আশা ও ইউটোপিয়া
الأمل واليوتوبيا في فلسفة إرنست بلوخ
জনগুলি
المادة والتاريخ، ازداد كذلك الوعي بجدلية الحركة الشاملة نحو الكل.
والمهم بعد كل شيء أن نميز العدم الزائف - الذي يتبدى في مظاهر القوة والمجد والجبروت السطحية التي أدت دائما إلى عدم سطحي وزائف مثلها - عن العدم الإيجابي المرتبط ب «ليس-بعد» مرجو، وب «كل» ينتظر تحقيقه والوفاء به، أي باليوتوبيا التي سيرسو العالم والتاريخ على شاطئها، صحيح أن وجود هذه اليوتوبيا سيظل متأرجحا بين إمكانين واقعيين: فإما العدم المطلق وإما الكل المطلق. ولكن تبقى اليوتوبيا - في شكلها الواقعي أو العيني - هي الإرادة التي تضع نفسها موضع الاختيار على طريق تحقيق الوجود الكلي. والمهم أن تبقى عاطفة هذا الوجود مشتعلة فيها، وأن تظل متعلقة بأمل ووجود لم يوجد بعد، ولم يحقق الخير الأقصى الكامن فيه، لا بوجود يتوهم أنه قائم على أساس وطيد لا ينقصه شيء والأهم من ذلك ألا تغفل هذه الإرادة عن «العدم» الذي لا يزال يعمل عمله المدمر في التاريخ، ولا تتجاهل الخطر الماثل فيه بالانتهاء إلى العدم النهائي الذي اندفع إليه وسقط فيه أكثر من مرة. ولذلك فلا بد لهذه الإرادة أن تكون متفائلة ومناضلة باستمرار، حتى لا تتردى في بحر بلا شاطئ، ولا تغيب في ليل بلا صباح، ولا تنحدر إلى حضيض البربرية التي ينعدم فيها كل أمل، وتتكشف عن العبثية المطلقة للتاريخ والإنسان.
20
وعليها أن تختار بين البديلين اللذين أشرنا إليهما: بين العدم المطلق الذي يعني الإحباط الكامل لليوتوبيا، والكل المطلق الذي يعني اليوتوبيا أو الوجود اليوتوبي.
لقد اتخذ الانتصار النهائي للعدم صورة الجحيم، كما اتخذ الانتصار النهائي للكل صورة السماء أو الفردوس. والواقع أن الكل نفسه ليس إلا الوحدة التي تضم الإنسان الذي عاد إلى نفسه مع عالمه الذي اكتمل لكي يكون في خدمته. وهذه الوحدة هي التي تحقق عبارة جوته الشهيرة في فاوست: «في البدء كان الفعل.» وعبارته الأخرى: «الشيء الناقص قد تم.»
21
وهما عبارتان يصوغهما بلوخ في لغة جدلية اشتراكية على هذه الصورة المعبرة عن «روح اليوتوبيا» عنده: تطبيع الإنسان، وأنسنة الطبيعة، أي جعل العالم إنسانيا بتوسط الإنسان أو بإرادته.
إن هذا الأصل الأنطولوجي ليس إلا جوهر العالم المتحرك حركة جدلية في لحظاته الثلاث الأساسية وهي: «اللا» وال «ليس-بعد» و«اللاشيء» (العدم) أو على العكس «الكل» المقابل له. «فاللا» تدل كما سبق - على أصل العنصر المندفع لتحقيق «الموجود هناك» الكامن في كل شيء، وال «ليس-بعد» تميز النزوع الرابض في عملية الصيرورة المادية لإظهار مضمونها، واللاشيء (العدم) أو «الكل» يشيران إلى الاتجاه: إما سلبا فيكون «العدم» أو إيجابا فيكون «الكل». إنهما يشيران إلى الهدف السلبي أو الإيجابي الكامن في هذا النزوع الذي يتجه إلى الأمام وينتهي بإشباع «الجوع» وتحقيق الحلم، أي ينتهي إلى «الكل» اليوتوبي، أو ينتهي بالقضاء عليه (قضاء مؤقتا على أقل تقدير) فيكون «اللاشيء» أو «العدم». وبذلك أيضا يكون «الرعب من الفراغ» - الذي أفزع الفلسفة القديمة في زمن أرسطو فقالت بأن كل شيء ملاء - يكون هذا الرعب هو العامل الإيجابي الفعال الذي يحرك العالم ويحافظ على حركته ويضعه موضع التجربة، أو يجعل منه «معمل اختبار» لإفراز مضمونه الحقيقي.
22
وبذلك يصبح العالم - وهو دائما عالم الصيرورة المتصلة - هو التجربة الهائلة أو الاختبار الضخم الذي لا يتوقف عن السعي لبلوغ الحل الذي يكفيه ويرضيه، أو تقويم الحلول التي لم تشبعه ولم تلب حاجته العميقة، ولا شوقه ورغبته ومقصده وحلمه الأصيل.
অজানা পৃষ্ঠা