لبسن لهن السابغات من الصبر
وإن كريه الموت حلو مذاقه
إذا ما مزجناه بطيب من الذكر
وما رزق الإنسان مثل منية
أراحت من الدنيا ولم تخز في القبر •••
ألا ربما كان التصبر ذلة
وأدنى إلى الحال التي هي أسمج
وقد يركب الخطب الذي هو قاتل
إذا لم يكن إلا عليه معرج
لا أثقل على نفس الحر من الصنيعة يسديها إليه من ليس أهلها، ولا من الانقياد لرأي ترى من نفسك بطلانه، هكذا كان شأن الأمير عباس حينما بعث إليه الأمير أحمد يدعوه إلى الشويفات ليقيم في حماه، فإنه لما أخبرته زوجته الأميرة هند بكلام الرسول هز رأسه، وقال: الله الله! صار ابن شهاب يحتمي بابن أرسلان! لا وتربة أجدادي . ثم نادى بغلمانه وقال: استعدوا للسفر فإننا ذاهبون إلى حاصبيا. وقال لزوجته: لا يمكنني الذهاب إلى الشويفات والالتجاء إلى بيت أرسلان ولا النزول إلى بيروت؛ لأن الوالي، على ما تعلمين، قد سفهت رأيه وحذرته عواقبه فحقد علي؛ ولا البقاء هنا؛ لأنه لا بد للدروز من مهاجمة الساحل، ولا يستطيع النصارى أن يثبتوا في وجههم بعد أن كفل الوالي لهم الفوز، فقولي للأولاد أن يكونوا على استعداد، فنذهب إلى أولاد عمنا في حاصبيا ووادي التيم، فإنهم بعثوا يلحون علينا بالذهاب إليهم، وربما ذهبنا من هناك، ونزلنا على عرب الفضل، فإن الأمير عمر الفاعور أرسل إلي مرتين لنذهب إليه، ونحن باختيارنا منازل البدو على غيرهم نكون قد عدنا إلى أصلنا، أو كما يقول المثل أكلنا الفول وعدنا إلى الأصول.
অজানা পৃষ্ঠা