كان في العالم، وبه كان العالم، ولم يعرفه العالم.
جاء إلى بيته فما قبله أهل بيته.
أما الذين قبلوه فقد أولاهم سلطانا أن يصيروا أبناء الله.
وهم الذين ولدوا لا من دم، ولا من مشيئة جسد،
ولا من مشيئة رجل، بل من الله.
والكلمة صار جسدا وحل بيننا ،
فرأينا مجده مجدا كما لوحيد من الآب مملوءا. نعمة وحقا.
يوحنا شهد له ونادي قائلا: هذا هو الذي قلت فيه إن الذي يأتي بعدي قد تقدمني لأنه كان قبلي. ومن ملئه نلنا بأجمعنا نعمة على نعمة. لأن الشريعة أتتنا على يد موسى، وأما النعمة والحق فقد بلغا إلينا على يد يسوع المسيح.
الله لم يره أحد قط، الابن الوحيد الذي حضن الأب هو الذي أخبر عنه.
هنالك مفهومان يتحكمان بهذه المقدمة الفخمة؛ المفهوم الأول هو «اللوغوس» والثاني هو «التجسد». فاللوغوس الذي هو كلام الله موجود معه منذ الأزل. وعلى الرغم من أنه صدر عنه، إلا أن هذا الصدور ليس زمانيا بمعنى أنه حدث في وقت معين، وإنما هو صدور وجودي يتضمن معنى الاختلاف في المرتبة بين الاثنين. فالله هو الآب واللوغوس هو الابن المتولد عن الله. الله هو المتكلم واللوغوس هو كلامه، وما الاثنان في المحصلة إلا هوية واحدة: «وكان الكلمة الله». وعند الحد الفاصل بين السرمدية والزمن الدنيوي، لما قرر الله أن يخلق العالم، كان اللوغوس أو الكلمة وسيلته إلى ذلك: «به كان كل شيء وبغيره لم يكن شيء مما كان». وفي لحظة معينة من التاريخ الدنيوي هبط اللوغوس من عليائه وتجسد في رحم مريم إنسانا من لحم ودم: «والكلمة صار جسدا وحل بيننا». ولكن العالم لم يعرفه، و: «جاء إلى بيته فما قبله أهل بيته» من اليهود، أما الذين قبلوه من الأمم: «فقد أولاهم سلطانا أن يصيروا أبناء الله» من خلال المعمودية التي تهبهم الولادة الثانية. وهذه الولادة ليست: «من دم ولا من مشيئة جسد ولا من مشيئة رجل، بل من الله». «لأن الشريعة أتتنا على يد موسى»، أما يسوع المسيح الذي حررنا من الشريعة، فقد جاءنا: «بالنعمة والحق» وأخبرنا عن الله الذي: «لم يره أحد قط، ولكن الابن الوحيد الذي في حضن الآب هو الذي أخبر عنه». وهذا الابن هو النور الذي قهر ظلام الجهل الذي كان اليهود يعمهون به قبل مجيء يسوع، الجهل بالله الحق: «والنور يضيء في الظلمة، والظلمة لا تقوى عليه».
অজানা পৃষ্ঠা