119

فقلت: على من تفتخر؟! على هاشم، أول من أطعم الطعام، وضرب الهام، وخضعت له قريش بإرغام؟ أم على عبدالمطلب سيد مضر جميعها، وإن قلت معد كلها صدقت؟ إذا ركب مشوا، وإذا انتعل احتفوا، وإذا تكلم سكتوا، وكان يطعم الوحش في رؤوس الجبال والطير والسباع والإنس في السهل، حافر زمزم، وساق الحجيج، وربيع الغمرتين؟ أم على بنيه أشرف رجال؟ أم علي سيد ولد آدم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، حمله الله على البراق، وجعل الجنة بيمينه، والنار بشماله، فمن تبعه دخل الجنة، ومن تأخر عنه دخل النار؟ أم علي أمير المؤمنين وسيد الوصيين علي بن أبي طالب أخي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وابن عمه، المفرج الكرب عنه، وأول من قال: لا إله إلا الله بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ لم يبارزه فارس قط إلا قتله، وقال فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما لم يقله في أحد من أصحابه، ولا لأحد من أهل بيته!!

قال: فاحمر وجهه وبهت (1).

حدثنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم الحسني رحمه الله تعالى، قال أخبرنا علي بن الحسين بن الحارث الهمذاني، قال: حدثنا الحسن بن علي بن هشام الأسدي، قال: حدثنا أحمد بن رشد، قال:

حدثنا أبو معمر سعيد بن خثيم: أن زيد بن علي عليه السلام، كتب كتائبه، فلما خفقت راياته رفع يده إلى السماء، ثم قال: الحمد لله الذي أكمل لي ديني والله ما يسرني أني لقيت محمدا صلى الله عليه وآله وسلم، ولم آمر أمته بالمعروف، ولم أنههم عن المنكر، والله ما أبالي إذا أقمت كتاب الله عز وجل وسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أنه أججت لي نار، ثم قذفت فيها، ثم صرت بعد ذلك إلى رحمة الله تعالى، والله لا ينصرني أحد إلا كان في الرفيق الأعلى مع محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وعلي، وفاطمة، والحسن والحسين عليهم السلام.

পৃষ্ঠা ১১৯