1
فِيهِ أَحَادِيثُ مِنَ الْجُزْءِ الثَّانِي مِنْ أَمَالِي أَبِي الْحُسَيْنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ، عَنْ شُيُوخِهِ، رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ.
رِوَايَةُ الرَّئِيسِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْقَاسِمِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مَحْمُودٍ الثَّقَفِيِّ الأَصْبَهَانِيِّ عَنْهُ.
رِوَايَةُ الإِمَامِ الْحَافِظِ أَبِي طَاهِرٍ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ السِّلَفِيِّ عَنْهُ.
رِوَايَةُ سِبْطِهِ أَبِي الْقَاسِمِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَكِّيِّ بْنِ الْحَاسِبِ عَنْهُ.
رِوَايَةُ فَخْرِ الدِّينِ أَبِي الْحُسَيْنِ عَلِيٍّ، وَشِهَابِ الدِّينِ أَبِي الْعَبَّاسِ أَحْمَدَ ابْنَيْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ الْمُنْعِمِ بْنِ نِعْمَةَ بْنِ سُلْطَانِ بْنِ سُرُورٍ الْمَقْدِسِيَّانِ.
وَأُمِّ الْخَيْرِ شُهْدَةَ بِنْتِ مَكِينِ الدِّينِ أَبِي الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْعَظِيمِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ، ثَلاثَتُهُمْ عَنْهُ سَمَاعًا لِلأَوَّلَيْنِ، وَحُضُورًا لِلآخِرِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلانَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ
١ - أَنْبَأَتْنَا الشَّيْخَةُ الصَّالِحَةُ أُمُّ الْخَيْرِ شُهْدَةُ بِنْتُ مَكِينِ الدِّينِ أَبِي الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْعَظِيمِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ، قِرَاءَةً عَلَيْهَا وَأَنَا أَسْمَعُ بِمَنْزِلِهَا مِنْ مِصْرَ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ الرَّابِعِ وَالْعِشْرِينَ لِرَجَبٍ الْفَرْدِ سَنَةَ تِسْعٍ وَتِسْعِينَ وَسِتِّ مِائَةٍ، أَخْبَرَكَ أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْحَرَمِ مَكِّيِّ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الطَّرَابُلُسِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنْتِ حَاضِرَةٌ تَسْمَعُ بِثَغْرِ الأَسْكَنْدَرِيَّةِ فَأَقَرَّتْ بِهِ، قَالَ: أَنَا الإِمَامُ الْحَافِظُ أَبُو طَاهِرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ السِّلَفِيُّ الأَصْبَهَانِيُّ، سَمَاعًا عَلَيْهِ بِقِرَاءَةِ أَبِي الْحَسَنِ الْقُرَشِيِّ، فِي الْمُحَرَّمِ سَنَةَ سِتٍّ وَسَبْعِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ بِالأَسْكَنْدَرِيَّةِ، قَالَ: أَنَا الشَّيْخُ الرَّئِيسُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مَحْمُودٍ الثَّقَفِيُّ الأَصْبَهَانِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ فِي شُهُورِ سَنَةِ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ، بِأَصْبَهَانَ، أَنْبَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ الْمُعَدَّلُ، سَنَةَ ثَلاثَ عَشْرَةَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ، بِبَغْدَادَ، أَنَا أَبُو عَلِيٍّ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الصَّفَّارُ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلاثِينَ وَثَلاثِ مِائَةٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ السَّنَدِيُّ، نا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، نا شُعْبَةُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ، ﵁ يُحَدِّثُ أَبِي عَنِ النَّبِيِّ، ﷺ، أَنَّهُ قَالَ: «هَذَا الطَّاعُونُ بَقِيَّةُ رِجْزِ عَذَابٍ عُذِّبَ بِهِ قَوْمٌ، فَإِذَا كَانَ بِأَرْضٍ فَلا تَهْبِطُوا عَلَيْهِ، وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا فَلا تَخْرُجُوا عَنْهُ»
٢ - أَنَا حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ أَبُو أَحْمَدَ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوْحٍ الْمَدَائِنِيُّ، نا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ أَعْرَابِيًّا بَالَ فِي الْمَسْجِدِ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ، ﷺ، بِذَنُوبٍ مِنْ مَاءٍ فَصَبَّهُ عَلَى بَوْلِهِ"
٣ - أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْبَخْتَرِيِّ الرَّزَّازُ، نا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ الْمَخْرَمِيُّ، نا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَبْدَةَ بْنِ أَبِي لُبَابَةَ، وَعَاصِمٍ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، قَالَ: سَأَلْتُ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ عَنْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ فَحَلَفَ لا يَسْتَثْنِي أَنَّهَا لَيْلَةُ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ، قُلْتُ: بِمَا تَقُولُ يَا أَبَا الْمُنْذِرِ؟ قَالَ: بِالآيَةِ أَوْ بِالْعَلامَةِ الَّتِي قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، ﷺ: «وَإِنَّهَا تُصْبِحُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ تَطْلُعُ الشَّمْسُ لَيْسَ لَهَا شُعَاعٌ»
٤ - أَنَا أَبُو عَلِيٍّ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلاثِينَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، نا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، نا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: شَكَا أَهْلُ الْكُوفَةِ سَعْدَ بْنَ مَالِكٍ، إِلَى عُمَرَ، ﵁، فَقَالُوا: لا يُحْسِنُ يُصَلِّي، فَقَالَ سَعْدٌ: أَمَّا أَنَا فَكُنْتُ أُصَلِّي بِهِمْ صَلاةَ رَسُولِ اللَّهِ، ﷺ، صَلاتَيِ الْعِشَاءِ أَرْكُدُ فِي الأُولَيَيْنِ وَأَحْذِفُ فِي الأخرتَيْنِ، فَقَالَ عُمَرُ، ﵁: ذَلِكَ الظَّنُّ بِكَ يَا أَبَا إِسْحَاقَ ". قَالَ: فَبَعَثَ رِجَالا يَسْأَلُونَ عَنْهُ فِي مَسَاجِدِ الْكُوفَةِ، قَالَ: فَلا يَأْتُونَ مَسْجِدًا مِنْ مَسَاجِدِ الْكُوفَةِ إِلا أَثْنَوْا عَلَيْهِ خَيْرًا، وَقَالُوا مَعْرُوفًا، حَتَّى أَتَوْا مَسْجِدًا مِنْ مَسَاجِدِ بَنِي عَبْسٍ، قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: أَبُو سَعْدَةَ: اللَّهُمَّ فَإِنَّهُ لا يَعْدِلُ فِي الْقَضِيَّةِ وَلا يَقْسِمُ بِالسَّوِيَّةِ، قَالَ: فَقَالَ سَعْدٌ: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ كَاذِبًا فَاعْمِ بَصَرَهُ، وَأَطِلْ فَقْرَهُ، وَعَرِّضْهُ لِلْفِتَنِ، قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ: أَنَا رَأَيْتُهُ يَتَعَرَّضُ لِلإِمَاءِ فِي السِّكَكِ، فَإِذَا قِيلَ لَهُ: أَبُو سَعْدَةَ، فَيَقُولُ: كَبِيرٌ فَقِيرٌ مَفْتُونٌ أَصَابَتْنِي دَعَوَاتُ سَعْدٍ
٥ - أَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمِصْرِيُّ، نا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ جَابِرٍ، نا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، أَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، نا نُعَيْمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُجَمِّرُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، ﷺ: «عَلَى أَنْقَابِ الْمَدِينَةِ مَلائِكَةٌ لا يَدْخُلُهَا الطَّاعُونَ وَلا الدَّجَّالُ»
٦ - أَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، نا إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مَيْمُونٍ، نا حَرَمِيُّ بْنُ حَفْصٍ أَبُو عَلِيٍّ، نا عُبَيْدُ بْنُ مِهْرَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ، يُحَدِّثُ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، ﷺ: «أَيَعْجَزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَعْمَلَ كُلَّ يَوْمٍ عَمَلا مِثْلَ أُحُدٍ؟» . قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَنْ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَعْمَلَ كُلَّ يَوْمٍ عَمَلا مِثْلَ أُحُدٍ؟ قَالَ: «كُلُّكُمْ تَسْتَطِيعُهُ» . قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَاذَا؟ قَالَ: «سُبْحَانَ اللَّهِ أَعْظَمُ مِنْ أُحُدٍ، وَلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ أَعْظَمُ مِنْ أُحُدٍ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ أَعْظَمُ مِنْ أُحُدٍ» أَنَا أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ السَّمَّاكِ، نا أَحْمَدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، نا أَبُو بَكْرٍ ابْنُ بِنْتِ مُعَاوِيَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَفَّانَ، قَالَ: سَمِعْتُ بِشْرَ بْنَ الْحَارِثِ، يَقُولُ: إِنِّي لأَشْتَهِي الشِّوَاءَ مُنْذُ أَرْبَعِينَ سَنَةً مَا صَفَا لِي دِرْهَمُهُ ". نا أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، نا عُمَرُ بْنُ سَعِيدٍ الْقَرَاطِيسِيُّ، قَالَ: قَالَ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا: قَالَ رَجُلٌ لِبِشْرِ بْنِ الْحَارِثِ: يَا أَبَا نَصْرٍ، لا أَدْرِي بِأَيِّ شَيْءٍ آكُلُ خُبْزِي؟ قَالَ: إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَأْكُلَ خُبْزَكَ، فَاذْكُرِ الْعَافِيَةَ فَاجْعَلْهَا إِدَامَكَ
٧ - أَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ السَّمَّاكِ، قَالَ: قَالَ الْقَاسِمُ بْنُ مُنَبِّهٍ: سَمِعْتُ بِشْرًا، يَقُولُ: قَالَتْ عَائِشَةُ: «لَوْ شِئْنَا أَنْ نَشْبَعَ شَبِعْنَا، وَلَكِنَّ مُحَمَّدًا، ﷺ، كَانَ يُؤْثِرُ عَلَى نَفْسِهِ»
٨ - نا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْفَاكِهِيُّ، بِمَكَّةَ، نا أَبُو يَحْيَى بْنُ أَبِي مَسَرَّةَ، نا الْعَلاءُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، نا أَبُو عُمَيْرٍ، يَعْنِي: الْحَارِثَ بْنَ عُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: " كُنَّا نَقُولُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ، ﷺ: أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ " أَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، نا الْحَسَنُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: سَمِعْتُ بِشْرَ بْنَ الْحَارِثِ، يَقُولُ: قَالَ الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ لِسُفْيَانَ، رَحْمَةُ اللَّهُ عَلَيْهِمَا: إِنْ كُنْتَ تُحِبُّ أَنْ يَكُونَ النَّاسُ مِثْلَكَ، فَمَا أَدَّيْتَ النَّصِيحَةَ لِرَبِّكَ، ﷿، كَيْفَ وَأَنْتَ تُحِبُّ أَنْ يَكُونُوا دُونَكَ؟ ".
٩ - أَنَا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ الْقَطَّانُ، نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، نا أَبُو سَلَمَةَ الْمَغْرِبِيُّ، نا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ سَمِعَهُ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، ﷺ: " إِنَّ رَجُلا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَ يُسْلِفُ النَّاسَ إِذَا أَتَاهُ رَجُلٌ بِوَكِيلٍ، فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا أَبَا فُلانٍ ، أَسْلِفْنِي سِتَّ مِائَةِ دِينَارٍ. قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: وَأَيْنَ وَكِيلُكَ؟ قَالَ: اللَّهُ وَكِيلِي، قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ، نَعَمْ قَبِلْتُ، عُدَّ له سِتَّ مِائَةِ دِينَارٍ، وَضَرَبَ لَهُ أَجَلا. وَرَكِبَ الْبَحْرَ الآخَرُ بِالْمَالِ يَتَّجِرُ فِيهِ، فَقَدَّرَ اللَّهُ، ﷿، أَنْ حَلَّ الأَجَلُ وَلَمْ يُقْدِمِ الآخَرُ وَارْتَجَّ الْبَحْرُ بَيْنَهُمَا وَغَدَا رَبُّ الْمَالِ إِلَى السَّاحِلِ يَسْأَلُ عَنْهُ، فَيَقُولُ الَّذِي يَسْأَلُهُمْ: تَرَكْنَاهُ بِفُرْقَةِ كَذَا وَكَذَا، قَالَ رَبُّ الْمَالِ: اللَّهُمَّ أَخْلَفَنِي فُلانًا، وَإِنَّمَا أَعْطَيْتُهُ لَكَ، وَانْطَلَقَ الَّذِي عَلَيْهِ الْمَالُ فَنَجَرَ خَشَبَةً حِينَ حَلَّ الأَجَلُ فَجَعَلَ الْمَالَ فِي جَوْفِهَا وَكَتَبَ إِلَيْهِ بِصَحِيفَةٍ: مِنْ فُلانٍ إِلَى فُلانٍ، إِنِّي قَدْ دَفَعْتُ مَالَكَ إِلَى وَكِيلِيَ الَّذِي تَوَكَّلَ لِي. ثُمَّ سَدَّ عَلَى فَمِ الْخَشَبَةِ فَرَمَى بِهَا فِي عَرْضِ الْبَحْرِ، فَأَقْبَلَ الْبَحْرُ يَهْوِي بِهَا حَتَّى رَمَى بِهَا إِلَى السَّاحِلِ، وَغَدَا رَبُّ الْمَالِ يَسْأَلُ عَنْ صَاحِبِه كَمَا يَسْأَلُ فَيَنُجِّرُ الخَشَبَةَ فَحَمَلَهَا إِلَى أَهْلِهِ، فَقَالَ: أَوْقِدُوا هَذِهِ الْخَشَبَةَ، فَانْتَثَرَتِ الدَّنَانِيرُ مِنْهَا وَالصَّحِيفَةُ فَقَرَأَهَا فَعَرَفَ، وَقَدِرَ الآخَرُ فَقَدِمَ بَعْدَ ذَلِكَ، فَأَتَاهُ رَبُّ الْمَالِ فَقَالَ: يَا فُلانُ، مَالِي، قَدْ طَالَتِ النَّظْرَةُ. قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: مَالُكَ فَقَدْ دَفَعْتُهُ إِلَى وَكِيلِيَ الَّذِي تَوَكَّلَ لَهُ، وَأَمَّا أَنْتَ فَهَذَا مَالُكَ فَخُذْهُ، قَالَ: وَكَذَلِكَ قَدْ أَوْفَانِي، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: قَدْ رَأَيْتُنَا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ، ﷺ، يَكْثُرُ مِرَاؤُنَا وَلَغَطُنَا أَيُّهُمَا أَحَقُّ " أَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ دَعْلَجُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ دَعْلَجٍ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الأَعْلَى، يَقُولُ: قَالَ لِي الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ: لَوْلا أَنَّكَ مِنْ أَهْلِي مَا حَدَّثْتُكَ بِذَا، عَنْ أَبِي: مَكَثَ أَبِي، ﵀، أَرْبَعِينَ سَنَةً يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا، وَيُصَلِّي صَلاةَ الْفَجْرِ بِوُضُوءِ الْعِشَاءِ.
١٠ - أَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مَحْمُودٍ الْمِصْرِيُّ، نا يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ بْنِ صَالِحٍ، نا عَبْدُ الْغَفَّارِ دَاوُدُ، نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ عُمَرَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ النَّبِيَّ، ﷺ، قَالَ: «لِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينٌ وَأَمِينُ أُمَّتِي أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ» أَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، نا الْحَسَنُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: سَمِعْتُ بِشْرَ بْنَ الْحَارِثِ، يَقُولُ: أَوْحَى اللَّهُ، تَعَالَى، إِلَى دَاوُدَ ﵇: يَا دَاوُدُ، إِنِّي لَمْ أَخْلُقُ الشَّهَوَاتِ إِلا لِلضُّعَفَاءِ مِنْ عِبَادِي، فَأَمَّا الأَبْطَالُ فَمَا لَهُمْ وَلَهَا ". آخِرُ الأَحَادِيثِ الْمُجَرَّدَةِ مِنَ الْجُزْءِ الثَّانِي مِنْ أَمَالِي أَبِي بِشْرَانَ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَالصَّلاةُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ. نَقَلَهُ مِنْ خَطِّهِ الْفَقِيهُ الْخَطِيبُ أَبُو عُثْمَانَ بْنُ عِيسَى، حَفِظَهُ اللَّهُ، وَذَكَرَ أَنَّهُ نَقَلَهُ مِنْ خَطِّ صَاحِبِنَا أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رُشَيْدٍ، حَفِظَهُ اللَّهُ يَحْيَى بْنِ أَبِي طَالِبِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَرَفِيِّ، رَفَعَهُ اللَّهُ، بِمَدِينَةِ مُلْقَا ضُحَى يَوْمِ الأَحَدِ السَّادِسِ وَالْعِشْرِينَ لِجُمَادَى الثَّانِيَة سَنَةَ تِسْعٍ وَسَبْعِ مِائَةٍ.
١ - أَنْبَأَتْنَا الشَّيْخَةُ الصَّالِحَةُ أُمُّ الْخَيْرِ شُهْدَةُ بِنْتُ مَكِينِ الدِّينِ أَبِي الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْعَظِيمِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ، قِرَاءَةً عَلَيْهَا وَأَنَا أَسْمَعُ بِمَنْزِلِهَا مِنْ مِصْرَ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ الرَّابِعِ وَالْعِشْرِينَ لِرَجَبٍ الْفَرْدِ سَنَةَ تِسْعٍ وَتِسْعِينَ وَسِتِّ مِائَةٍ، أَخْبَرَكَ أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْحَرَمِ مَكِّيِّ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الطَّرَابُلُسِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنْتِ حَاضِرَةٌ تَسْمَعُ بِثَغْرِ الأَسْكَنْدَرِيَّةِ فَأَقَرَّتْ بِهِ، قَالَ: أَنَا الإِمَامُ الْحَافِظُ أَبُو طَاهِرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ السِّلَفِيُّ الأَصْبَهَانِيُّ، سَمَاعًا عَلَيْهِ بِقِرَاءَةِ أَبِي الْحَسَنِ الْقُرَشِيِّ، فِي الْمُحَرَّمِ سَنَةَ سِتٍّ وَسَبْعِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ بِالأَسْكَنْدَرِيَّةِ، قَالَ: أَنَا الشَّيْخُ الرَّئِيسُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مَحْمُودٍ الثَّقَفِيُّ الأَصْبَهَانِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ فِي شُهُورِ سَنَةِ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ، بِأَصْبَهَانَ، أَنْبَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ الْمُعَدَّلُ، سَنَةَ ثَلاثَ عَشْرَةَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ، بِبَغْدَادَ، أَنَا أَبُو عَلِيٍّ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الصَّفَّارُ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلاثِينَ وَثَلاثِ مِائَةٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ السَّنَدِيُّ، نا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، نا شُعْبَةُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ، ﵁ يُحَدِّثُ أَبِي عَنِ النَّبِيِّ، ﷺ، أَنَّهُ قَالَ: «هَذَا الطَّاعُونُ بَقِيَّةُ رِجْزِ عَذَابٍ عُذِّبَ بِهِ قَوْمٌ، فَإِذَا كَانَ بِأَرْضٍ فَلا تَهْبِطُوا عَلَيْهِ، وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا فَلا تَخْرُجُوا عَنْهُ»
٢ - أَنَا حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ أَبُو أَحْمَدَ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوْحٍ الْمَدَائِنِيُّ، نا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ أَعْرَابِيًّا بَالَ فِي الْمَسْجِدِ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ، ﷺ، بِذَنُوبٍ مِنْ مَاءٍ فَصَبَّهُ عَلَى بَوْلِهِ"
٣ - أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْبَخْتَرِيِّ الرَّزَّازُ، نا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ الْمَخْرَمِيُّ، نا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَبْدَةَ بْنِ أَبِي لُبَابَةَ، وَعَاصِمٍ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، قَالَ: سَأَلْتُ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ عَنْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ فَحَلَفَ لا يَسْتَثْنِي أَنَّهَا لَيْلَةُ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ، قُلْتُ: بِمَا تَقُولُ يَا أَبَا الْمُنْذِرِ؟ قَالَ: بِالآيَةِ أَوْ بِالْعَلامَةِ الَّتِي قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، ﷺ: «وَإِنَّهَا تُصْبِحُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ تَطْلُعُ الشَّمْسُ لَيْسَ لَهَا شُعَاعٌ»
٤ - أَنَا أَبُو عَلِيٍّ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلاثِينَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، نا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، نا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: شَكَا أَهْلُ الْكُوفَةِ سَعْدَ بْنَ مَالِكٍ، إِلَى عُمَرَ، ﵁، فَقَالُوا: لا يُحْسِنُ يُصَلِّي، فَقَالَ سَعْدٌ: أَمَّا أَنَا فَكُنْتُ أُصَلِّي بِهِمْ صَلاةَ رَسُولِ اللَّهِ، ﷺ، صَلاتَيِ الْعِشَاءِ أَرْكُدُ فِي الأُولَيَيْنِ وَأَحْذِفُ فِي الأخرتَيْنِ، فَقَالَ عُمَرُ، ﵁: ذَلِكَ الظَّنُّ بِكَ يَا أَبَا إِسْحَاقَ ". قَالَ: فَبَعَثَ رِجَالا يَسْأَلُونَ عَنْهُ فِي مَسَاجِدِ الْكُوفَةِ، قَالَ: فَلا يَأْتُونَ مَسْجِدًا مِنْ مَسَاجِدِ الْكُوفَةِ إِلا أَثْنَوْا عَلَيْهِ خَيْرًا، وَقَالُوا مَعْرُوفًا، حَتَّى أَتَوْا مَسْجِدًا مِنْ مَسَاجِدِ بَنِي عَبْسٍ، قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: أَبُو سَعْدَةَ: اللَّهُمَّ فَإِنَّهُ لا يَعْدِلُ فِي الْقَضِيَّةِ وَلا يَقْسِمُ بِالسَّوِيَّةِ، قَالَ: فَقَالَ سَعْدٌ: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ كَاذِبًا فَاعْمِ بَصَرَهُ، وَأَطِلْ فَقْرَهُ، وَعَرِّضْهُ لِلْفِتَنِ، قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ: أَنَا رَأَيْتُهُ يَتَعَرَّضُ لِلإِمَاءِ فِي السِّكَكِ، فَإِذَا قِيلَ لَهُ: أَبُو سَعْدَةَ، فَيَقُولُ: كَبِيرٌ فَقِيرٌ مَفْتُونٌ أَصَابَتْنِي دَعَوَاتُ سَعْدٍ
٥ - أَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمِصْرِيُّ، نا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ جَابِرٍ، نا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، أَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، نا نُعَيْمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُجَمِّرُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، ﷺ: «عَلَى أَنْقَابِ الْمَدِينَةِ مَلائِكَةٌ لا يَدْخُلُهَا الطَّاعُونَ وَلا الدَّجَّالُ»
٦ - أَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، نا إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مَيْمُونٍ، نا حَرَمِيُّ بْنُ حَفْصٍ أَبُو عَلِيٍّ، نا عُبَيْدُ بْنُ مِهْرَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ، يُحَدِّثُ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، ﷺ: «أَيَعْجَزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَعْمَلَ كُلَّ يَوْمٍ عَمَلا مِثْلَ أُحُدٍ؟» . قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَنْ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَعْمَلَ كُلَّ يَوْمٍ عَمَلا مِثْلَ أُحُدٍ؟ قَالَ: «كُلُّكُمْ تَسْتَطِيعُهُ» . قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَاذَا؟ قَالَ: «سُبْحَانَ اللَّهِ أَعْظَمُ مِنْ أُحُدٍ، وَلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ أَعْظَمُ مِنْ أُحُدٍ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ أَعْظَمُ مِنْ أُحُدٍ» أَنَا أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ السَّمَّاكِ، نا أَحْمَدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، نا أَبُو بَكْرٍ ابْنُ بِنْتِ مُعَاوِيَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَفَّانَ، قَالَ: سَمِعْتُ بِشْرَ بْنَ الْحَارِثِ، يَقُولُ: إِنِّي لأَشْتَهِي الشِّوَاءَ مُنْذُ أَرْبَعِينَ سَنَةً مَا صَفَا لِي دِرْهَمُهُ ". نا أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، نا عُمَرُ بْنُ سَعِيدٍ الْقَرَاطِيسِيُّ، قَالَ: قَالَ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا: قَالَ رَجُلٌ لِبِشْرِ بْنِ الْحَارِثِ: يَا أَبَا نَصْرٍ، لا أَدْرِي بِأَيِّ شَيْءٍ آكُلُ خُبْزِي؟ قَالَ: إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَأْكُلَ خُبْزَكَ، فَاذْكُرِ الْعَافِيَةَ فَاجْعَلْهَا إِدَامَكَ
٧ - أَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ السَّمَّاكِ، قَالَ: قَالَ الْقَاسِمُ بْنُ مُنَبِّهٍ: سَمِعْتُ بِشْرًا، يَقُولُ: قَالَتْ عَائِشَةُ: «لَوْ شِئْنَا أَنْ نَشْبَعَ شَبِعْنَا، وَلَكِنَّ مُحَمَّدًا، ﷺ، كَانَ يُؤْثِرُ عَلَى نَفْسِهِ»
٨ - نا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْفَاكِهِيُّ، بِمَكَّةَ، نا أَبُو يَحْيَى بْنُ أَبِي مَسَرَّةَ، نا الْعَلاءُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، نا أَبُو عُمَيْرٍ، يَعْنِي: الْحَارِثَ بْنَ عُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: " كُنَّا نَقُولُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ، ﷺ: أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ " أَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، نا الْحَسَنُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: سَمِعْتُ بِشْرَ بْنَ الْحَارِثِ، يَقُولُ: قَالَ الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ لِسُفْيَانَ، رَحْمَةُ اللَّهُ عَلَيْهِمَا: إِنْ كُنْتَ تُحِبُّ أَنْ يَكُونَ النَّاسُ مِثْلَكَ، فَمَا أَدَّيْتَ النَّصِيحَةَ لِرَبِّكَ، ﷿، كَيْفَ وَأَنْتَ تُحِبُّ أَنْ يَكُونُوا دُونَكَ؟ ".
٩ - أَنَا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ الْقَطَّانُ، نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، نا أَبُو سَلَمَةَ الْمَغْرِبِيُّ، نا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ سَمِعَهُ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، ﷺ: " إِنَّ رَجُلا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَ يُسْلِفُ النَّاسَ إِذَا أَتَاهُ رَجُلٌ بِوَكِيلٍ، فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا أَبَا فُلانٍ ، أَسْلِفْنِي سِتَّ مِائَةِ دِينَارٍ. قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: وَأَيْنَ وَكِيلُكَ؟ قَالَ: اللَّهُ وَكِيلِي، قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ، نَعَمْ قَبِلْتُ، عُدَّ له سِتَّ مِائَةِ دِينَارٍ، وَضَرَبَ لَهُ أَجَلا. وَرَكِبَ الْبَحْرَ الآخَرُ بِالْمَالِ يَتَّجِرُ فِيهِ، فَقَدَّرَ اللَّهُ، ﷿، أَنْ حَلَّ الأَجَلُ وَلَمْ يُقْدِمِ الآخَرُ وَارْتَجَّ الْبَحْرُ بَيْنَهُمَا وَغَدَا رَبُّ الْمَالِ إِلَى السَّاحِلِ يَسْأَلُ عَنْهُ، فَيَقُولُ الَّذِي يَسْأَلُهُمْ: تَرَكْنَاهُ بِفُرْقَةِ كَذَا وَكَذَا، قَالَ رَبُّ الْمَالِ: اللَّهُمَّ أَخْلَفَنِي فُلانًا، وَإِنَّمَا أَعْطَيْتُهُ لَكَ، وَانْطَلَقَ الَّذِي عَلَيْهِ الْمَالُ فَنَجَرَ خَشَبَةً حِينَ حَلَّ الأَجَلُ فَجَعَلَ الْمَالَ فِي جَوْفِهَا وَكَتَبَ إِلَيْهِ بِصَحِيفَةٍ: مِنْ فُلانٍ إِلَى فُلانٍ، إِنِّي قَدْ دَفَعْتُ مَالَكَ إِلَى وَكِيلِيَ الَّذِي تَوَكَّلَ لِي. ثُمَّ سَدَّ عَلَى فَمِ الْخَشَبَةِ فَرَمَى بِهَا فِي عَرْضِ الْبَحْرِ، فَأَقْبَلَ الْبَحْرُ يَهْوِي بِهَا حَتَّى رَمَى بِهَا إِلَى السَّاحِلِ، وَغَدَا رَبُّ الْمَالِ يَسْأَلُ عَنْ صَاحِبِه كَمَا يَسْأَلُ فَيَنُجِّرُ الخَشَبَةَ فَحَمَلَهَا إِلَى أَهْلِهِ، فَقَالَ: أَوْقِدُوا هَذِهِ الْخَشَبَةَ، فَانْتَثَرَتِ الدَّنَانِيرُ مِنْهَا وَالصَّحِيفَةُ فَقَرَأَهَا فَعَرَفَ، وَقَدِرَ الآخَرُ فَقَدِمَ بَعْدَ ذَلِكَ، فَأَتَاهُ رَبُّ الْمَالِ فَقَالَ: يَا فُلانُ، مَالِي، قَدْ طَالَتِ النَّظْرَةُ. قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: مَالُكَ فَقَدْ دَفَعْتُهُ إِلَى وَكِيلِيَ الَّذِي تَوَكَّلَ لَهُ، وَأَمَّا أَنْتَ فَهَذَا مَالُكَ فَخُذْهُ، قَالَ: وَكَذَلِكَ قَدْ أَوْفَانِي، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: قَدْ رَأَيْتُنَا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ، ﷺ، يَكْثُرُ مِرَاؤُنَا وَلَغَطُنَا أَيُّهُمَا أَحَقُّ " أَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ دَعْلَجُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ دَعْلَجٍ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الأَعْلَى، يَقُولُ: قَالَ لِي الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ: لَوْلا أَنَّكَ مِنْ أَهْلِي مَا حَدَّثْتُكَ بِذَا، عَنْ أَبِي: مَكَثَ أَبِي، ﵀، أَرْبَعِينَ سَنَةً يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا، وَيُصَلِّي صَلاةَ الْفَجْرِ بِوُضُوءِ الْعِشَاءِ.
١٠ - أَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مَحْمُودٍ الْمِصْرِيُّ، نا يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ بْنِ صَالِحٍ، نا عَبْدُ الْغَفَّارِ دَاوُدُ، نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ عُمَرَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ النَّبِيَّ، ﷺ، قَالَ: «لِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينٌ وَأَمِينُ أُمَّتِي أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ» أَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، نا الْحَسَنُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: سَمِعْتُ بِشْرَ بْنَ الْحَارِثِ، يَقُولُ: أَوْحَى اللَّهُ، تَعَالَى، إِلَى دَاوُدَ ﵇: يَا دَاوُدُ، إِنِّي لَمْ أَخْلُقُ الشَّهَوَاتِ إِلا لِلضُّعَفَاءِ مِنْ عِبَادِي، فَأَمَّا الأَبْطَالُ فَمَا لَهُمْ وَلَهَا ". آخِرُ الأَحَادِيثِ الْمُجَرَّدَةِ مِنَ الْجُزْءِ الثَّانِي مِنْ أَمَالِي أَبِي بِشْرَانَ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَالصَّلاةُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ. نَقَلَهُ مِنْ خَطِّهِ الْفَقِيهُ الْخَطِيبُ أَبُو عُثْمَانَ بْنُ عِيسَى، حَفِظَهُ اللَّهُ، وَذَكَرَ أَنَّهُ نَقَلَهُ مِنْ خَطِّ صَاحِبِنَا أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رُشَيْدٍ، حَفِظَهُ اللَّهُ يَحْيَى بْنِ أَبِي طَالِبِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَرَفِيِّ، رَفَعَهُ اللَّهُ، بِمَدِينَةِ مُلْقَا ضُحَى يَوْمِ الأَحَدِ السَّادِسِ وَالْعِشْرِينَ لِجُمَادَى الثَّانِيَة سَنَةَ تِسْعٍ وَسَبْعِ مِائَةٍ.
অজানা পৃষ্ঠা