51

আশা ও ইউটোপিয়া

الأمل واليوتوبيا في فلسفة إرنست بلوخ

জনগুলি

وثمة نص آخر من مقدمة الظاهريات أيضا يبين كيف أن مشروع الجدل الهيجلى العظيم قد ظل محاصرا بطوق الحقيقة المطلقة الساكنة أو الثابتة: «إن الظاهرة هي النشوء والزوال الذي لا يمكن أن يقال عنه إنه ينشأ ويزول، وإنما يكون في ذاته ويؤلف واقع حياة الحقيقة وحركتها، والمختزن في هذه الحركة الكلية المتصورة بوصفها سكونا، وذلك الذي يميز نفسه في داخلها ويهب الوجود الخاص، هو ذلك الذي يتذكر، ووجوده هو معرفته بذاته.»

52

ويقف بلوخ وقفة قصيرة - من بين الفلسفات المعاصرة - عند فلسفة برجسون التي يجد فيها أحد عوائق الاندفاع إلى الجديد، لأنها خالية من التوقع، ولأن الاندفاع الحيوي عند برجسون هو تغيير الاتجاه بشكل مستمر كما في المنحنى في دورة مستمرة يبقى فيها الجديد هو نفس القديم، وما يسمى بالحدس يدخل في ديمومة مستمرة حيث كل شيء يجب أن يكون جديدا دائما ومع ذلك لا يحقق الجديد الفعلي بسبب فكرة اللانهائية الشاملة التي تحيط به من كل الأنحاء مجردة عن أي هدف محدد تسعى إليه. لذلك يبقى كل شيء في الواقع مرتبا ومعدا من قبل؛ فليس ثمة ميلاد حقيقي جديد ولا مغامرة إلى الماوراء، بل إن برجسون ليعارض فكرة التقدم نحو الهدف؛ ولهذا لا يختلف التجدد لديه كثيرا عن التذكر، فهو دائما موجود، ودائما ما يعود لكنه في الواقع يصطدم بالثبات المحيط به.

حالت كل هذه المعوقات التي أشرنا إليها دون ظهور الوعي بال «ليس-بعد» للنور، فظل هذا الوعي مجهولا حتى الآن ولم يكتشف بعد. وقد سبق أن رأينا أن المقابل له في العالم المادي هو «ما لم يصبح بعد» وكلاهما مرتبط بمقولات حقيقية هي: الأمام والجديد والممكن الموضوعي هذه المقولات - التي يتعذر أن تندرج تحت نظرية التذكر - لم يكن لها وجود فعلي قبل ماركس. فالماركسية - في رأي بلوخ - هي أول من وضع مفهوم المعرفة داخل العالم، وأول من وضع المستقبل داخل قبضتنا العملية والنظرية. ومعنى هذا أن الوعي بال «ليس-بعد» ظل مجهولا، لأنه لا يأتي عن طريق التذكر وإنما يأتي عن طريق الحدس. ولهذا يمكن القول إن عصرنا الحاضر فقط هو الذي يملك الشروط الاجتماعية والاقتصادية لنظرية الوعي بال «ليس-بعد» وما يرتبط بها في العالم المادي وهو الذي يسميه ما لم يصبح بعد.

53

وقد يبدو في كلام بلوخ عن الماركسية الكثير من الشطط والمبالغة. ولكن المهم أنه لم يبق مجرد كلام ولا مجرد مزاعم طموحة، وإنما هي أفكار حاول أن يضع لها أساسا أنطولوجيا متينا تقوم عليه، وهذا بطبيعة الحال هو الجانب النسقي الذي يستحق الانتباه.

أمكن تمييز الوعي بال «ليس-بعد» عن اللاوعي، والتعرف على المعوقات الفكرية والاجتماعية التي حالت دون ظهوره إلى النور. فكيف يمكن اكتشاف هذا ال «ليس-بعد» في أنفسنا وفي العالم الخارجي؟ يكتشف الوعي بال «ليس-بعد» عن طريق الحدس لا عن طريق التذكر ، ولكن كيف يمكن اكتشاف هذا الحدس؟ يرى بلوخ أن الوعي بال «ليس-بعد» هو وظيفة يوتوبية وهو يكتشف بالتوقع، لأن التوقع هو ما يميز النظرة إلى الإمام

Forward glance

وهو يفرق بين نوعين من التوقع

Expectation : توقع مرضي، كما في الحالات التي يصاحبها اضطرابات عصبية وتقلصات مثل حدة الإدراك (الاستبصار) التي توصف بأنها توقع، وإن لم تكن في الواقع سوى نتيجة اضطرابات عصبية ونفسية، ومثل هذا النوع المرضي له تاريخ طويل تمتد جذوره في العصور القديمة والوسيطة، كما يرتبط بالشعوذة والخرافة والمعجزة، وذلك قبل أن يبدأ في الخضوع للدراسة العلمية المنظمة فيما يسمى اليوم ب «ما وراء علم النفس»

অজানা পৃষ্ঠা