ঐতিহাসিক রহস্যময় ধাঁধা: সময়ের মড়ার উপর সবচেয়ে রহস্যময় ঘটনাবলির উত্তেজনাপূর্ণ অনুসন্ধান
ألغاز تاريخية محيرة: بحث مثير في أكثر الأحداث غموضا على مر الزمن
জনগুলি
شكر وتقدير
تمهيد
1 - هل كان أسلافنا من سلالة النياندرتال؟
2 - من شيد ستونهنج؟
3 - لماذا بنى الفراعنة الأهرامات؟
4 - من كان ثيسيوس؟
5 - أوقعت حرب طروادة بالفعل؟
6 - هل صلب المسيح؟
7 - ما هي خطوط نازكا؟
8 - من هو الملك آرثر؟
অজানা পৃষ্ঠা
9 - لماذا انهارت الحضارة المايانية؟
10 - من شيد التماثيل على جزيرة الفصح؟
11 - ماذا كانت «علامة» جان دارك؟
12 - من مخترع الطباعة؟
13 - هل قتل ريتشارد الثالث أميري البرج؟
14 - هل كان كولومبوس يقصد اكتشاف أمريكا؟
15 - هل عاد مارتن جير؟
16 - هل قتلت ملكة اسكتلندا زوجها؟
17 - من كتب مسرحيات شكسبير؟
18 - هل كان كابتن كيد قرصانا؟
অজানা পৃষ্ঠা
19 - هل مات موتسارت مسموما؟
20 - لماذا تخلى فرويد عن نظرية الإغواء؟
21 - هل كان من الممكن إنقاذ تيتانيك؟
22 - هل نجا أي من عائلة رومانوف؟
23 - هل قتل هتلر ابنة أخته؟
24 - لماذا طار هس إلى اسكتلندا؟
25 - هل كان جورباتشوف جزءا من انقلاب أغسطس؟
شكر وتقدير
تمهيد
1 - هل كان أسلافنا من سلالة النياندرتال؟
অজানা পৃষ্ঠা
2 - من شيد ستونهنج؟
3 - لماذا بنى الفراعنة الأهرامات؟
4 - من كان ثيسيوس؟
5 - أوقعت حرب طروادة بالفعل؟
6 - هل صلب المسيح؟
7 - ما هي خطوط نازكا؟
8 - من هو الملك آرثر؟
9 - لماذا انهارت الحضارة المايانية؟
10 - من شيد التماثيل على جزيرة الفصح؟
11 - ماذا كانت «علامة» جان دارك؟
অজানা পৃষ্ঠা
12 - من مخترع الطباعة؟
13 - هل قتل ريتشارد الثالث أميري البرج؟
14 - هل كان كولومبوس يقصد اكتشاف أمريكا؟
15 - هل عاد مارتن جير؟
16 - هل قتلت ملكة اسكتلندا زوجها؟
17 - من كتب مسرحيات شكسبير؟
18 - هل كان كابتن كيد قرصانا؟
19 - هل مات موتسارت مسموما؟
20 - لماذا تخلى فرويد عن نظرية الإغواء؟
21 - هل كان من الممكن إنقاذ تيتانيك؟
অজানা পৃষ্ঠা
22 - هل نجا أي من عائلة رومانوف؟
23 - هل قتل هتلر ابنة أخته؟
24 - لماذا طار هس إلى اسكتلندا؟
25 - هل كان جورباتشوف جزءا من انقلاب أغسطس؟
ألغاز تاريخية محيرة
ألغاز تاريخية محيرة
بحث
مثير في أكثر الأحداث غموضا على مر الزمن
تأليف
بول أرون
অজানা পৃষ্ঠা
ترجمة
شيماء طه الريدي
مراجعة
إيمان عبد الغني نجم
شكر وتقدير
أتوجه بالشكر لمحرري في فيرجينيا جازيت، دبليو سي أودونوفان وراستي كارتر، لسماحهما لي بالعمل بدوام جزئي حتى أتمكن من تأليف هذا الكتاب. والشكر أيضا لزملائي آنذاك - تراسي بليفينز، وبراين رافيرتي، وبل تولبرت، وآمي ويليامز - لقيامهم بعملي خلال تلك الفترة.
كما أتوجه بالشكر إلى ستيفن أرون، وروبرت تومبسون، ودبليو سي أودونوفان، ومونيكا بوتكاي، ووكيلي جون ثورنتون؛ على أفكارهم المفيدة.
وأتقدم بخالص الشكر لمحرري كريس جاكسون لقراءته الدقيقة للنسخة اليدوية، وما بذله من جهود لضمان وضوح الكتاب في كل صفحاته. كما أتوجه بالشكر إلى جون سيمكو وديانا مادريجال بدار وايلي للنشر.
وقبل كل شيء، أتوجه بالشكر لزوجتي، باولا بلانك، لتحليلاتها الثاقبة للكتاب ومؤلفه.
تمهيد
অজানা পৃষ্ঠা
في قصة جوزفين تاي البوليسية الكلاسيكية «ابنة الزمن»، يرقد آلان جرانت - شرطي في جهاز سكوتلاند يارد - في المستشفى بعد سقوطه عبر باب خفي. وفي غمرة إحباطه وملله، يأخذ على عاتقه حل لغز قضية قديمة عمرها خمسمائة عام؛ قضية اغتيال «أميري البرج».
كان المشتبه فيه الأساسي في القضية - بل النموذج الأساسي لتجسيد الشر، حسبما يتراءى لك من مسرحية شكسبير، ومن قبله تاريخ توماس مور - هو الملك ريتشارد الثالث. اتهم هذا الرجل باغتيال ملكين، والزواج من أرملة أحد ضحاياه «ثم تسميمها»، وإغراق أخيه في حوض من النبيذ. ومن ثم بدا قتل ابني أخيه الصغيرين - اللذين كان كل منهما يقف حائلا بينه وبين العرش - متسقا تماما مع شخصيته.
غير أن جرانت لديه شكوكه. وأثناء استلقائه على فراشه عاجزا عن الحركة، ظل محملقا في لوحة لريتشارد يظهر فيها أرق بكثير من أن يكون قد ارتكب أي شيء بهذه الشناعة. فجند زائريه للتقصي والتحقيق، ليكتشف أن مور كان مصدرا غير موثوق به بالمرة؛ ما يسبب له الصدمة ويثير استياءه؛ فعلى الرغم من أن السير توماس مور كان قد أصبح قديسا بمعنى الكلمة بعد تطويبه في عام 1935، فقد نشأ في منزل الكاردينال جون مورتون، الذي كان عدوا لدودا لريتشارد. بعبارة أخرى، كان مور متربصا بريتشارد ويقصد إيذاءه.
ويخلص جرانت إلى أن الأشرار الحقيقيين هم: مور الذي لفق له هذا الاتهام، والمؤرخون الذين اتبعوه في ظنه، وكانوا أكسل من أن يلاحظوا الحقيقة.
ما الدرس المستفاد هنا؟ أن المخبرين الخياليين محققون أفضل من المؤرخين المحترفين ؟
إطلاقا.
وكما يعترف جرانت على مضض، فإن معظم «اكتشافاته» بشأن ريتشارد كانت قد اكتشفت قبل ذلك بسنوات - بل وقرون في بعض الحالات - على أيدي أفراد من نفس المهنة التي يكن لها هذا الاحتقار. فقد كان المؤرخون هم من حللوا مصادر مور ودوافعه، وكشفوا النقاب عن رواية حول موت الأميرين كتبت قبل رواية مور، وضغطوا على دير ويستمينستر لفتح المقبرة المفترض أن يكون رفات الأميرين قد دفن فيها.
لم يكن بمقدور أي من مخبري سكوتلاند يارد طلب تحقيق أقوى من ذلك.
إن ما توضحه قصة تاي أن أفضل الكتابات البوليسية تشترك في سمات كثيرة مع أفضل الكتابات التاريخية. فالأحداث في كل منهما لا تكون دائما كما تبدو في البداية؛ وفي كليهما، تكتظ رحلة البحث عن حل للألغاز بالمفاجآت والتحديات والإثارة.
لذا، إليك الافتراض المنطقي الذي يقوم عليه هذا الكتاب: المؤرخون يصلحون مخبرين رائعين، والتاريخ مليء بالقصص البوليسية العظيمة.
অজানা পৃষ্ঠা
أما بالنسبة إلى الأميرين، فقد فتحت مقبرة الدير التي دفن فيها رفاتهما عام 1933، وفحص الجمجمتين موظف أرشيف ويستمينستر ورئيس جمعية بريطانيا العظمى للتشريح. وأظهرت الأدلة الجنائية أن ...
من قواعد القصص البوليسية الرائعة: لا تفش النهاية.
الفصل الأول
هل كان أسلافنا من سلالة النياندرتال؟
في أحد أيام شهر أغسطس عام 1856، في وادي النياندرتال في شمال غرب ألمانيا، اكتشف عامل في محجر جيري عظام دب كهفي؛ حسب ظنه. فوضعها جانبا ليريها ليوهان فولروت، وهو مدرس محلي ومؤرخ طبيعي متحمس.
أدرك فولروت في الحال أنه شيء أهم بكثير من أن يكون عظام دب؛ فقد كان الرأس في نفس حجم رأس الإنسان تقريبا، ولكن كان شكله مختلفا؛ إذ كانت الجبهة قصيرة، إلى جانب وجود نتوءات عظمية فوق العينين، وأنف كبير بارز، وأسنان أمامية كبيرة، وانتفاخ بارز من الخلف. ومن واقع العظام التي اكتشفت، لا بد أن الجسم كان يشبه جسم الإنسان أيضا، وإن كان أقصر وأكثر امتلاء - وأكثر قوة بكثير - من أي إنسان عادي. وأدرك فولروت أن ما أضفى على هذه العظام مزيدا من الأهمية أنها قد وجدت وسط رواسب جيولوجية من عصور سحيقة.
اتصل المدرس بهيرمان شافلهاوزن، أستاذ التشريح بجامعة بون القريبة، الذي أدرك هو الآخر أن العظام غريبة واستثنائية، ووصفها لاحقا بأنها: «تكوين طبيعي لم يعرف بوجوده حتى هذه اللحظة.» وكان شافلهاوزن يعتقد بالفعل أن ما اكتشفه العامل كان نوعا جديدا - أو بالأحرى بالغ القدم إلى أقصى الحدود - من البشر، وهو نوع اصطلح على تسميته بعد ذلك بإنسان نياندرتال، بل إن شافلهاوزن ربما يكون قد ظن أيضا أن النياندرتال كانوا أسلافا قدماء للإنسان الحديث.
لو توقع الأستاذ الجامعي والمدرس من المؤسسة العلمية الاحتفاء باكتشافهما، لمنيا بخيبة أمل مريرة؛ فقد كان لا يزال متبقيا من الوقت ثلاث سنوات على نشر نظرية تشارلز داروين عن التطور، كما تم التوضيح في كتاب «أصل الأنواع»، حيث نشرت عام 1859. وكانت فكرة تطور البشر من أي أنواع أخرى - فضلا عن نوع تمثله تلك العظام - تبدو فكرة ساذجة ومنافية للعقل تماما من وجهة نظر معظم العلماء. كما قام رودولف فيرشوف، عالم الباثولوجيا الرائد في هذا الوقت، بفحص العظام وأعلن أنها تخص إنسانا عاديا، وإن كانت لشخص يعاني من مرض غير معروف، وحذا خبراء آخرون حذوه.
غير أنه بنهاية القرن التاسع عشر، انتشرت الداروينية في معظم الدوائر العلمية. فألقى بعض العلماء، أمثال جابرييل دي مورتييه في فرنسا، نظرة أخرى على العظام وذهبوا إلى أن الإنسان الحديث تطور من النياندرتال. وساهم اكتشاف المزيد من بقايا النياندرتال - في فرنسا وبلجيكا وألمانيا - في تدعيم حجتهم. كان تاريخ هذه الحفريات يعود إلى ما بين 110000 و35000 عام مضى؛ ما جعل من المستحيل رفضها باعتبارها بقايا شخص مريض أو حديث.
ولكن غالبية العلماء، بقيادة فرنسي آخر يدعى مارسيلين بول، ظلوا رافضين بشكل متعنت للنياندرتال كأسلاف للبشر. وسلم بول بأن الهياكل العظمية ربما كانت عتيقة، ولكنها لا تمت بصلة للإنسان. وذهب بول إلى أن هذا النياندرتال ذا الركبة المنحنية والعنق القصير والعمود الفقري المقوس هو أقرب إلى القردة منه إلى الإنسان. وأشار إلى أنه إذا كان للإنسان الحديث أية صلة به ، فقد تقتصر فقط على أنه ربما يكون أسلافنا البشر «الحقيقيون»، أيا ما كانوا، قد محوا هذا «النوع المتدهور».
অজানা পৃষ্ঠা
وعلى مدى معظم القرن العشرين، لم يحدث شيء سوى اتساع الصدع العلمي. فعلى أحد الجانبين، وقف أتباع مورتييه الذين اعتبروا النياندرتال أسلافنا المباشرين، وإن كانوا بدائيين. وعلى الجانب الآخر، وقف أمثال بول الذين اعتبروا النياندرتال - على أقصى تقدير - أبناء عمومتنا من بعيد، وطريقا تطوريا مسدودا قدر أن يحل الإنسان الحديث محله. وفقط في السنوات القليلة الماضية بدأ العلماء، على نحو متردد للغاية، في بناء جسر لرأب هذا الصدع.
هل يوجد أي نياندرتال في العائلة؟ من اليسار نجد إنسان بلتداون، يليه إنسان نياندرتال، ثم إنسان كرومانيون (الحديث). (قسم خدمات المكتبة المجاني، المتحف الأمريكي للتاريخ الطبيعي.) •••
من الأسباب الكامنة وراء قدرة أتباع بول على رفض النياندرتال، خلال القرن العشرين، أنهم استطاعوا تقديم مرشحهم الخاص، والأكثر شهرة بكثير، على نحو مطمئن ليكون سلف الإنسان. كان هذا هو إنسان بلتداون الذي اكتشف عام 1912 ولم يحظ بالكثير من الشهرة. فقد وجد صائد حفريات هاو يدعى تشارلز داوسون عظام البلتداون في حديقة عامة تحمل هذا الاسم في ساسيكس بإنجلترا، وكانت حادثة مثيرة. فعلى عكس جمجمة النياندرتال، بدت جمجمة البلتداون - على معظم الأصعدة - كجمجمة إنسان حديث. وفقط الفك - الذي كان أشبه بفك القرد - هو ما بدا بدائيا، ولكن الأسنان المسطحة من أعلى أضافت لمسة بشرية. وهذا سلف كان بول سيسعد بانتمائه إليه.
المشكلة تكمن في أن البلتداون كان خدعة؛ فقد قام أحد الأشخاص، ربما داوسون، بدمج أجزاء من جمجمة إنسان حديث مع فك إنسان الغاب، ثم دهنها بشيء يغير لونها لتبدو أقدم. أما الأسنان، فقد تم بردها لتضليل الباحثين. حتى عام 1953، لم يكن العلماء قد فكروا في فحص الأسنان تحت ميكروسكوب، وهي المرحلة التي ظهرت فيها آثار البرد واضحة بشكل تام.
حينئذ تحول الزخم العلمي ليساند أن سلالة النياندرتال هم أسلاف للبشر. وبدلا من التأكيد على مدى اختلافهم عنا، بدأ العلماء في التركيز على أوجه التشابه. وفي عام 1957، ألقى عالما التشريح الأمريكيان - ويليام شتراوس وإيه جيه إي كيف - نظرة جديدة على نفس الحفرية التي شكلت أساس وصف بول لسلالة النياندرتال على أنهم كائنات وحشية لا بشرية. وكانت تلك هي حفرية لا-شابيل-أو-سانت، التي عثر عليها في أحد الكهوف في جنوب فرنسا عام 1908.
كان أول ما لاحظه شتراوس كيف أن إنسان لا-شابيل-أو-سانت كان يعاني من التهاب المفاصل. وقد استرعى ذلك انتباه بول أيضا، ولكنه تجاهل تداعيات ذلك. فقد كان التهاب المفاصل في رأي شتراوس يفسر قامة النياندرتال المنحنية، وفجأة رأى كلاهما أن بقية جسم إنسان نياندرتال لم يبد شديد الاختلاف عن الإنسان الحديث. وخلص عالما التشريح إلى أنه إذا كان إنسان نياندرتال «يمكن استنساخه ووضعه في أحد أنفاق نيويورك - شريطة أن يتم تحميمه وحلق ذقنه وإلباسه ملابس عصرية - فإنه ليس من المؤكد إن كان سيجذب أي قدر من الانتباه يفوق بعض الناس الآخرين المترددين على المكان.»
شهدت فترة ما بعد البلتداون إعادة تقييم لسلوك النياندرتال وشكله أيضا. ففي ستينيات القرن العشرين، مهد عالم الأنثروبولوجيا الأمريكي سي لورينج براس الطريق بدراسات جديدة حول أدوات النياندرتال، وتقنياته، وترتيبات معيشته. فمن نمط الرماد الذي خلفه وراءه، على سبيل المثال، استنتج براس أن أفراد سلالة النياندرتال كانوا يخبزون طعامهم في حفر ضحلة لا تختلف كثيرا عن تلك الخاصة بأنواع البشر اللاحقين. ولاحظ آخرون أن الكثير من بقايا النياندرتال بدت وكأنها دفنت عمدا؛ وهو ما يعد من الممارسات البشرية بلا شك. كذلك بدا ترتيب عظام الحيوانات بعناية في العديد من مواقع النياندرتال دلالة على وجود نوع ما من الذبح الطقسي، وكانت عظام النياندرتال في موقع كرابينا اليوغسلافي محطمة بطريقة تشير إلى وجود أكل للحوم البشر. وقد كانت تلك طقوسا بشرية بحتة مهما كانت مروعة ومفزعة.
وصل إجلال سلالة النياندرتال أوجه عام 1971، مع نشر عمل رالف سوليكي حول كهف عراقي يعرف بكهف شاندر. فقد عثر في عينات التربة التي أخذت من إحدى مقابر النياندرتال على قدر كبير للغاية من لقاح الورد البري؛ أكبر بكثير مما كان يمكن أن تجلبه الرياح أو تحمله أقدام الحيوانات. واستنتج سوليكي أن أفراد سلالة النياندرتال الذين عاشوا في شاندر قد وضعوا قرابين من الورد على مواقع دفنهم؛ ولذا أطلق على كتابه «شعب الورد الأول». وكدليل إضافي على بشريتهم، لاحظ سوليكي أن بقايا أحد الرجال المسنين هناك تشير إلى أنه كان يعاني من ضعف في ذراعه اليمنى وأنه كان ضريرا. وهاتان الحالتان كانتا بالتأكيد ستؤديان به إلى موته المبكر؛ إن لم يكن أفراد عائلته أو قبيلته قد اعتنوا به.
وبكتاب سوليكي، اكتمل تحول سلالة النياندرتال؛ فلم يعد أفرادها الوحوش الشبيهة بالقرود - كما تخيلهم بول - بل صاروا كنسخة بدائية من الهيبز؛ شعبا أكثر آدمية من الإنسان الحديث في أوجه عدة. وكانت هذه هي نقطة الذروة لما صار معروفا بنظرية «الاستمرارية الإقليمية»، التي تقضي بأن الإنسان الحديث قد تطور من النياندرتال في أوروبا والشرق الأوسط، ومن شعب آخر على نفس الدرجة من القدم في مناطق أخرى. ولكن صورة النياندرتال (ومعها نظرية الاستمرارية الإقليمية) كانت على وشك المعاناة من تحول آخر، وهذه المرة لم تأت الهجمة من علماء الآثار أو علماء الإنسان، ولكن من علماء البيولوجيا الجزيئية. •••
كان علماء البيولوجيا على قدر قليل من المعرفة بالحفريات، وعلى قدر أقل من المعرفة بعلم الآثار والأنثروبولوجيا، ولكنهم كانوا يعرفون الكثير عن جزء صغير من المادة الجينية المعروفة باسم الحمض النووي للمتقدرات، أو الميتوكوندريا. فقد قام فريق من علماء البيولوجيا بجامعة بيركلي - ريبيكا كان، ومارك ستونكينج، وآلان ويلسون - بحساب معدل حدوث الطفرة في الحمض النووي للمتقدرات لدى الإنسان، وفي عام 1987 توصلوا إلى تقدير جديد للأصول البشرية بلغ قرابة مائتي ألف عام.
অজানা পৃষ্ঠা
وقد سميت الأم الافتراضية للجنس البشري باسم ملائم هو حواء.
وهكذا صار هناك سلف جديد للبشر، ولم يكن خدعة على عكس البلتداون. فلو كان علماء البيولوجيا على صواب، وكانت حواء قد عاشت منذ ما يقرب من مائتي ألف عام، لظهر الإنسان الحديث على الساحة قبل أكثر من مائة ألف عام من تقدير العلماء السابق لتاريخ نشأتهم المحتمل. وكان هذا يعني أن البشر الأوائل بصورتهم الحديثة قد تواجدوا قبل اختفاء النياندرتال؛ الذي كان لا يزال على قيد الحياة استنتاجا من الحفريات التي وجدت على شبه جزيرة أيبيريا قبل ثمانية وعشرين ألف عام.
وبذلك وقع أنصار فكرة أن أسلافنا كانوا من سلالة النياندرتال في حالة من التخبط والبلبلة؛ ففي النهاية، لو أن بعض أفراد هذه السلالة قد عاشوا في فترة متأخرة أكثر من الإنسان الحديث، فإن ذلك يقلل بكثير من احتمال تطور النياندرتال إلى الإنسان الحديث. ولو أن الإنسان الحديث عاش قبل حتى أن ينشأ النياندرتال، كما بدا محتملا آنذاك، فإن التطور كان مستحيلا بمعنى الكلمة.
وفرت الأساليب الحديثة لتأريخ البقايا القديمة مزيدا من الأدلة على أن الإنسان الحديث يعود تاريخه لزمن النياندرتال، إن لم يكن أبعد. فقد قدر العلماء أن سلالة النياندرتال كانت منتشرة في مواقع متعددة في الشرق الأوسط، منذ زهاء ستين ألف عام مضت؛ أي في النطاق الذي قدروه من قبل. ولكن التواريخ الجديدة الخاصة بوجود الإنسان الحديث كانت مفزعة حقا؛ فقد اتضح أنهم تواجدوا في المنطقة قبل قرابة تسعين ألف عام؛ أي قبل ما كان يعتقد من قبل بكثير.
في تلك الأثناء، كان علماء الآثار أيضا يعيدون تأريخ المواقع في أفريقيا جنوب الصحراء؛ حيث وجدوا دليلا على وجود الإنسان الحديث منذ ما يقرب من مائة ألف عام، وببعض الحسابات وصلت إلى مائتي ألف عام. وتضافر هذا مع النتائج التي توصل إليها علماء البيولوجيا عن أن وطن حواء - أي جنتها - كان في أفريقيا. ووجد كان وستونكينج وويلسون أن الحمض النووي للمتقدرات للأفارقة من السلالة الحديثة قد أظهر تنوعا أكبر بكثير من الأجناس الأخرى. وفسروا ذلك بأن الأفارقة كان لديهم مزيد من الوقت للتطور؛ ومن ثم لا بد أن الإنسان الأصلي كان أفريقيا.
وهكذا، ووفقا لما عرف بعد ذلك بنظرية «الخروج من أفريقيا»، يكون الجنس البشري قد ظهر أول ما ظهر في أفريقيا، ثم انتقل إلى الشرق الأوسط، ليصل في النهاية إلى أوروبا. وفي القارتين الأخيرتين، التقى بإنسان نياندرتال الأكثر بدائية، وانتهى الحال بالنياندرتال - كما هو الحال مع عدد كبير للغاية من الأنواع الأخرى التي احتكت بالبشر - بالانقراض. وبحلول بداية تسعينيات القرن العشرين، حل سيناريو الخروج من أفريقيا محل نظرية الاستمرارية الإقليمية ليصبح هو النظرية السائدة.
وجاءت أحدث الضربات الموجهة لنظرية الاستمرارية الإقليمية وآخرها في عام 1997، من علماء البيولوجيا الجزيئية مرة أخرى. فقد تمكن ماتياس كرينجز وزملاؤه بجامعة ميونيخ من استخلاص قدر ضئيل من الحمض النووي للمتقدرات من عظمة ذراع نياندرتال حقيقي؛ في الواقع من إنسان نياندرتال الأصلي الذي اكتشفه فولروت. بعد ذلك، قاموا بمقارنة الحمض النووي للمتقدرات في النياندرتال مع الحمض النووي للمتقدرات في البشر الذين على قيد الحياة، واكتشفوا أنهم اختلفوا في 27 من ال 379 موضعا التي قاموا بفحصها. (في المقابل، اختلفت عينات الحمض النووي للمتقدرات في الإنسان الأفريقي - التي أظهرت تنوعا أكبر من الحمض النووي للمتقدرات في أي إنسان حديث - في 8 مواضع فقط.) وخلص كرينجز إلى أن المسافة الجينية بين النياندرتال والإنسان الحديث جعلت من المستبعد تماما أن يكون أجدادنا من سلالة النياندرتال. •••
لم يرتض أنصار نظرية الاستمرارية الإقليمية أن يمر أي من هذا دون رد. فقاموا بالتشكيك في صحة الدليل الجيني والدليل التأريخي، وفي عام 1999 جاء ردهم باكتشاف مثير. فعلى بعد قرابة تسعين ميلا شمال لشبونة، اكتشف علماء آثار برتغاليون هيكلا عظميا لصبي يبلغ من العمر 24500 عام، بدا نصفه كإنسان ونصفه كنياندرتال. فقد كان وجه الصبي وجه إنسان حديث من حيث الصفة التشريحية، ولكن جسده وساقيه كانا لنياندرتال. وبدا أن عملية التأريخ، التي أرجعت الصبي إلى زمن ما بعد انقراض النياندرتال الخالص، تشير إلى أن الطفل كان منحدرا من أجيال مهجنة اختلط فيها النياندرتال مع الإنسان الحديث.
وسارع أنصار الاستمرارية الإقليمية إلى الإشارة إلى أنه لو كان قد حدث تزاوج بين النياندرتال والإنسان الحديث، لكان من الصعب اختلاف أحدهما عن الآخر، والذي ذهب إليه مؤيدو نظرية الخروج من أفريقيا.
استطاع الاكتشاف البرتغالي أن يزيد من الانقسام داخل المجال ، تاركا كلا الطرفين يدافع عن أدلة ونظريات بدت متناقضة. وقد حدث هذا إلى حد ما؛ فقد احتشد المدافعون عن كلتا النظريتين للتهليل للاكتشاف الجديد أو لرفضه لفترة زمنية طويلة. ولكن بلاغتهم الخطابية بدت خافتة أكثر مما كانت بعد الاكتشافات السابقة؛ ربما لأن محور النقاش كان يتغير. فبدلا من الجدال بشأن كون النياندرتال أو غيره من البشر القدماء قد تطوروا إلى إنسان حديث، كان تركيز العلماء ينصب بشكل متزايد على المسألة الخاصة بكيفية تفاعل النياندرتال والإنسان الحديث مع بعضهما البعض.
অজানা পৃষ্ঠা
هل نشبت معارك بينهما؟ هل تعلم أحدهما من الآخر؟ هل تحاورا، أو تزاوجا، أو ربما تجاهل كل منهما الآخر؟
ربما سيستطيع علماء الآثار أو علماء البيولوجيا المجهرية - أو ممارسو فرع معرفي مختلف تماما - الإجابة عن هذه الأسئلة. أما الآن، فالإجابات حدسية للغاية، وإن كانت مثيرة. فقد طرح عالم الأنثروبولوجيا الألماني جونتر براور، على سبيل المثال، نسخة أكثر اعتدالا من سيناريو نظرية الخروج من أفريقيا. فوفقا لبراور، خرج الإنسان الحديث بالفعل من أفريقيا، ثم مضى من هناك إلى بقية العالم. ولكن على الرغم من أنه كان مختلفا في أوجه عدة عن النياندرتال الذي التقاه في الشرق الأوسط وأوروبا، فإنهما لم يكونا بهذا القدر من الاختلاف لدرجة أنهما لم يتمكنا من التزاوج. وعلى ذلك، اقترح براور أن الإنسان الحديث ربما كان له أسلاف من سلالة النياندرتال، حتى لو كانت جينات النياندرتال لا تمثل سوى جزء متناهي الصغر من بنيتنا.
على الجانب الآخر، سلم بسهولة بعض أنصار نظرية الاستمرارية الإقليمية - أمثال عالم الأنثروبولوجيا فريد سميث؛ من ولاية تينيسي - بأن ثمة تغيرا جينيا أساسيا في بنية الإنسان قد حدث في أفريقيا. ولكن سميث ذهب إلى أن النياندرتال الأوروبي والشرق أوسطي قد حصلا على هذا التغيير ودمجا معه مميزاتهما الجينية؛ إذ كانا أقوى من أن يجتاحهما الوافدون الجدد ويحلوا محلهما.
لم يتم الأخذ بالحل الوسط الذي قدمه براور أو سميث بشكل تام، ولا يمكن القول بأن هناك أي إجماع ولو قريب على موقع النياندرتال فيما قبل التاريخ الإنساني. ولكن ثمة أغلبية من العلماء يتفقون في الرأي الآن على أنه أيا كانت العلاقة بين النياندرتال والإنسان الحديث، فقد حدث تداخل بين الاثنين في الزمان، وربما في المكان أيضا. وعليه، فإن هذين النوعين من البشر - اللذين يتجاوز الاختلاف بينهما الاختلاف بين أي من أجناس اليوم، مع امتلاك كل منهما بعض السمات البشرية التي تميزه - قد التقيا لأول مرة في مكان ما، أغلب الظن في الشرق الأوسط في البداية ثم في أوروبا.
ولا أحد يعرف يقينا ماذا حدث بعد ذلك.
لمزيد من البحث
Richard Leakey and Roger Lewin,
Origins Reconsidered (New York: Doubleday, 1992). Leakey, who is best known for his discoveries of fossils much older than those relevant to the above discussion, is nonetheless insightful and provocative on the Neandertal question. He started off believing in regional continuity, partly because he found appealing the apparent inevitability of the emergence of modern humans from all sorts of archaic peoples around the globe. But he gradually came to lean toward “out of Africa,” with its even more appealing implication that all the races of today’s world are one people .
Erik Trinkaus and Pat Shipman,
The Neandertals (New York: Alfred A. Knopf, 1993). A comprehensive history of the Neandertal controversies. Trinkaus, an anthropologist, is one of the leading proponents of regional continuity, but his historiography is admirably unbiased. The book’s only flaw is the authors’ tendency to interject thumbnail sketches of the leading scientists, whose lives-at least as described here-were not, in general, as interesting as their discoveries or ideas .
অজানা পৃষ্ঠা
Christopher Stringer and Clive Gamble,
In Search of the Neanderthals (New York: Thames & Hudson, 1993). Stringer is the leading proponent of the “out-of-Africa” theory, but like Trinkaus, he’s fair to both sides. British authors such as Stringer, by the way, have stuck with the traditional “Neanderthal” spelling; most others now spell it “tal.”
James Shreeve,
The Neandertal Enigma (New York: William Morrow, 1995). A popular science writer’s clear and often elegant account of the ongoing debate .
The Neanderthal Legacy (Princeton, N.J.: Princeton University Press, 1996). A technical but useful overview of Neandertal behavior, especially how they may have organized their communities .
Matthias Krings, Anne Stone, Ralf Schmitz, Heike Krainitzi, Mark Stoneking, and Svante Paabo, “Neandertal DNA Sequences and the Origin of Modern Humans,”
Cell 90 (July 11, 1997). The mtDNA analysis of the 1856 Neandertal specimen .
Ryk Ward and Christopher Stringer, “A Molecular Handle on the Neanderthals,”
Nature 388 (July 17, 1997). A less technical summary of Krings’s findings .
Cidalia Duarte, Joan Mauricio, Paul Pettitt, Pedro Souto, Erik Trinkaus, Hans van der Plicht, and João Zilhão, “The Early Upper Paleolithic Human Skeleton from the Abrigo do Lagar Velho (Portugal) and Modern Human Emergence in Iberia,”
অজানা পৃষ্ঠা
(June 1999). The discovery of a Neandertal-modern human hybrid .
الفصل الثاني
من شيد ستونهنج؟
الأهرامات المصرية، معبد بارثينون اليوناني، الكولسيوم الروماني؛ كلها آثار تستحضر في الذهن صورا لحضارات عظيمة، للفراعنة والفلاسفة، للأباطرة والملحمات.
أما ستونهنج، فليس كذلك.
إن الأطلال الحجرية الضخمة الكائنة بسهل ساليسبري ليست محاطة بمدن قديمة، ولكن بطرق سريعة حديثة تتجه شرقا صوب لندن. لا وجود لكتابات هيروغليفية لفك شفرتها هناك، ولا حوارات سقراطية لتأويلها. وقد قام الناس أيضا في العصر الحجري والعصر البرونزي - الذين شيدوا ستونهنج - ببناء آثار حجرية أقل حجما؛ أطلالها مبعثرة في أنحاء الريف. ولكنهم لم يتركوا أي شيء لتوضيح كيف أو لماذا تمكنوا من تشييد إنجاز هندسي فذ وإعجازي كستونهنج. وقد اتضح أن سكان سهل ساليسبري القدماء كان لديهم على مستويات أخرى ثقافة كادت تتجاوز مستوى البقاء والاستمرار، وحتى مرحلة متأخرة من القرن العشرين لم يكن لدى المؤرخين أي شيء يؤنب ضميرهم بشأن وصف هؤلاء الناس ب «البربر».
لا غرابة إذن أن بدأ هؤلاء الذين كانوا يدرسون هذه الدائرة القديمة من الأحجار - من العصور الوسطى فصاعدا - في تجاوز سهل ساليسبري لتوضيح ماهية من بناه. فنسب الكاهن الويلزي جيفري المنموثي - الذي عاش في القرن الثاني عشر - ستونهنج إلى ميرلين ساحر بلاط الملك آرثر. ووفقا لكتاب جيفري «تاريخ ملوك بريطانيا»، كان من أمر ببناء الأثر هو عم آرثر، أورليوس أمبروسيوس؛ إذ كان يبحث عن طريقة تذكارية مهيبة لإحياء ذكرى انتصار عظيم على الغزاة الأنجلوساكسونيين. فاقترح ميرلين أن يأخذوا مجموعة دائرية من الأحجار من مكان يسمى كيلاروس في أيرلندا، ثم رتب لنقل الأثر المصنوع مسبقا عبر البحر إلى بريطانيا.
وفي القرن السابع عشر، انبهر الملك جيمس الأول أيما انبهار بستونهنج، حتى إنه كلف المهندس المعماري ببلاطه - إينيجو جونز - بالبحث والتحري عنه. وبعد دراسة الأثر، لم يسع جونز سوى أن يتفق في الرأي مع جيفري المنموثي في أن سكان المنطقة في العصر الحجري أو البرونزي لم يكن بمقدورهم بناؤه على الأرجح. وبرر جونز ذلك بقوله: «إذا كانوا يفتقرون إلى المعرفة حتى لإلباس أنفسهم، فما كان لديهم إذن أي قدر منها يمكنهم من تشييد بنايات مهيبة، أو أعمال رائعة مثل ستونهنج.»
وخلص جونز إلى أن «بناية بتلك الروعة» لا يمكن أن تكون إلا من صنع الرومان، وأنها كانت معبدا لإله روماني غير معروف.
شهدت السنوات اللاحقة جهودا متواصلة لنسب ستونهنج إلى بناة من مكان ما - أي مكان تقريبا - بجوار بريطانيا. وكان للدنماركيين والبلجيكيين والأنجلوساكسونيين من يناصرهم، مثلما كان الحال مع الكهنة الكلتيين القدماء المعروفين باسم كهنة الدرويد.
অজানা পৃষ্ঠা
كانت المشكلة مع كل تلك النظريات واحدة. فعلى الرغم من أن التأريخ بالكربون المشع لم يكن اخترع حتى القرن العشرين، فقد أشارت طرق التأريخ الأكثر بساطة لعلماء الآثار الأوائل إلى أن ستونهنج ربما يكون قد شيد قبل عام 1500 قبل الميلاد. كذلك أدرك معظم الباحثين أن كهنة الدرويد لم يصلوا قبل عام 500 قبل الميلاد، بينما وصل الرومان بعد ذلك التاريخ. وكان هذا يعني أن ستونهنج قد شيد قبل أكثر من ألف عام من وصول كليهما.
ومن ثم ظل السؤال قائما حتى القرن العشرين: من شيد ستونهنج؟ •••
أشار اكتشاف عثر عليه بمحض المصادفة أحد علماء الآثار عام 1953 إلى حل لهذا السؤال. في العاشر من يوليو، وكجزء من دراسته المسحية للموقع، كان ريتشارد أتكينسون يعد لالتقاط صور فوتوغرافية لبعض رسوم الجرافيتي التي تعود إلى القرن السابع عشر، على حجر يقع بجوار ما يعرف بالتريليثون العظيم. انتظر حتى نهاية ما بعد الظهيرة، على أمل ظهور تباين أكثر حدة للضوء والظل. وبينما كان ينظر عبر الكاميرا، لاحظ أتكينسون وجود نقوش أخرى أسفل النقش الذي يعود للقرن السابع عشر. كان أحدها عبارة عن خنجر يتجه إلى الأرض، وبالقرب منه أربع فئوس من نوع كان يوجد في إنجلترا في نفس توقيت تشييد ستونهنج تقريبا.
كان الخنجر الوحيد، وليست الفئوس، هو أكثر ما أثار أتكينسون؛ إذ لم يعثر على شيء كهذا في إنجلترا، أو في أي مكان في شمال أوروبا. وكان الأثر الأقرب له هو ذلك الذي جاء من المقابر الملكية لقلعة مسينا باليونان.
وهنا - أخيرا - ظهرت الصلة بحضارة أكثر تقدما؛ حضارة كان من المتوقع لها بشكل منطقي أن تكون قد بنت شيئا مثل ستونهنج. والأفضل من ذلك أن الخناجر التي عثر عليها في مسينا عاد تاريخها إلى قرابة عام 1500 قبل الميلاد، وهو نفس توقيت تشييد ستونهنج تقريبا، وفقا لمعظم خبراء خمسينيات القرن العشرين. وعلى عكس الرومان أو كهنة الدرويد، كان للصلة المسينية منطق زمني مقنع.
توصل أتكينسون إلى نظرية مدروسة مفادها أن ستونهنج قد صمم على يد مهندس معماري زائر من منطقة البحر الأبيض المتوسط الأكثر تحضرا ورقيا. وخمن أنه ربما كان هناك أيضا أمير مسيني مدفون في سهل ساليسبري. وقد تقبل العالم الأثري هذه النظرية بعد أن شعر بالارتياح لعثوره أخيرا على حل لإشكالية ستونهنج.
ولكن مثلما تكون الإجماع سريعا على الصلة المسينية، تمزق وانهار سريعا أيضا. فقد حملت ستينيات القرن العشرين ظهور شكل جديد من التأريخ بالكربون المشع، وفجأة وجد علماء الآثار أنفسهم في مواجهة دليل قوي ودامغ على أن ستونهنج أقدم بكثير مما كان يعتقد في السابق، وأقدم بكثير من الحضارة المسينية. فقد أكدت التواريخ التي تم التوصل إليها بالكربون المشع أن القلعة في مسينا بنيت فيما بين عامي 1600 و1500 قبل الميلاد، ولكنها دفعت بأصول ستونهنج إلى ما قبل ذلك، قبل إمكانية استشعار أي تأثيرات لشعوب البحر الأبيض المتوسط.
وبهذا التقدير الأخير، يكون بناء التجاويف والخندق الخارجي لدائرة ستونهنج قد بدأ في قرابة عام 2950 قبل الميلاد. وأضيفت بعض المباني الخشبية داخل الدائرة بين عامي 2900 و2400 قبل الميلاد، لتستبدل بعد ذلك بالبناء الحجري المعروف في وقت ما بعد ذلك بفترة قصيرة.
لم تضعف التواريخ الجديدة النظرية المسينية فحسب، بل أيضا العقلية «الانتشارية» الكاملة التي قادت إليها. فقد كان ستونهنج ببساطة أقدم من أن يكون قد بني على يد أي من الحضارات الأوروبية العظيمة، بينما كانت الحضارات غير الأوروبية بعيدة للغاية. ولأول مرة، اضطر معظم الباحثين لتقبل فكرة أن بناة ستونهنج هم أناس عاشوا بالقرب من ستونهنج، وأنهم قد فعلوا ذلك دون مساعدة خارجية. وهؤلاء الأناس البدائيون قاموا فيما يبدو - بطريقة ما - ببناء واحد من أكثر آثار العالم استمرارية. •••
الأدهى من ذلك أن بناة ستونهنج جعلوا مهمتهم أصعب بشكل مذهل - كأن ما سبق لم يكن مبهرا بالقدر الكافي - باستخدامهم أحجارا جيء بها من على بعد 150 ميلا، من جبال بريسيلي بجنوب غرب ويلز.
অজানা পৃষ্ঠা
تم تتبع تلك «الأحجار الزرقاء» (التي كانت في الواقع أقرب للرمادي الملطخ) لمصدرها على يد الجيولوجي إتش إتش توماس عام 1932، وتبين أن أنواع الصخور الثلاث في الأحجار الزرقاء لا تشبه أي صخرة وجدت بالقرب من ستونهنج. إلا أن توماس وجد أن نفس الصخور الثلاث يمكن أن تكون قد استخرجت من البروزات الصخرية الطبيعية بين قمم جبال كارنمينين وفويل تريجارن في ويلز.
ولكن كيف نقل أهل سهل ساليسبري هذه الأحجار التي يزن بعضها خمسة أطنان من ويلز إلى إنجلترا؟
قاد اكتشاف توماس البعض إلى النظر من جديد إلى قصة جيفري المنموثي عن سحر ميرلين؛ فأشار عالم الآثار ستيوارت بيجوت إلى أنه ربما كان هناك بعض التقاليد الحقيقية المنقولة شفاهة، مجسدة في الفولكلور. فرغم كل شيء، كان جيفري قد كتب عن حصول ميرلين على الأحجار من الغرب (وإن كان من أيرلندا، وليس من ويلز)، كذلك كتب عن نقل الأحجار إلى ستونهنج عن طريق البحر، وهو ما قد يكون علق بالذاكرة الشعبية المتعلقة بنقلها عبر البحر الأيرلندي. بل ربما يكون جيفري قد قدم تلميحا عن أسباب تحمل بناة ستونهنج قطع كل تلك المسافات لجلب الأحجار من بعيد ، في الوقت الذي كان هناك الكثير من أنواع الصخور الأخرى حول سهل ساليسبري مباشرة: ربما كان بناة ستونهنج، مثل ميرلين في قصة جيفري، يعتقدون أن هذه الصخور لها خصائص سحرية.
كان معظم المؤرخين يرون اقتراحات بيجوت بعيدة الاحتمال بعض الشيء، لا سيما في ضوء نسخة جيفري التاريخية المشوهة. ولكن ظل هذا لا يحمل إجابة للسؤال الخاص بكيفية انتقال ما لا يقل عن خمسة وثمانين حجرا - وربما أكثر - من جبال بريسيلي إلى سهل ساليسبري.
ذهب البعض، وأبرزهم الجيولوجي جي إيه كيلاوي، إلى أن الأحجار الزرقاء حملت بواسطة الأنهار الجليدية، وليس عن طريق الناس. ولكن معظم الخبراء وقفوا صفا واحدا ضده، لعدم اعتقادهم أن أحدث التغطيات الجليدية امتدت إلى أقصى الجنوب حتى بريسيلي أو ساليسبري. حتى لو كان كذلك، وامتد الجليد إلى هذين المكانين، فمن المستبعد إلى حد كبير أن تكون الأنهار الجليدية قد جمعت الأحجار الزرقاء من منطقة صغيرة في ويلز وأودعتها منطقة صغيرة أخرى في إنجلترا، بدلا من بعثرتها في كل مكان. ولعل غياب أي أحجار زرقاء أخرى في جنوب أو شرق قناة بريستول (مع الاستثناء المحتمل الخاص بوجود أحدها في متحف ساليسبري الآن، ولكن تاريخها لا يزال محل جدل) قد شكل حجة قوية ضد النظرية الجليدية.
ومن ثم، فقد كان التفسير الأكثر شيوعا - رغم استبعاده يوما ما - هو أن أهالي منطقة سهل ساليسبري قد ربطوا بعض الزوارق معا وحملوا الأحجار الزرقاء عبر البحر الأيرلندي. وكانت الرحلة بمنزلة دليل آخر على أن أهل سهل ساليسبري كانوا يتمتعون بخبرة تقنية مدهشة وغير عادية. •••
وفي ظل حالة التشوش والبلبلة لدى أنصار نظرية الانتشار، شهدت ستينيات القرن العشرين مزيدا من الادعاءات الجديرة بالملاحظة التي وضعت نيابة عن أهل سهل ساليسبري. ولم تجئ هذه المرة من علماء الآثار أو الجيولوجيين، بل من الفلكيين.
لم تكن حقبة الستينيات هي المرة الأولى التي يظهر فيها علم الفلك على الساحة. فقديما في القرن الثامن عشر، لاحظ ويليام ستوكلي أن مركز ستونهنج يقع «بالقرب من موضع شروق الشمس تقريبا، حين تكون الأيام أطول ما يكون.» واكتشف كثيرون آخرون ممن درسوا الأثر طرقا أخرى وجد بها أنه يتجه نحو الشمس، أو القمر، أو النجوم. غير أن أيا من تلك الدراسات لم يثر ضجة تشبه تلك التي أثيرت على يد عالم الفلك بجامعة بوسطن جيرالد هوكينز، الذي نشر كتابه ذا العنوان الواثق «فك شفرة ستونهنج» عام 1965، فأصبح من أكثر الكتب مبيعا على المستوى الدولي.
وجد هوكينز أن المحاذاة التي توجد فيما بين 165 نقطة رئيسية في الأثر اقترنت اقترانا شديدا مع مواضع شروق وغروب الشمس وظهور واختفاء القمر. والأكثر إثارة للجدل أنه ذهب إلى أن دائرة من الحفر في ستونهنج تعرف باسم «فتحات أوبري» قد استخدمت للتنبؤ بخسوف القمر؛ فأطلق هوكينز على ستونهنج اسم «كمبيوتر العصر الحجري الحديث».
وجاء رد أتكينسون، الذي لم يزل صاحب السلطة الأولى على ستونهنج منذ اكتشافه للنقوش «المسينية»، بمقال وضع له عنوانا لاذعا بنفس القدر هو «سطوع القمر على ستونهنج». ذهب أتكينسون فيه إلى أن هناك احتمالا كبيرا أن تكون المحاذاة السماوية قد حدثت بمحض المصادفة. أما بالنسبة إلى فتحات أوبري كنذير بالخسوف، فقد أوضح أتكينسون أنها استخدمت كحفر لإحراق جثث الموتى، وسرعان ما تم ردمها بعد حفرها.
অজানা পৃষ্ঠা
ظهرت السماء بشكل بارز وواضح في لوحة جون كونستابل التي رسمها لستونهنج عام 1835 ... وفي العديد من نظريات القرن العشرين كان ستونهنج يوما ما مرصدا فلكيا. (حقوق الطبع محفوظة للمتحف البريطاني.)
أثار النقاش الذي أعقب ذلك الفلكيين ضد علماء الآثار إلى حد ما، في ظل مواجهة ممارسي كل مجال من المجالين صعوبة كبيرة بشكل دائم في فهم الحجج التقنية للآخر. وتوصل الفلكيون إلى مجموعة من الطرق الأخرى التي يمكن أن يكون ستونهنج قد استخدم بها كمرصد فلكي، البعض منها كان رفضه أقل سهولة من طرق هوكينز. ولكن كان لدى الفلكيين نزعة للتأكيد على كيفية محاذاة النقاط المختلفة مع الشمس أو القمر، بينما يتجاهلون أن واحدة من هذه النقاط المفترض محاذاتها ربما تكون قد بنيت بعد الأخرى بمئات أو حتى ألف عام. وسارع علماء الآثار إلى إيجاد عيوب في معظم هذه النظريات.
بنهاية الألفية الثانية، ورغم استمرار الجدل، كانت هناك دلالات على ظهور إجماع واتفاق في الرأي. لقد تعرضت أكثر النظريات جموحا، مثل نظرية هوكينز، للتشويه والوصم، حتى بين الفلكيين، إلا أن جميع علماء الآثار تقريبا (بما فيهم أتكينسون) أقروا بأن القليل من نقاط المحاذاة السماوية على الأقل، خاصة المحاذاة مع الشمس، كانت أكثر من مجرد مصادفة. وأغلب الظن، وأكثر الآراء المتفق عليها، أن الأثر لم يستخدم كمرصد، على الأقل بالمعنى الحديث، ولكن سكان منطقة ستونهنج رصدوا الشمس من هناك على الأرجح، ربما كجزء من أحد طقوس ما قبل التاريخ.
غير أنه حتى هذه المعرفة الفلكية غير الدقيقة أشارت إلى أن سكان سهل ساليسبري قد درسوا السماء، وكان لديهم منظومة نوعا ما لمتابعة نتائجهم. ومن الواضح أن بناة ستونهنج، بغض النظر عن مدى بدائيتهم في بعض النواحي، كانوا على قدر ملحوظ من التطور في نواح أخرى. وفي هذا الإطار، ساهمت أيضا أحدث الاكتشافات في زيادة الغموض المحيط ببناة ستونهنج، رغم إسهامها في تعميق فهمنا له.
لمزيد من البحث
Geoffrey of Monmouth,
The History of the Kings of Britain,
trans. Lewis Thorpe (London: The Folio Society, 1966). Just as it was when Geoffrey finished it in 1138, the
History
is still entertaining, intriguing ... and ultimately unreliable .
অজানা পৃষ্ঠা
Gerald Hawkins,
Stonehenge Decoded (Garden City, N.Y.: Doubleday, 1965). In spite of his flaws, Hawkins had a flair for drama, and the book still makes for exciting reading .
Richard Atkinson, “Moonshine on Stonehenge,”
Antiquity
40, no. 159 (September 1966). The leading archaeologist’s response to Hawkins .
Jacquetta Hawkes, “God in the Machine,”
Antiquity
41, no. 163 (September 1967). Hawkes is rightly famous for saying that “every age gets the Stonehenge it desires, or deserves.” Her words could just as appropriately be applied to just about every mystery of history in this book .
Christopher Chippindale,
Stonehenge Complete (Ithaca, N.Y.: Cornell University Press, 1983). Though “complete” can only be an overstatement when the subject is Stonehenge, the book is a very thorough historiography that includes just about “everything important, interesting, or odd that has been written or painted, discovered or felt, about the most extraordinary of all ancient buildings.”
অজানা পৃষ্ঠা
Rodney Castleden,
The Making of Stonehenge (London: Routledge, 1993). A close look at each phase in the monument’s rise and fall .
R. M. Cleal, K. Walker, and R. Montague,
Stonehenge in Its Landscape (London: English Heritage, 1995). A fat technical report that brings together all of the results of all of the twentieth century’s crucial excavations .
John North,
Stonehenge (New York: The Free Press, 1996). The latest and most thorough presentation of the astronomical thesis. North’s thesis, which impressed many but convinced fewer, is that Stonehenge embodied many significant alignments, but that previous astronomers have failed to recognize them since they looked at the sun from the center of the monument, when they should have been doing so from outside the circle .
David Souden,
Stonehenge (London: Collins & Brown, 1997). Commissioned by English Heritage, the quasi- independent agency that controls the monument, this is a clear exposition of the orthodox position, accepting some (but rejecting most) astronomical theories .
Barry Cunliffe and Colin Renfrew, eds.,
Science and Stonehenge (Oxford: Oxford University Press, 1997). A collection of essays that grew out of a conference held after the appearance of
অজানা পৃষ্ঠা
Stonehenge in Its Landscape ; includes the latest entries in the bluestone and astronomy debates .
الفصل الثالث
لماذا بنى الفراعنة الأهرامات؟
في قرابة عام 450 قبل الميلاد، روى هيرودوت قصة عن خوفو؛ وهو فرعون في غاية الخبث والشر الذي دفعه، حين أضاع كل ثروته، إلى إرسال ابنته إلى أحد بيوت البغاء ومعها أوامر بتدبير مبلغ معين له. ولأنها ابنة مخلصة وطائعة، فعلت ما أمرها به. ولكن أملا منها في أن تذكر بشيء آخر بجانب عدد الرجال الذين مارست معهم الرذيلة، كانت تطلب من كل رجل ضاجعها حجرا على سبيل الهدية. وبهذه الأحجار قامت ببناء واحد من الأهرامات الضخمة التي لا تزال قائمة على هضبة الجيزة بالقرب من نهر النيل.
في الوقت الذي كان هيرودوت يكتب فيه عن الأهرامات، كان عمر الأهرامات ألفي عام. غير أنه في الألفي عام الأخرى التي مرت منذ ذلك الوقت، لم يتوقف سيل النظريات المعتوهة عن أصول الأهرامات.
كان بعض كتاب العصور الوسطى يعتقدون أنها الصوامع المذكورة في التوراة، والتي كان يوسف يستخدمها لتخزين الذرة خلال سنوات الوفرة والرخاء في مصر. وفي مرحلة أقرب، وصفت الأهرامات كساعات شمسية وروزنامات، ومراصد فلكية، وأدوات استطلاعية، ومراس للسفن الفضائية.
غير أنه حتى هيرودوت كان يعلم أن النظرية الأكثر قبولا هي أن الأهرامات كانت مقابر للفراعنة. ولا يزال أشهر علماء المصريات يعتقدون ذلك، ولسبب وجيه؛ فالأهرامات تمتد على طول الضفة الغربية للنيل، والتي تربطها الخرافات المصرية القديمة بكل من غروب الشمس والرحلة إلى العالم الآخر. واكتشف علماء الآثار بجوار الأهرامات المراكب الجنائزية الطقسية التي كان من المفترض أن يبحر الفراعنة بها إلى العالم الآخر. كما يحيط بالأهرامات مقابر أخرى، يفترض أنها خاصة بأفراد البلاط الملكي للفراعنة.
ولعل أقوى الشواهد جميعا أن العديد من الأهرامات كانت تحوي نواويس حجرية أو توابيت. وبحلول القرن التاسع عشر، تم تحديد أن بعض النقوش الهيروغليفية على النواويس - أو بالقرب منها - تمثل تعاويذ سحرية لمساعدة الفراعنة على المرور من عالم إلى العالم الذي يليه.
غير أن نظرية المقابر كان ينقصها دليل في غاية الأهمية؛ وهو وجود جثة. فخلال القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، دخل المستكشفون ومن بعدهم علماء الآثار هرما تلو الآخر. (فهناك ما يزيد على ثمانين هرما في محافظات عديدة على طول وادي النيل، وربما يكون هناك أهرامات أخرى مدفونة تحت رمال الصحراء.) وكانوا يجدون ما كان يبدو أنه تابوت فرعوني، ويفتحونه - حابسين أنفاسهم - ليجدوه خاويا مرارا وتكرارا. •••
طالما كانت أكثر التفسيرات شيوعا للمقابر الخاوية أن الأهرامات قد نهبت. وبالطبع كان معظم اللصوص أكثر اهتماما بالعثور على كنوز الفراعنة من اهتمامهم بجثثهم، إلا أنه ليس من المحتمل بالتأكيد أن يكونوا قد استغرقوا أي قدر من الوقت في التأكد من أن الجثث كانت محفوظة بطريقة ملائمة. ومن غير المحتمل أيضا أن يكونوا قد تركوا وراءهم أي مومياء مغطاة بالذهب الخالص.
অজানা পৃষ্ঠা