وليس من التشيع أيضا استشهاده بشعر الشريف الرضى (١)، وشرحه المستفيض لقصيدة من قصائده الجياد، فالشريف الرضى من فحول شعراء العربية، وتأمل شعره وشرحه حقّ على كل ذى بيان.
ثم ليس من التشيع الخالص أخيرا ما حكاه ابن الشجرى من قول الإمام الحسن البصرى، فى وصف سيدنا على بن أبى طالب كرم الله وجهه، قال (٢):
«وقال رجل للحسن البصرى: يا أبا سعيد إن العامة تزعم أنك تبغض عليا، فأكب يبكى طويلا، ثم رفع رأسه، وقال: والله لقد فارقكم بالأمس رجل كان سهما من مرامى الله على أعدائه، ربّانىّ هذه الأمة، ذو شرفها وفضلها، وذو قرابة من رسو الله ﵌ قريبة، لم يكن بالنّومة عن حق الله، ولا بالغافل عن أمر الله، ولا بالسّروقة من مال الله، أعطى القرآن عزائمه فى ماله وعليه، فأشرف منها على رياض مؤنقة وأعلام بيّنة، ذلك على بن أبى طالب يا لكع».
فلو لم يكن فى هذا الكلام إلا ما تراه من حلاوة اللفظ وكمال المعنى، لكان ذلك من أقوى الأسباب إلى نشره وإذاعته.
_________
(١) انظر ما يأتى عن الاستشهاد عند ابن الشجرى.
(٢) المجلس السابع والخمسون، وساقه ابن الشجرى شاهدا على استعمال «يا لكع» فى النداء.
المقدمة / 29