125

قال ابن هشام: إن بناء الكعبة كان قدر القامة فهمت قريش بهدمه وعمارته، وكان فيها حية كلما هموا بالعمارة وأطلوا عليها أجزئلت وكشت فانصرفوا(1) عن العمارة، فجاء عقاب فاختطفها إلى جده، فقالوا: إن الله قد أذن لكم في عمارة الكعبة فهدموا ذلك البناء، فلما وصلوا إلى قواعد إبراهيم حرك بعضهم حجرا بالمسجاة فاضطربت (مكة) فتركوا القواعد على ماهي عليه من قواعد(2) إبراهيم، وعمروا هذه العمارة، وقصرت بهم[هذه](3) النفقة فأخرجوا الحجر.

وقال النهرواني في تاريخه، حاكيا عن السيد تقي الدين محمد بن [أحمد] (4) الحسيني الفاسي المكي، في كتابه (شفاء الغرام): لا شك أن الكعبة المعظمة بنيت [مرات، وقد اختلف في عدد بنائها، ويتحصل مما قيل في ذلك أنها بنيت](5) عشر مرات.

الأول:

بناء الملائكة عليهم السلام

ذكر الأزرقي في تاريخه: حدثنا علي بن مسلم، عن أبيه، حدثنا القاسم بن عبد الرحمن الأنصاري، حدثنا محمد الباقر(6) قال: كنت مع أبي علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب(7) ب(مكة)، فبينا هو يطوف وأنا ورائه إذ جاء رجل طويل فوضع يده على ظهر أبي فالتفت أبي إليه، وقال الرجل: السلام عليك، يا ابن بنت رسول الله، إني أريد أن أسألك، فرد عليه السلام، وسكت، وأنا والرجل خلفه حتى فرغ من أسبوعه فدخل الحجر، فقام تحت الميراب فصلى ركعتين سنة طوافه ثم استوى قاعدا فالتفت إلي وقال: يا محمد، أين السائل؟ فأومأت إلى الرجل فجلس بين يدي أبي، فقال له: عم تسأل؟

قال: عن بدء هذا الطواف بهذا البيت؟

فقال له أبي: من أين أنت؟

قال: من الشام.

قال: أين مسكنك؟

قال: (بيت المقدس).

قال: قرأت الكتابين (يعني التوراة والإنجيل).

قال: نعم.

পৃষ্ঠা ১২৩