عمها الأمير ظالم وولده. - الموت!
بل والأكثر إيلاما إلى حد الحسرة أن من بين الشائعات، التي أثارها الأعداء وتناقلوها فيما بين عاصمة وأخرى حول ما حل بذات الهمة على مدى السنة الأخيرة من القتال، شائعة تقول: إن ذات الهمة قد خبا نجمها، وإن عمها ظالما ومعه بعض الفيالق والقبائل الحليفة تمكنوا من النيل منها لدى خليفة المسلمين، إلى حد استصدار أمر بتنحيتها عن رأس القيادة للجيش العربي.
تساءلت وهي تتقلب في فراشها: إلى هذا الحد!
هبت من جديد معيدة قراءة صورة التقرير الذي ذيل بتوقيع مزيف لأمير المؤمنين الخليفة المهدي في بغداد، والذي وجه إلى أمير الحملة عبد الله بن علي موليا إياه القيادة العامة بعد تنحية ذات الهمة «التي تعاظم شأنها، وقويت شوكتها في السنوات الأخيرة.»
وهنا خفت حدة غضب واندهاش ذات الهمة إلى حد التهكم الأليم، من الكيفية التي يختلق بها الأروام الأعداء أكاذيبهم وتلفيقهم إلى حد إعادة تصديقها، وإتاحة أقصى درجات انتشارها على طول العواصم الأوروبية المتربصة بالعدوان للعرب: يا له من غل!
وحين وصل صراخ الوليد عبد الوهاب إلى أذني ذات الهمة قطع عليها حبل أفكارها، فبدت وكما لو كانت تنصت إلى أصل الداء ومكمنه، وهنا لم تجد لها مهربا سوى الاسترسال في النوم والاستسلام لسلطانه.
অজানা পৃষ্ঠা