আল্লাহ, কাওন এবং ইনসান: ধর্মীয় চিন্তাধারার ইতিহাসে পর্যালোচনা
الله والكون والإنسان: نظرات في تاريخ الافكار الدينية
জনগুলি
عند هذا الحد من التشابه بين العقائد الشمولية تستقل الأديان التوحيدية عن البوذية؛ فالبوذية تقبل العيش في بيئة متعددة الأديان، وهي إذ تتابع عملها التبشيري بهدوء وسلام فإنها لا تدخل في صراع مفتوح مع العقائد الأخرى. أما الأديان التوحيدية التي تعتقد بأنها تمتلك الحقيقة المطلقة فإنها ترفض التعايش مع العقائد الأخرى؛ لأن من يمتلك الحقيقة يرفض المساومة عليها. وهي تعلن منذ البداية بطلان تلك العقائد وبطلان وزيف آلهتها، وتناصب العداء كل إيمان آخر؛ وبالتالي فإنها تدخل في صراع مفتوح مع الجميع تكون في بدايته هي الجانب الأضعف؛ فالمسيحيون كانوا أول طائفة دينية وقع عليها الاضطهاد الرسمي المنظم من قبل السلطة الرومانية وعامة الناس على حد سواء، وما كان ذلك إلا لأن المسيحيين هم الذين استعدوا عليهم الجانب الآخر، وذلك برفضهم المطلق له والانتقاص من قيمة عقائده وآلهته. كما كان المسلمون في مكة أول طائفة دينية وقع عليها الاضطهاد في جزيرة العرب؛ لأنهم هم من بدأ برفض الآخر وسخر من عقائده وآلهته. (س):
نحن نتحدث عن التوحيد وكأنه مصطلح واضح ومعرف تمام التعريف، ولكننا حتى الآن لم نصف عقيدة التوحيد إلا بأنها الإيمان بإله واحد خالق للسماء وما فيها، والأرض وما عليها، ولا يشاركه أحد في الألوهية. أعتقد بأننا بحاجة إلى مزيد من الإحاطة بهذا المفهوم. (ج):
هذا صحيح؛ ولذلك يجب علينا أن نبدأ بالإحاطة بمفهوم الله في الأديان التوحيدية؛ لأن صفة الوحدانية تنطوي على صفات رئيسية أخرى متصلة بها؛ فالله هو الخير المحض، وما ينطوي عليه هذا الخير من رحمة ومحبة وحفظ لمخلوقاته، وعلى ما ورد في القرآن الكريم:
فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين (يوسف: 64). وهو كلي القدرة وقدرته متخللة في الكون لا يعجزها شيء:
تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير (الملك: 1). وهو كلي المعرفة وعلمه يشتمل على كل ما في الوجود من أحداث ماضية وأحداث جارية وأحداث آتية، وكل ما في سرائر الناس وضمائرهم:
ألم تر أن الله يعلم ما في السموات وما في الأرض (المجادلة: 7).
إن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء (آل عمران: 5).
وأسروا قولكم أو اجهروا به إنه عليم بذات الصدور (الملك: 13). وهو كلي الحضور:
ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله (البقرة: 115). وهو أزلي أبدي. الأول بلا ابتداء والآخر بلا انتهاء:
هو الأول والآخر (الحديد: 3).
অজানা পৃষ্ঠা