356

وروى كثير من الرواة أن زيادا قال: رأيته رافعا برجليها، ورأيت خصيتيه مترددتين بين فخذيها، وحفزا شديدا، وسمعت نفسا عاليا، فقال عمر: الله أكبر، قم يا مغيرة إليهم فاضربهم، فقام المغيرة إلى أبي بكرة فضربه ثمانين، وضرب الباقين.

وروى قوم أن الضارب لهم الحد لم يكن المغيرة، وأعجب عمر قول زياد، فقال أبو بكرة بعد أن ضرب: أشهد أن المغيرة فعل كذا وكذا، فهم عمر بضربه.

وروي أن أم أبي بكرة سلخت شاة وألبسته جلدها، قالوا ما ذلك إلا لشدة الضرب الواقع عليه، وكان عمر بعد ذلك يقول للمغيرة: ما رأيتك إلا خفت أن أرمى بالحجارة من السماء، وكان علي عليه السلام يقول: لئن ظفرت بالمغيرة لأتبعته أحجاره.

وقال حسان في المغيرة:

لو أن اللوم ينسب كان عبدا

تركت الدين والإسلام لما

وأرجعت الصبا وذكرت لهوا ... قبيح الوجه أعور(1) من (ثقيف)

بدت لك غدوة ذات النصيف

مع القينات في العمر اللطيف

قال المدائني: إن المغيرة بن شعبة كان أزنى الناس في الجاهلية، فلما دخل في الإسلام وبقيت منه بقية ظهرت في أيام ولايته.

وفي شرح ابن أبي الحديد عن علي عليه السلام أنه قال: وأما المغيرة إنما(2) كان لفجره وغدره، غدرها في قومه، وقتل منهم فهرب إلى النبي - صلى الله عليه وآله وسلم- كالعائذ(3) بالإسلام، والله ما رأى أحد عليه منذ ادعى الإسلام خضوعا ولا خشوعا، ألا وإنه كائن من (ثقيف) فراعنة قبل يوم القيامة، يجانبون الحق، ويسعرون نيران الحرب، ويوازرون العرب كأنهم ليسوا منهم.

قلت: قال القتيبي في (المعارف): وتلك الغدرة أنه صاحب قوما إلى (مصر) فقتلهم غيلة وأخذ ما معهم.

قال السيد رحمه الله تعالى:

فأعرض المرتضى والحلق فيه شجى

وقال للقوم إذ حجوا مخالفهم

ولم تزن عنده الدنيا وزينتها ... والطرف فيه قذى طام على البصر

يوم السقيفة ليس العود كالثمر قلامة قدها حي من الظفر

পৃষ্ঠা ৩৬৪