আমিরা ধাত হিম্মা
الأميرة ذات الهمة: أطول سيرة عربية في التاريخ
জনগুলি
كانت أمنية الصحصاح عسيرة بعيدة المنال، وهو القائد المتمرس بالموانئ والثغور المحيطة بالقسطنطينية، بل هو على معرفة يقينية بعاصمة التحالف الرومي البيزنطي، ومدى ما تمتاز به أسوارها وحصونها من تعزيزات تكسرت أمامها نصال كل غاز وطامع في النفاذ والعبور إلى ساحاتها.
بل يكفي في هذا الأمر القنوات المحيطة التي كثيرا ما أغرقت أعتى الجيوش المدججة، ومنها أيضا بعض الفيالق العربية التي غرقت بكاملها داخل سراديبها ومسالكها التحتية العميقة الأغوار.
كان الأمير الصحصاح على معرفة بمدى صعوبة ووعورة ما سبق له أن قطعه على نفسه في بلاط أمير المؤمنين، وكبار وزرائه وحاشيته، بألا يعود إلى أرض العرب قبل أن يفتح القسطنطينية.
وعبر تأملات الصحصاح الليلية لأمواج البحر الفسيح الهادر، التي تمخره السفن العربية المحملة بالجنود من كل كيان وقبيلة وقوم، ما بين المقاتلين العرب الحجازيين والنجديين والطائيين، جنبا إلى جنب مع القبائل الفلسطينية والسورية والمصرية واللبنانية، وهم البحارة بناة السفن الذين عرفوا هذه الطرق البحرية وجابوها منذ الأزل، فأنشئوا المدن والثغور البحرية،
والذين وصل ثراؤهم إلى حد أثقال الفضة التي صنعوا منها هلوبا لسفنهم المشادة من أخشاب أرز لبنان، تتوسطها الصواري الشاهقة الارتفاع إلى حد مناطحة السماء.
كان يحلو للأمير الصحصاح مواصلة التأمل لما يجري، حتى القديم السالف الذي عشقه منذ صباه، لتعرفه على مكنونات وأسرار أعماق الكتب القديمة وسير الرواة، عن حياة البحر، وعن مدن الأجداد والأسلاف التي شادوها، كما أشادوا بعلبك وصيدا وصور، تلك المدن التي لا تزال شاهقة تشهد بأمجاد الأجداد القدماء على طول الساحل والثغور.
فقرطاج والبندقية وكريت كانت على الدوام تفيض بالصناعات والمنسوجات والعمائر العربية، وتعج بالتجار، وتزخر بمنتجات الشرق، فتحملها جاهزة مجهزة إلى مدن الغرب وموانئه الغارقة في أعماق التخلف وحياة الكهوف.
كان الصحصاح يبذل خارق الجهد في الاستزادة من المعرفة بسير الجدود القدماء وتطلعاتهم وفتوحاتهم البحرية مشرقا ومغربا.
كان يبعث برسله لنقل كتاب مخطوط قديم من شواهق الهند وفارس والبندقية.
لكن دون أن تغفل عيناه عن جنده وواجبه كقائد يقظ مؤتمن على حياة جند المسلمين، وتلك الثقة المشوبة بالحذر التي أحاطه بها أمير المؤمنين الخليفة عبد الملك بن مروان.
অজানা পৃষ্ঠা