আশা ও ইউটোপিয়া
الأمل واليوتوبيا في فلسفة إرنست بلوخ
জনগুলি
28
نخرج من هذه المقارنة بأن مفهوم القلق عند بلوخ يختلف اختلافا تاما عنه عند كير كيجورد وهيدجر - على الرغم من فضلهما الذي لا ينكر في تأسيس مفهوم القلق من الناحية الميتافيزيقية - ومع ذلك فإنه من الواضح أنه عند كير كيجورد مرتبط بقلق الذات الفردية الوحيدة بسبب إخفاقها في الوصول إلى المطلق، وهو عند هيدجر مرتبط بتصميم الآنية - أي الموجود الملقى به في العالم - على تحقيق إمكانات وجودها الذاتي الأصيل في مواجهة حتمية الموت ومأساويته. أما عند بلوخ فهو وإن استفاد - بغير شك - من هذه الأفكار الأساسية فإن منطلقه وهدفه مختلفان أتم الاختلاف. إن القلق عنده ليس قلقا باطنيا ولكنه كفاح دءوب في سبيل تحقيق الأمل الكامن في الإنسان وفي الواقع المادي، كما أنه ليس قلق الذات الفردية المتوحدة أو الملقى بها في العالم كما هي عند كير كيجورد أو هيدجر، وإنما هو قلق ال «نحن» المتجهة إلى الأمام والتي تناضل في سبيل «مملكة الحرية». (ب) انفعالات التوقع الإيجابية
إن انفعالات التوقع الإيجابية هي الهدف الذي يريد أن يصل إليه بلوخ من بحثه في الانفعالات، ويسميها بلغته القصد اليوتوبي. فهي التي تتوسط بين حلم اليقظة وإمكانية تحقيق هذا الحلم في الواقع، أو التطلع إلى تحقيقه في المستقبل، وأول انفعالات التوقع الإيجابية هو الأمل الذي يقوم بدوره في القضاء على كل التوقعات السلبية. إن الأمل يحجب القلق ويتخلص منه، وهو الذي يحطم الخوف ولا يسمح للإخفاق أو اليأس أن تكون له الكلمة الأخيرة. للأمل إذن مفهوم قصدي، فهو انفعال يناضل ويلقي بنفسه في العدم أو اليأس لينتزعه منهما أو من بين براثنهما، ويتجه ناحية الضوء والحياة، مؤكدا أنه ما زال في الأفق بصيص إنقاذ وخلاص. ثم يأتي الانفعال التوقعي الإيجابي الثاني وهو الثقة
Confidence
في هذا الأمل، الثقة التي تعارض اليأس وتحوله إلى انفعال إيجابي، وبعد أن كان اليأس يتحسس طريقه في اللاشيئية أو العدم، تأتي الثقة لتتجه به إلى الكل
ALL
اليوتوبي، وهكذا تمتد كل المقاصد الموجهة للمستقبل
Future Orientated Intentions
وهي الانفعالات والأفكار المتوقعة داخل الوعي بال «ليس-بعد»، أي داخل طبقة الوعي التي تتألف هي نفسها من انفعالات توقعية غير متحققة ولا مشبعة كما تقول لغة علم النفس. ومعنى هذا أن أحلام اليقظة التي تنطوي على إمكانيات مستقبل حقيقي تتقدم داخل الوعي بال «ليس-بعد» أي داخل ما لم يصر ولم يتحقق (لم يشبع) بعد، داخل ميدان اليوتوبيا.
29
অজানা পৃষ্ঠা