আমিন রিহানি: পশ্চিমা দেশে পূর্বের দর্শনের প্রকাশক
أمين الريحاني: ناشر فلسفة الشرق في بلاد الغرب
জনগুলি
وانصرف الحاضرون وهم يشكرون لسركيس أفندي، ولحضرة قرينته الفاضلة، وكريماته الأديبات ما لقوه في دارهم من الإكرام والحفاوة وحسن الضيافة. (2-1) خطبة سليم أفندي سركيس
الأصدقاء في «بورصة» الحياة هم النقد الحقيقي، وإنما الفقير من لا أصدقاء له، ثم إن الله جعل الأقارب كالجلد من جسد الإنسان لا سبيل إلى نزعه، أحسن أو أساء. وأما الأصدقاء، فإنهم كالثياب نحرص على الحسن منها، ونخلع الرث البالي. ولحسن حظي، كان أمين الريحاني صديقا لي منذ أكثر من 20 سنة، فتحول الآن إلى قريب؛ لأنني لم أجد في صداقته الطويلة ما يستوجب نزع ذلك الثوب القشيب، بل كان من سلامة تلك الصداقة، وارتقاء هذا الصديق في مراتب النبوغ، أنني صرت أفتخر بأنني - في مصر وسورية وأميركا نفسها - كنت ولا أزال أول صديق للريحاني الشاب، وأول صديق للريحاني الرجل، وأول صديق للفيلسوف الذي نحتفل به الآن، كما احتفلت به أميركا. فعلى الرحب والسعة أيها الصديق. (2-2) خطبة داود أفندي بركات «رئيس تحرير الأهرام»
يطلب مني حضرة الداعي الكريم سليم أفندي سركيس أن أقول كلمة في هذا الاجتماع الأدبي الشائق، الذي نحتفي فيه بأديب من أدبائنا الذين يحكمون الآن روابط الشرق بالغرب، ويخرجون من كنوز المدنية العربية جواهر يحلون بها جيد الآداب والعلوم.
ولو لم يكن علي لسركيس أفندي دين كبير لا مندوحة من وفائه بما يرضيه - وهذا الدين تشريفي بالاجتماع بكم، وبالاستفادة من حكمكم ودرر أقوالكم - لمكثت صامتا أسمع وأتعلم، ولمكثت في مخبئي أتغطى عن العيون والأنظار بظل السكوت؛ فإن لم أستطع أن أؤدي لسركيس أفندي ما يعادل دينه، فتلك جنايته على نفسه وعلي أيضا، ومن الحب ما يؤذي المحبين.
يقول لكم سركيس أفندي: إنكم تحبون بلا شك أن تسمعوا ذلك الذي يخاطبكم كل يوم من على قمة «الأهرام»، ولكن هذا الذي يخاطبكم كل يوم ما جرؤ أن يستخدم كلمة «أنا» لاعتقاده بضآلتها؛ فهو يغرقها ويواريها في ذلك الخضم الواسع الذي نعبر عنه نحن - الصحافيين - بكلمة «نحن»، فترون فيها الباحثين والمحدثين والمرشدين جمة؛ فإن كان القول حقا، فهو راجع إلى ما اقتبس من المجموع، وإلا فإنا نتقي بها مغبة الزلل.
والآن، أوجه الكلام إلى أخينا أمين الريحاني لأقول له: إنك قد سمعت من الخطباء والأدباء كلمات المديح والإطناب بعلمك وعملك، فاسمح لأخ يجل عملك كثيرا أن يقول لك: إنك إذا كنت قد ضفرت لنفسك تاجا من الأدب، فإن في هذا التاج دررا يقدرها العلماء والأدباء حق قدرها، ولكنك لا تزال في سن الشباب، ولا يزال في ذلك التاج مكان لدرر أخرى قد تكون أغلى وأثمن مما رأينا فأعجبنا.
فاعمل وجد لتتم تاجك وإكليلك، وتذكر أن عليك دينا آخر لا مندوحة لك عن وفائه، ذلك الدين هو وفاؤك لوطنك، وخدمة هذا الوطن الذي أنبتك؛ فقد تذكر الوادي والجبل والسنديانة والنبع والعين، فتذكر - كما نحن نذكر - أن من هناك استمدينا مطلع الحياة، وأن الأرض بما رحبت وبما تجلى فيها من عظمة لا تحول عيوننا ولا قلوبنا عما انفتحت عليه العيون للنظر، والقلوب للشعور والإحساس.
أفلا تسمع أيها الأخ صوت لبنان بكل كلمة نقولها؟
ألا تلمح من ذكراه هدير النهر، وخرير الماء، وحفيف الشجر، ولمع البرق، وقصف الرعد، وجلالة الطبيعة، وجمال الإخاء والحنو والعطف من كل شيء، ومن كل إنسان؟
إن وادي الفريكة أنبتتك، فهي وما ناوحها من الآكام والجبال، وجاورها من الأودية، أم رءوم لا يرضيها إلا أن تكون الابن البار.
অজানা পৃষ্ঠা