আমিরা ধাত হিম্মা
الأميرة ذات الهمة: أطول سيرة عربية في التاريخ
জনগুলি
وهكذا رجع قحطبة من جديد فسأل أبا العباس السفاح، الذي أمر بالخروج علنا على رءوس الأشهاد، فأقيمت السرادقات، وامتدت الزينات، وخرج السفاح ممتطيا فرسته «النوبة» ومن خلفه المنصور.
واجتمعت الأمم والملوك لاستقباله، وأعلنت الحرب التي امتدت طويلا إلى أن دخل أبو مسلم الخراساني دمشق، فهرب مروان بن محمد إلى ديار مصر، وتبعه أحد أنصار بني العباس المقربين، وهو عبد الله بن علي، الذي قاتل قتالا ضاريا، وكان يصرخ عبر معاركه في مصر العليا: يا لثارات بني هاشم، إلى أن تمكن من إلحاق الهزيمة به، بعد أن عبر النيل في إثره وقتله في أبو صير بمصر الوسطى، وقطع رأسه وعاد بها إلى دمشق ثم البصرة إلى السفاح، الذي توفي بعدها في 132 هجرية، وتولى بعده أخوه المنصور. •••
وكانت الأميرة ذات الهمة تشارك برأيها الصائب فيما يعتمل ويجري من أحداث داخل الخلافة، بينما عينها لا تغفل عن تحركات الأعداء المتربصين عبر الثغور بانتظار لحظة الانقضاض على العرب والمسلمين.
كانت تجوب الأسواق وتجمعات الرجال متزيية كمثل فارس شاب، تشارك عيون قومها وعشيرتها ما يحدث ويستجد من أحداث انتقال الخلافة الإسلامية من دمشق الأموية إلى بغداد العباسيين.
وكانت ترى منذ البداية الوقوف إلى جانب العباسيين، وتحث على الدوام عمها ظالما وأباها على الرحيل إلى العراق وتأييد الخليفة الجديد، الذي وعد منذ توليه شئون المسلمين إعطاء الأولوية لحماية ثغور المسلمين ضد الأعداء الطامعين.
أما ابن عمها الحارث، فكلما التقى بها وتسمع حميتها وحماسها للجهاد تضاعفت نيران عشقه الدفين لها.
بل إن ذات الهمة من جانبها حاولت التقرب منه ومصادقته، والكشف له عن أبعاد شخصيتها، فهي لا تزهد أبدا في ابن عمها الحارث، بقدر أن ما يشغلها هو عدم الاستسلام للصراعات العربية، مما يتيح لأعداء العرب شحذ قواطعهم التي لا بد يوما وأن تلحق الرقاب. ومن هنا فلا مكان في فكرها للحب والعواطف بينما ملك الروم يدق الأبواب، كل الأبواب العربية، معلنا تحديه المشهر على رءوس الجميع.
وكانت ذات الهمة تدعم أقوالها وآراءها بتقديم الأخبار الموثقة التي بدأت تتواتر وتصل تباعا إلى كل الأسماع، بل هي كانت تتعمد حمل وثائقها المدونة المدعمة بالرسوم التخطيطية للثغور المتاخمة للأقوام الإسلامية، التي بدأت تتهافت وتتقوض تحت ثقل جيوش التحالف الرومية من كل الأقوام، والتي لا تجمعها لغة واحدة، كما هو حال العرب المسلمين، فلا علاقة تذكر بين الأروام وبين الغاليين، ولا بين الساكسون والكلت واليونانيين.
كل ما يجمعهم ويقرب بينهم هو الرغبة في العدوان، وفرض الهيمنة والتسلط على العرب والمسلمين.
كانت تصل بها الحدة ويغلبها الحماس إلى حد تذكير الجميع بالمذلة التي كان يرزح تحتها العرب فيما قبل الإسلام.
অজানা পৃষ্ঠা