আল্লাহ, কাওন এবং ইনসান: ধর্মীয় চিন্তাধারার ইতিহাসে পর্যালোচনা
الله والكون والإنسان: نظرات في تاريخ الافكار الدينية
জনগুলি
عندما أفاق الشيطان ورأى ما صنع الله، انقض عليه وأخذ بتخريبه؛ فقد قفز نحو الأعلى وشتت تجمعات النجوم، وأحل الاضطراب في نظام السماء، ثم غطس في البحر فأفسد ماءه بالملح، وجفف الينابيع، وأذبل المزروعات في السهول الخضراء ونشر فيها الصحاري، وبث فيها الأفاعي والعقارب وكل الكائنات المؤذية، ولوث النار بالدخان، وذبح الإنسان الأول، وزرع الموت والعفونة والفساد في كل ما خلق الله. وهكذا دخل العالم في مرحلة تمازج الخير والشر، والصراع بين قوى النور وقوى الظلام؛ فقد تصدى الأميشا سبينتا لإصلاح ما أفسده الشيطان، ومن جملة ما قاموا به أنهم أخذوا بذور الإنسان الأول فطهروها بضوء الشمس ثم زرعوها في التربة، فخرجت منها نبتة انطوى برعمها على الزوجين الأولين ماشيو وماشيا، فنفخ الله فيهما الروح وقال لهما: «أنتما سلف البشرية فحافظا على الفكر الحسن والقول الحسن ولا تخضعا للشيطان.» ثم جاء الملائكة فألبسوهما ثيابا من جلد لستر عريهما وعلموهما كل ما يلزم لحياة الإنسان، ولكن العالم لن يعود نقيا كما كان، والصراع بين قوى الخير وقوى الشر سوف يستمر، ولن يحسم إلا بمعونة الإنسان الذي يساهم في هذا الصراع من خلال التزامه بالمنظومة الأخلاقية التي سنها له زرادشت.
تبدأ مرحلة الفصل بين الخير والشر بميلاد زرادشت، وتنتهي بميلاد المخلص الذي ستحمل به عذراء تنزل لتستحم في مياه بحيرة معينة حفظ فيها الملائكة بذور زرادشت، فتتسرب البذور إلى رحمها وتنجب مخلص العالم المدعو ساوشيانط الذي سيقود المعركة الأخيرة الفاصلة ضد الشيطان ويقضي عليه. ومع القضاء على الشيطان يتم تدمير العالم القديم الملوث بعناصر الشر، وتجديده بطريقة أقرب ما تكون إلى خلق آخر، ثم تفتح القبور وتلفظ الأرض ما أتخمت به من عظام الموتى، وتهبط الأرواح من البرزخ الذي كانت تقيم به لتتحد بأجسادها. وبعد ذلك يسلط الملائكة نارا على الأرض تذيب معادن الجبال وتشكل نهرا ناريا يطغى على المبعوثين الذين تجمعوا في بقعة معينة من الأرض، ويجرف في طريقه الأشرار ويمحو عن الأرض أثرهم، أما الأخيار فيعبرونه كمن يخوض في نهر حليب دافئ، ويعيشون خالدين في العالم الجديد الذي تحول إلى جنة أرضية.
هذه هي القصة الكلاسيكية عن الله والشيطان والتاريخ الدينامي، والتي ستعود عناصرها للظهور في الديانات الإبراهيمية. (س):
ومن المتوقع أن نجد معظم هذه العناصر في الرواية التوراتية لأنها الرواية الأبكر. أليس كذلك؟ (ج):
أعتقد أني أشرت سابقا إلى أن العقيدة اليهودية قد مرت بطورين؛ الأول هو العقيدة التقليدية كما يرسمها كتاب التوراة بأسفاره القانونية، والثاني هو العقيدة التي تطورت على هامش التوراة تحت تأثير أسفار أخرى لم تقر في الكتاب القانوني والمدعوة بالأسفار المخفية أو غير القانونية. وقد تبنى مؤلفو التلمود وهو المصدر الآخر للديانة اليهودية عناصر مهمة من هذه العقيدة التي رسمت الصورة العامة للاهوت الشيطان في الديانات الإبراهيمية. (س):
هل تعني بأن عقيدة الشيطان مفقودة في التوراة؟ (ج):
نعم؛ فالشيطان كمبدأ كوني للشر لا وجود له في التوراة، هنالك شخصية ملائكية شريرة تدعى بالشيطان، والاسم العبري لها هو «شطن» ويعني المقاوم والمعاند، تعمل تحت إمرة يهوه الذي يوكل إليها مهام شريرة معينة على ما نراه مثلا في سفر أيوب، حيث أوكل الرب للشيطان مهمة إنزال المصائب بعبده الصالح أيوب ليمتحن مدى إيمانه وتقواه. وهو باختصار شخصية باهتة لا يمكن تمييزه بين «جيش الملائكة الأشرار»، وهو تعبير يرد لوصف فئة معينة من بطانة يهوه (راجع المزمور: 78). (س):
وما هو سبب هذا الغياب لشخصية الشيطان؟ (ج):
لأن الشيطان كما أسلفنا من قبل ضرورة توحيدية، والعقيدة التوراتية لم تتوصل إلى مفهوم التوحيد الصافي؛ وبالتالي إلى مفهوم الخير المطلق في شخصية الله؛ فهو صانع الخير وصانع الشر في آن واحد، على ما نقرأ في سفر إشعيا: «أنا الرب وليس آخر، مصور النور وخالق الظلمة، صانع السلام وخالق الشر، أنا صانع كل هذا» (إشعيا، 45: 76). (س):
وماذا عن ميثولوجيا التكوين؟ هل خلت من أسطورة ظهور الشيطان كما هو متوقع؟ (ج):
অজানা পৃষ্ঠা