فإني أدعوك بدعاية (1) الإسلام أسلم تسلم، يؤتك الله أجرك مرتين، فإن (2) توليت فإن عليك إثم الأريسين و{ياأهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله} إلى قوله: {فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون}[آل عمران:64] فلما فرغ من قراءة الكتاب، ارتفعت الأصوات، وكثر اللغط، وأمر بنا فأخرجنا، قال: فقلت لأصحابي حين خرجنا: لقد أمر أمر ابن أبي كبشة إنه ليخافه ملك بني الأصفر، فما زلت موقنا بأمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه سيظهر حتى أدخل الله علي الإسلام.
قال الزهري: فدعا هرقل عظماء (الروم) فجمهعم في دار له، فقال: يا معشر (الروم)، هل لكم بالفلاح والرشد، آخر الأبد وإن يثبت لكم ملككم، قال: فحاصوا حيصة حمر الوحش إلى الأبواب فوجدوها قد غلقت، فقال: علي بهم فدعاهم، فقال: إني إنما اختبرت شدتكم على دينكم، فقد رأيت منكم الذي أحببت فسجدوا له ورضوا عنه، انتهى ما رواه البخاري.
وعبد الله بن حذافة السهمي: إلى كسرى ملك (فارس) فمزق الكتاب، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: ((مزق الله ملكه فتمزق)).
وحاطب بن أبي بلتعة اللخمي: إلى المقوقس ملك (الإسكندرية) و(مصر) فقال خيرا ولم يسلم، وأهدى للنبي صلى الله عليه وآله وسلم مارية القبطية، وأختها سيرين، فوهب سيرين لحسان بن ثابت، فأولدت له عبد الرحمن.
وعمرو بن العاص: إلى ملكي (عمان) خنفر، وعبد بني الجلندي من الأزد، وأسلما ووليا عمرا (3) الصدقة والحكم، فلبث معهم حتى توفي (صلى الله عليه وآله).
وسليط بن عمرو العامري: إلى هوذة بن علي الحنفي في (اليمامة) فاكرمه وأنزله، وطلب من النبي (صلى الله عليه وآله) أن يجعل له بعض الأمر فأبى ولم يسلم، ومات يوم الفتح.
পৃষ্ঠা ২৯৩