127

الثاني:

بناء آدم عليه السلام

وقد ذكره(1) الأزرقي أيضا في تاريخه، بإسناده إلى ابن عباس، قال: لما أهبط الله آدم إلى الأرض، قال: يا رب، مالي لا أسمع أصوات الملائكة، قال: ((بخطيئتك يا آدم، ولكن أذهب فابن لي بيتا فطف به، واذكرني حوله كما رأيت الملائكة تصنع حول عرشي)) فبنى البيت الحرام، وإن جبريلعليه السلام ضرب بجناحه الأرض فكشف عن أس ثابت على الأرض السابعة فقذفت فيه الملائكة من الصخر ما لايطيق الصخرة منها ثلاثون رجلا، وأنه بناه من خمسة أجبل، من (لبنان) و(طور زينا) [و(طور سيناء)](2) و(الجودي) و(حرا) فاستوى على وجه الأرض، ولعل ذلك بعد دثور ما بنته الملائكة بأمر الله تعالى [أولا](3)، ثم أنزل الله تعالى البيت المعمور لآدم عليه السلام ليستأنس به، فوضعه على أساس الكعبة.

قال النهرواني: ويدل على ذلك ما رواه الأزرقي، بإسناده عن عثمان ساح قال: بلغني أن عمر بن الخطاب، قال لكعب الأحبار: أخبرني عن البيت الحرام؟ فقال كعب: أنزل الله من السماء ياقوتة مجوفة مع آدم، فقال له يا آدم: إن هذا بيتي أنزلته معك يطاف حوله كما يطاف حول عرشي.

الثالث:

بناء أولاد آدم عليه السلام

قال النهرواني : روى الأزرقي بسنده إلى وهب بن منبه قال: لما رفعت الخيمة التي أعز الله بها آدم عليه السلام من حلية الجنة حين وضعت له ب(مكة) في موضع البيت، ومات آدم عليه السلام بنى أبناء آدم مكانها بيتا بالطين والحجارة، فلم يزل معمورا يعمرونه هم ومن بعدهم حتى كان زمن نوح عليه السلام فنسفه الغرق وغير مكانه.

পৃষ্ঠা ১২৫