আশা ও ইউটোপিয়া
الأمل واليوتوبيا في فلسفة إرنست بلوخ
জনগুলি
Guiding-Ideal
لمحاولة تغيير القناع الشخصي بآخر مثالي واكتساب الشعور بالسمو - وهو ما يسمى بعقدة النقص ونظرية التعويض عن النقص بالعلاء والتسامي - وتبعا لهذه النظرية تحدد كل المثل العليا طبقا لما هو أخلاقي، ولذلك فإن أكثر المثل الموضوعية والفنية مفتقدة هنا. وتتدخل السلطة المستبدة - التي تتمثل في سلطة الأنا العليا - في تشكيل المثل العليا عند فرويد وآدلر، ولذلك يبقى كلاهما في مجال الإلزام. غير أن الإرادة التي تتطلع دائما إلى الأمام لا بد أن تكون إرادة حرة، أي إرادة تتجه إلى الجانب المشرق والمضيء وأحلام اليقظة الحرة تكشف عن هذا الجانب المشرق، وحتى إذا ظلت المثل العليا مجرد صور في خيالنا فهي دائما تنشد الوصول للغاية أي تنشد الكمال.
82
ويهاجم بلوخ المثل البرجوازية في القرن التاسع عشر والمتمثلة في الحق والخير والجمال. وعلى الرغم من أن روايات هذا العصر عبرت عن رفضها لهذه القيم مثلما فعل كل من الأديب الألماني والكاتب الروائي تيودور فونتانه (1819-1898م)، والكاتب المسرحي النرويجي هنريك إبسن (1828-1906م)، فإن كليهما - في رأي بلوخ - لا يقدم لنا عالما جديدا بدلا من العالم القديم المتهم. ويهاجم بلوخ أيضا كل المثل الشكلية التي تتسم بالتجريد والسكون. فالمثل العليا لا بد أن تكون ذات فعالية، ولا بد أن تتجه إلى الواقع. ومع النزعة الاشتراكية فقط أصبحت المثل عينية ، وصار المثال السياسي الأسمى هو «مملكة الحرية» كمملكة عينية وفصل أخير في تاريخ العالم. إن الماركسية ترفض المثل العليا كما عبر عن ذلك ماركس في قوله إن الطبقة العاملة ليس لها مثل عليا تنشد تحقيقها ويفسر بلوخ هذه العبارة (التي تبدو غريبة) بقوله إنها لا تتعارض مع نزوع هذه الطبقة لتحقيق أهداف عينية، وإنما تتعارض فحسب مع الأهداف المجردة ومع المثل العليا التي لا تمت بصلة للتاريخ ومساره الجدلي. ومن ثم أصبحت الاشتراكية نفسها على يد ماركس مثلا أعلى عينيا يسعى للتحقق في كل مرحلة من مراحل التطور. ولهذا فإن طموحها لا يرضى بغير تحقيق المثل الأعلى الذي كان مجردا من قبل.
83
وطبيعي أن يكون هذا المثل الأعلى سياسيا، وأن يتجسد في مملكة الحرية باعتبارها تمثل الخير الأسمى أو الأقصى الذي يعد غاية التاريخ. (5) علاقة الوظيفة اليوتوبية بالمجاز والرمز
تجد الوظيفة اليوتوبية أساسها الأعمق في طبيعة الوعي الذي تكونه اللغة وتساهم في تحديده. فاللغة - حتى على مستوى التواصل والإخبار العادي - لا تقتصر على الإشارة إلى المعطى الذي تحيل إليه العبارة، وإنما تجاوزه على الدوام إلى معاني ومضامين أخرى لا تسميها تلك العبارة بشكل محدد، ولا تعنيها بصورة مباشرة. والمعروف أن اللغة بوجه عام هي مجال التفاهم بين البشر، وهي إذ تحقق هذا التفاهم أو التواصل إنما تكون كبنية موضوعية تحددها الكلمات بدلالاتها المصطلح عليها وتثبتها قواعد النحو بحيث يتخذ التفاهم أو التواصل صورته الموضوعية، ويستحيل توصيل أي تجربة إلا عن طريق اللغة.
ومع ذلك فاللغة تعرف مستويين على أقل تقدير، أحدهما المستوى العام الذي يتحد بالكلمة المنطوقة والبنية النحوية في اللغة، ويمكن أن يفهمه كل من يفهم هذه اللغة. هذا المستوى هو الأساس الأول لكل لغة، غير أن هنالك مستوى آخر يقع تحت المستوى السابق ويرتبط به على الدوام، وهو يتعلق بالمعاني التي يفهمها كل فرد على حدة من خلال تجاربه الخاصة، بحيث يصبح للمعنى الواحد معان أو دلالات مختلفة من مستمع إلى ثان وثالث ورابع ... إلخ. ومن هنا جاءت أهمية التفسير أو التأويل ووظائفه الخلاقة التي تدور حولها اليوم فلسفات التأويل (الهيرمينوطيقا) ومناهجها الخصبة التي تكشف عن مدى تعدد دلالات النص الواحد بتعدد قراءاته وقرائه.
وتكمن الدلالة بصورة أساسية في «القصد» اللغوي الذي يتجه فيه متكلم إلى مستمع لإبلاغه بشيء له معنى، وقد حدد عالم اللغة «كارل بيلر» هذا المعنى من خلال تحديده لبنية اللغة التي تقوم في رأيه على علاقة دلالية (أو سيمانطيقية) ثلاثية، فالعلاقة اللغوية تكون رمزا بفضل إحالتها إلى موضوعات أو حقائق موضوعية معينة، وتكون شاهدا بفضل اعتمادها على المرسل الذي تعبر عن دخيلته، كما تكون علامة بفضل تأثيرها على السامع وتغييرها لمسلكه الخارجي أو الداخلي.
84
অজানা পৃষ্ঠা