আমিরা ধাত হিম্মা
الأميرة ذات الهمة: أطول سيرة عربية في التاريخ
জনগুলি
وكانت أخبار انتصارات ذات الهمة وفتوحاتها تصل عاصمة الخلافة متواترة من عاصمة عربية وإسلامية لأخرى؛ لينشدها الرواة والمداحون أولا بأول في الأسواق والساحات والتجمعات الشعبية المتعطشة لكل انتصار يحقق أمن العرب والمسلمين.
بل إن ذات الهمة كشفت خلال تلك الحملات عن مهاراتها المتوارثة عن آبائها وجدودها حراس الثغور، على صعيد الخدع وإحداث فرقعات «النار الإغريقية» والبخور المركب، وطرق ومؤامرات قطع الماء التي كان يلجأ إليها الأعداء للإيقاع بجند المسلمين.
وهو ما لم يفت على بصيرة وذكاء ذات الهمة أو الداهية، وهكذا تمكنت الأميرة ذات الهمة من
إلا أن اتساع بصيرة الخليفة المنصور جعلته يفكر يوما في نقل عاصمة الخلافة، وإعادة تحصين موقعها.
وذات يوم، خرج أمير المؤمنين لرحلات قنصه وصيده وتريضه، واستكشاف أحوال رعيته على عادة الراشدين، إلى أن قادته قدماه إلى موقع حصين على نهر دجلة خال من الناس، سوى من شيخ سرياني وقور مسن. استدعاه الخليفة سائلا عن اسمه فقال: اسمي «باغ» يا أمير المؤمنين، وأشار الخليفة متطلعا إلى اتساع رحابة ذلك السهل الشاهق الممتد على نهر دجلة، سائلا الشيخ: وما اسم هذه الأرض يا باغ؟ ثم استدرك أمير المؤمنين قائلا: لولا مشاكل كيفية التحكم في الماء هنا ... لبنيت مدينة وأسميتها باسمك، فأدعوها: بغداد.
حينئذ أخبره الشيخ السرياني الذي كان على معرفة واسعة بطبيعة الأرض هنا، وكيفية التحكم في منسوب مائها: أنا أخبرك يا مولاي.
وعندما اقتنع الخليفة بوجهة نظر الرجل السرياني الطاعن في السن، الواسع المعرفة، أقدم من فوره على إشادة مدينة بغداد على نهر دجلة، فأحضر إليها المهندسين والبنائين والفنانين، وبنيت المدينة واتسعت أسواقها وأنشطتها تحت اسم ذلك الشيخ السرياني: «باغ-داد».
الحجاز وبغداد
وغنمت ذات الهمة وجندها الكثير من الأموال والغنائم والسلاح والخيول والأشياء النفيسة، التي كانت مكدسة في قلعة الأميرة الرومانية باغة، وبسقوط آخر القلاع سقطت تلك الكنوز والذخائر في أيدي ذات الهمة وكتيبتها.
وعلى الفور قرر عمها ظالم حمل غنائم الحرب والعودة بها إلى مقر الخلافة في بغداد، ورافقه أخوه مظلوم وأمير الحملة المعين من قبل الخليفة، الأمير عبد الله، الذي فوض ذات الهمة في أخذ مكانه، خالعا عليها سلطانه كحاكم للجزيرة المفتوحة وما يتبعها من أقوام وجزر.
অজানা পৃষ্ঠা