فقال أبو بصير: بأبي وأمي يا رسول الله كأني به في سوق عكاظ راكبا على جمل له أزرق وهو يقول: أيها الناس اجتمعوا فإذا اجتمعتم فاسمعوا، فإذا سمعتم فعوا، فإذا وعيتم فاحفظوا، فإذا حفظتم فانتفعوا، فإذا انتفعتم فقولوا، فإذا قلتم فاصدقوا: إنه من عاش مات، ومن مات فات، وكل ماهو آت آت، إن في السماء لخبرا، وإن في الأرض لعبرا، بحار لا تغور، ونجوم لا تمور، وسقف مرفوع، ومهاد موضوع، ومطر ونبات، وآباء وأمهات، وذاهب وآت، وآيات في إثر آيات، وأموات بعد أموات، وعظام ورفات، وليل داج، وسماء ذات أبراج، ونور وإبهاج، ومحسن ومسيئ، وفقير وغني، فيا أرباب الغفلة، ليصلح كل منكم عمله، تعالوا نعبد إلها واحدا ليس بمولود ولا والد، والله إن لله دينا غير هذا الدين وإنكم لفي حينه وأوانه، لقد أطلكم زمانه، ثم قال: ألا إنه سيعمكم خير من هذا الوجه -وأومى بيده إلى مكة- رجل أبلج أدعج من ولد لؤي بن غالب يدعوكم إلى كلمة الإخلاص، وعيش الأبد، ونعيم لا ينفد، وإنه لا يأخذ على دعوة أجرا فإن دعاكم فأجيبوه وإن استنصركم فانصروه، فلو أني أعيش إلى مبعثه لكنت ممن يسعى إليه فأضرب بكفي على كفيه، وأقيم حكم الله بين يديه.
فقال صلى الله عليه وعلى آله: ((رحم الله قسا، فإنه يبعث يوم القيمة أمة وحده)) فقام رجل فقال: يا رسول الله، إني سمعت منه شعرا.
فقال صلى الله عليه وعلى آله: ((قل فإن الشعر حسنه حسن، وقبيحه قبيح)).
فقال:
في الذاهبين الأولين .... من القرون لنا بصائر
لما رأيت مواردا .... للقوم ليس لها مصادر
ورأيت قومي نحوها .... تمضي الأكابر والأصاغر
لا يرجع الماضي ولا .... يبقى من الباقين غابر
أيقنت أني لا محالة .... حيث صار القوم صائر
قال الحجوري: وممن كان على دين عيسى -صلوات الله عليه-.
خالد بن سنان بن غيث عليه السلام
وهو من عبس بن بييص وقد ذكرناه من قبل في عداد(1) الأنبياء [عليهم السلام](2).
قال ومنهم.
পৃষ্ঠা ৪৩