ومرت ساعتان وهما في حديث مثل هذا، ودخل الأمير عباس، وجلس إلى جانب زوجته، وأتاهما أحد الخدم بمنقلة، وقال الأمير عباس: أخذت مني عشرين غرشا أمس، ولا بد لي من استرجاعها. فقالت له: ستخسر عشرين فوقها. ثم أخذا يلعبان لكن الاثنين كانا مشغولي البال، وقبلما أتما الدق الأول قالت الأميرة هند: هل تظن أنهم ينجحون في إرجاعها؟ فقال: لا أظن؛ لأنهم طامعون بأملاكها، فإن أملاكها تساوي أكثر من ستمائة ألف غرش ، ولا بد ما توقفها كلها للدير، وأنا خائف على صحتها؛ لأنها تقول في مكتوبها إلى أبيها إنها مصابة بزكام شديد.
فتنهدت زوجته وقالت: يجب أن ندير بالنا على سلمى، فإن أختي كلمتني عنها مرات كثيرة، وأحمد ميت حتى يأخذها، ولكن هي لا تلتفت إليه، ولاسيما بعد أن زارنا هذا الشاب الإنكليزي.
الأمير عباس :
ماذا تقولين؟ ماذا تقولين؟ الشاب الإنكليزي؟! متى زارنا هذا الشاب؟
الأميرة هند :
رأيناه مرة ونحن عند النجمة كان مارا هو وأحمد، ثم دعاه أحمد لحضور العرس، ألم تره حينئذ؟
الأمير عباس :
نعم رأيته، أهذا هو؟ نعم رأيته ولكنني لم أسأل عنه.
الأميرة هند :
يقول أحمد إنه وكيل القنصل، وإنه من أمراء الإنكليز.
অজানা পৃষ্ঠা