আল্লাহ, কাওন এবং ইনসান: ধর্মীয় চিন্তাধারার ইতিহাসে পর্যালোচনা
الله والكون والإنسان: نظرات في تاريخ الافكار الدينية
জনগুলি
السلوك الأخلاقي في حد ذاته لا يؤدي إلى الانعتاق، وإنما يؤهل صاحبه للدخول في تجسيد أفضل وأرقى في حياته الثانية؛ ولهذا نجد أن الهندوسي الصالح يلتزم بقواعد الأخلاق الخاصة بطبقته، فيتزوج وينجب ويساهم في كل نشاط بناء تتطلبه حياة الجماعة إلى أن يصل أواسط العمر، فإذا وجد في نفسه الرغبة والقدرة على الشروع في رحلة الانعتاق، انسحب من العالم وترك كل ما له علاقة بحياة الجماعة، وهجر أسرته التي لم تعد بحاجة إليه، وتوجه إلى الغابات ليعيش حياة الزهد والتنسك وقهر الجسد والتأمل. لقد ترك العالم بخيره وشره وتحول إلى أرهط؛ أي إلى ناسك متجول يحمل قصعة التسول التي يضع له فيها من يمر بهم من القرويين ما يبقيه على قيد الحياة. نقرأ في كتاب الأوبانيشاد: «إن طالب الخلود ليس لديه خوف مما ارتكبه من شر، ولا أمل فيما قدمه من خير. لا شيء مما فعله أو لم يفعله يمكن أن يكون له أهمية عنده.» (س):
الحديث عن التزام الهندوسي بأخلاق طبقته يثير عندي سؤالا يتعلق بنظام الطبقات في الهند. متى نشأ هذا النظام الفريد من نوعه؟ وهل له صلة ما بالدين ؟ (ج):
عندما دخل الآريون الهند كان المجتمع الهندي يتألف من طبقتين هما: طبقة الفاتحين، وطبقة السكان الأصليين. وقد بقي الأمر على هذا الحال حتى أواسط الألف الأول قبل الميلاد عندما أخذ نظام الطبقات يتأسس حتى صار سمة بارزة للمجتمع الهندي الذي انقسم بحدة إلى أربع طبقات هي: (1) الكشاتيريا، وهم النبلاء من أصحاب الأراضي والمحاربون، (2) البراهمة. (3) الفايساس، وهم عامة الشعب الآري من فلاحين وحرفيين وغيرهم. (4) الشودرا، أو الخدم، وهم السكان الأصليون من ذوي البشرة الداكنة. وفي الحقيقة فإن كلمة طبقة في اللغة السنسكريتية تعني في الأصل لونا؛ لأن اللون كان أول ما ميز به الآريون البيض أنفسهم عن سكان الأرض السود. وهنالك طبقة تقع خارج النظام الاجتماعي الهندوسي وهي طبقة المنبوذين الذين يشكلون حثالة المجتمع، والذين لا يمكن للطبقات الآرية أو لطبقة السود التعامل معها بأي طريقة كانت، حتى إن طبقة النبلاء أو البراهمة كانت تتلوث بمجرد النظر إلى المنبوذين. وعلى الرغم من أن الطبقات الآرية الثلاث ميزت نفسها بحدة عن السكان الأصليين، إلا أن الحدود الفاصلة بين الطبقات الآرية نفسها كانت حادة؛ فالتزاوج ممنوع وحتى العلاقات الاجتماعية. وقد كانت الصدارة في البداية لطبقة النبلاء ثم آلت إلى البراهمة، ولكن النزاع على الصدارة لم يهدأ بين الطبقتين. (س):
في حديثك عن الطبقات في الهند أشرت إليها مرة على أنها طبقات المجتمع الهندي، ومرة أخرى على أنها طبقات المجتمع الهندوسي، فهل كان هذا النظام اجتماعيا أم دينيا؟ (ج):
كان نظام الطبقات في بدايته نظاما اجتماعيا في الهند مثلما هو الحال في بقية البلدان، ولم تكن الحدود بين الطبقات صلبة مثلما صارت إليه بعد ذلك، ولكن الفكر البرهمي عندما تبنى عقيدة التناسخ والكارما من جملة ما تبنى من عقائد السكان الأصليين، قام بعقد صلة بين هذه العقيدة ونظام الطبقات الاجتماعي، فإذا كان البراهماني يتمتع بكل ما تقدمه له طبقته من مزايا، والشودرا يعاني من كل الشروط الحياتية البائسة لطبقة الخدم، فلأن كلا منهما قدم في حياته السابقة ما يسوغ حياته الحالية. وبذلك تم ربط نظام الطبقات بالدين، وصارت أي محاولة لإزالة الفروق بين الطبقات نوعا من الهرطقة لأنها تعاكس القانون الكوني للسبب والنتيجة ، وتجادل في عواقب الكارما. (س):
تحدثنا عن بعض نواحي التشابه بين عقيدة وحدة الوجود في الهندوسية ومثيلتها في التصوف الإسلامي، ولكن ما الذي يميز بحدة بينهما عدا الإيمان بالتقمص؟ (ج):
تنفرد عقيدة وحدة الوجود بنظرتها إلى الزمن؛ فالزمن لا يسير بشكل خطي نحو الأمام دون نهاية منظورة، كما هو الحال في الديانة الفيدية أو أديان الشرق القديم. كما أنه لا يسير نحو نهاية محتومة مقررة في عقل الخالق، ينتهي عندها التاريخ ويفنى العالم، كما هو الحال في أديان التوحيد. الزمن في الهندوسية يتحرك بشكل دائري، والعالم لا يفنى مرة واحدة وإنما مرات لا يمكن حصرها، وذلك مع انتهاء كل دورة وابتداء دورة جديدة. في نهاية كل دورة يتهدم العالم بما فيه من بشر وكائنات حية وآلهة، ويتلاشى في مياه الأبدية، أما الأرواح التي فنيت أجسادها مع ما فني من عالم الظواهر، فإنها لا تفنى ولا تنعتق، بل تبقى هاجعة في سكون ناسية أعمالها الماضية، ويخيم على الوجود ليل وصمت. وفي أول لحظة من نهار الدورة الزمنية التالية يولد الإله براهما ليخلق عالما جديدا وتحمل كل روح أعمالها وتحل في أجساد جديدة، وهكذا إلى ما لا نهاية حيث لا يمكن عد الدورات الماضيات ولا أفق تنتهي عنده الدورات الآتيات، وما من غاية منظورة ولا هدف ولا معنى. (س):
ما هي المدة الزمنية للدورة الواحدة؟ (ج):
تدوم الدورة مدة 4320000000 سنة (أربعة مليارات وثلاث مائة وعشرين مليونا)، وهذه هي الدورة الكبرى المدعوة كالبا، والتي يأتي العالم في آخرها إلى نهايته. ولكن كل دورة كبرى تتألف من ألف دورة صغرى تدعى ماهايوغا. وكل دورة صغرى تتألف من أربعة عصور. يتصف العصر الأول بالكمال في كل شيء لأن الناس يولدون فيه أخيارا ويكرسون حياتهم لأداء واجباتهم، وهو أطول العصور. في العصر الثاني يبدأ الفساد بالتسرب إلى المجتمع الإنساني؛ ولذلك يتوجب على الناس أن يتعلموا الفضائل بعد أن كانت مغروسة في طبعهم. في العصر الثالث يحصل توازن حرج بين النقص والكمال. في العصر الرابع تطغى الرذيلة على الفضيلة، وتسود البغضاء بين الناس وتقوم المنازعات بينهم، وتنشب الحروب بين الشعوب، وهو أقصر العصور الأربعة، والعالم الآن يعيش في أحد هذه العصور السوداء. (س):
عندما أتأمل هذه الميثولوجيا الهندوسية التي تشف عن عقل فلسفي قل نظيره، يبدو لي أن مذهب وحدة الوجود اقتصر في الهند على نخبة العقول والنفوس الشفافة، فماذا عن بقية شرائح المجتمع؟ (ج):
অজানা পৃষ্ঠা