142

وقوله: وأبو طالب جالس في [ناحية] (1) المسجد غير صحيح، لئن أبا طالب وجميع بني هاشم وبني المطلب ما خلا أبا لهب -لعنه الله- كانوا محصورين في شعب أبي طالب ممنوعين من دخول المسجد، ذكره الحجوري في (الروضة) [وغيره](2)، ويوضحه أيضا ما رواه الحاكم: في (السفينة) قال: فلما مضت ثلاث سنين أطلع الله رسوله على أمر صحيفتهم، وأن الأرضة قد أكلت ما فيها من ظلم وجور، وبقى ما كان من ذكر الله تعالى، فذكر النبي صلى الله عليه وآله ذلك لأبي طالب، فقال: أحق ما تخبرني.

قال: ((نعم))، فأخبر أبو طالب إخوته، وقال: ما كذبني قط، فخرجوا إلى قريش وأخبروهم بذلك، ثم قال: إبحثوا فإن كان كما يقول علمتم سوء رأيكم، وإلا دفعته إليكم، وما أراه إلا صادقا.

قالوا: أنصفتنا، فأرسلوا وجاؤا بالصحيفة، فإذا هي كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فسقط في أيدي القوم، فقال أبو طالب: هل تبين لكم أنكم الظالمون؟ فلم يردوا عليه، ثم دخل هو و[أصحابه بين](3) أستار الكعبة وهو يقول: اللهم، أنصرنا على من ظلمنا ، وقطع أرحامنا، واستحل منا ما حرم الله، ثم انصرفوا، انتهى.

وقال مصنف (الجوهرة) (4): في تفسير قوله تعالى {وهم ينهون عنه وينأون عنه}[الأنعام:26] أي: ينهون الناس عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ويتعدون هم بأنفسهم عنه صلى الله عليه وآله وسلم فيضلون ويضلون، وذلك أن قريشا حاربوا بني هاشم وحصروهم في شعب أبي طالب، ومنعوهم دخول المسجد الحرام، واقتسموا طرق (مكة) يصدون عن رسول الله صلى الله عليه وآله من جاءه من البلدان، وكتبوا كتابا أن بني هاشم أكذب بيت في العرب، فقتل أبو طالب منهم رجلين في الشعب، وقال في الكتاب الذي كتبوه:

ألا(5) أبلغا عني على ذات بيننا

ألم تعلموا أنا وجدنا محمدا

وأن عليه للإله محبة وأن الذي سودتم في كتابكم ... لؤيا وخصا من لؤي بني كعب

পৃষ্ঠা ১৪০