124

التصوير النبوي للقيم الخلقية والتشريعية في الحديث الشريف

التصوير النبوي للقيم الخلقية والتشريعية في الحديث الشريف

প্রকাশক

المكتبة الأزهرية للتراث

সংস্করণের সংখ্যা

الأولى

জনগুলি

الكعبة في وسط الأرض وأعلاها وهي القمة، وما حولها من جميع الجهات دونها ومنخفض عنها في عمق رأسي، لا بعد أفقي، ويظهر انسجام بلاغته مع بلاغة القرآن، واتساقه مع فطرته التي فطره الله عليها، فحينما تعجب الصحابة من بلاغته فرد عليهم قائلًا: "وما يمنعني، وإنما أنزل القرآن علي بلسان عربي مبين".
التصوير الأدبي في بلاغة التعبير عن شدة عقاب الله ﷿ وشدة عذابه، مع تقديم رحمته التي وسعت كل شيء، في قوله ﷺ: "يرجون رحمتي ولم يروا عذابي"، فقدم الرحمة على العذاب، مما جعل الحجيج يستحقون المغفرة والرضوان من الله ﷿، قال أنس بن مالك ﵁: وقف النبي ﷺ بعرفات وقد كادت الشمس أن تثوب، فقال: "يا بلال أنصت لي الناس"، فقام بلال فقال: أنصتوا لرسول الله ﷺ، فأنصت الناس فقال: "يا معشر الناس أتاني جبريل ﵇ آنفًا، فأقرأني من ربي السلام وقال: إن الله ﷿ غفر لأهل عرفات، وأهل المشعر الحرام، وضمن عنهم التبعات"، فقال عمر بن الخطاب ﵁: يا رسول الله، هذه لنا خاصة؟ قال: "هذا لكم ولمن أتى بعدكم إلى يوم القيامة"، فقال عمر ﵁: كثر خير الله وطاب.
وعبر مع الرحمة بالرجاء، وهو حاصل ومتوقع من الرحمن الرحيم وسعت رحمته كل شيء، وعبر مع العذاب بعدم الرؤية "ولم يروا عذابي" للدلالة على رفع العذاب عن الحجيج، وأن الله لا يرضى لعباده الكفر ولا العذاب، فهو منفي عنهم "بلم" الجازمة، وأن المغفرة والرحمة وجبت لهم كما ورد في الأحاديث الشريفة: "والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة"، "من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه"، "ما رئي الشيطان يومًا هو فيه أصغر ولا أدحر ولا أغيظ منه في يوم عرفة".

1 / 126