329

ترتبط قصة سورتي الحفد والخلع المزعومتين بعملهم لحذف سورتي المعوذتين من جهة ، وحذف قنوت النبي صلى الله عليه وآله ودعائه على زعماء قريش من جهة أخرى !

لعن النبي صلى الله عليه وآله زعماء قريش في صلاته !

كان النبي صلى الله عليه وآله يقنت في صلاته ويدعو على فراعنة قريش ويسميهم بأسمائهم ويلعنهم ، ومنهم أبو سفيان ، وسهيل بن عمر ، والحارث بن هشام، وصفوان بن أمية ، وبعض زعماء قبائل العرب ! واستمر النبي صلى الله عليه وآله في ذلك حتى بعد فتح مكة وإعلانهم إسلامهم تحت السيف ، وكان ذلك من أصعب الأمور عليهم !

ففي صحيح مسلم:2/134، عن أبي هريرة: ( كان رسول الله (ص) يقول حين يفرغ من صلاة الفجر من القراءة ويكبر ويرفع رأسه سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد ، ثم يقول وهو قائم: اللهم أنج الوليد بن الوليد وسلمة بن هشام وعياش بن أبي ربيعة والمستضعفين من المؤمنين. اللهم اشدد وطأتك على مضر واجعلها عليهم كسني يوسف اللهم العن لحيان ورعلا وذكوان وعصية عصت الله ورسوله)

ثم قال أبو هريرة: ثم بلغنا أنه ترك ذلك لما أنزل: ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون) . انتهى.

ولكن كلام أبي هريرة الأخير كان مداراة للسلطة القرشية ، لأن مسلما نفسه روى عنه بعد ذلك أنه قال: (والله لأقربن بكم صلاة رسول الله(ص)فكان أبو هريرة يقنت في الظهر والعشاء الآخرة وصلاة الصبح ، ويدعو للمؤمنين ويلعن الكفار ). انتهى .

وقد بادرت السلطة القرشية بعد النبي صلى الله عليه وآله لمعالجة هذه المشكلة حيث أن عددا من الملعونين على لسان النبي صلى الله عليه وآله وأبناءهم الطلقاء كانوا موجودين في المدينة ، وبثقلهم استطاع عمر أن ينتزع الخلافة من بني هاشم والأنصار ! فقد ورد أن عدد الذين كان أرسلهم النبي صلى الله عليه وآله منهم في جيش أسامة تسع مئة مقاتل !

পৃষ্ঠা ৩৩১