التفسير بالبيان المتصل في القرآن الكريم

بسمة بنت عبد الله الكنهل d. Unknown
70

التفسير بالبيان المتصل في القرآن الكريم

التفسير بالبيان المتصل في القرآن الكريم

জনগুলি

الحق، والمقصود بهم اليهود والنصارى (١). قال ابن كثير (٢) ﵀: " أكّد الكلام بـ (لا) ليدل على أن ثمَّ مسلكين فاسدين، وهما طريقتا اليهود والنصارى" (٣). قال الزمخشري: " ﴿صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ﴾ بدلٌ من الصراط المستقيم ... فإن قلت: ما فائدة البدل؟، وهلا قيل اهدنا صراط الذين أنعمت عليهم! قلتُ: فائدته التوكيد لما فيه من التّثنية والتّكرير، والإشعار بأنّ الطريق المستقيم بيانه وتفسيره: صراط المسلمين؛ ليكون ذلك شهادةً لصراط المسلمين بالاستقامة على أبلغ وجه وآكده، كما تقول: هل أدلك على أكرم الناس وأفضلهم؟ فلان، فيكون ذلك أبلغ في وصفه بالكرم والفضل من قولك: هل أدلك على فلان الأكرم الأفضل، لأنك ثنيتَ ذكره مجملًا أوّلًا، ومفصّلًا ثانيًا، وأوقعتَ فلانًا تفسيرًا وإيضاحًا للأكرم الأفضل فجعلتَه عَلمًا في الكرم والفضل ... " (٤). قال ابن عاشور: " ... وإن إعادة الاسم في البدل أو البيان؛ ليبنى عليه ما يراد تعلقه بالاسم الأول، أسلوبٌ بهيجٌ من الكلام البليغ؛ لإشعار إعادة اللفظ بأن مدلوله

(١) يُنظر: جامع البيان (١/ ١٧٧)، وتفسير القرآن العظيم، لابن كثير (١/ ١٤٠)، وأيسر التفاسير، للجزائري (١/ ١٥). (٢) هو أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي، الإمام الحافظ المفسّر المؤرخ، ولد سنة ٧٠٠ هـ، أخذ عن شيخ الإسلام ابن تيمية، من مؤلفاته: "تفسير القرآن العظيم"، و"البداية والنهاية"، توفي سنة ٧٧٤ هـ. يُنظر: شذرات الذهب في أخبار من ذهب (١/ ٦٧)، والدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة (١/ ٤٤٦). (٣) تفسير القرآن العظيم، لابن كثير (١/ ١٤٠). (٤) الكشاف (١/ ١٦، ١٥).

1 / 69