311

على أن أسوأ ما وقع فيه السرخسي قوله: (ولأن أدنى درجات اختلاف الأخبار والعلماء إيراث الشبهة ، والقرآن لا يثبت مع الشبهة)!!

يقول مادامت توجد شبهة ولو بسيطة على قرآنية البسملة في الحمد وأوائل السور لحديث أو قول أحد العلماء ، فقد اهتزت قرآنيتها ووجب أن لاتعد من القرآن !! فهل يلتزم هو بذلك في المعوذتين ؟!

مهما يكن ، فقد تأسفت لأني ضيعت وقتي في تتبع آرائهم في البسملة وتمحلاتهم وتوحلاتهم، فلاأضيع فيهاوقت القارئ، وأكتفي منها بنماذج قليلة وأكثرها من مجموع النووي فقد سود كغيره صفحات كثيرة في الموضوع .

ولا يفوتني قبل ذلك أن أشير إلى أن المخالفين لأهل البيت عليهم السلام مع شدة اختلافهم وتناقض آرائهم في البسملة،اتفقوا على أن من جحد أنها من القرآن لا يحكم بكفره ، ومن أثبتها منه على نحو الظن لا يحكم بكفره ، ومن أثبتها على نحو القطع فإن كان من العلماء يحكم بكفره ، وإن كان العوام فبعضهم يحكم بكفره وآخرون بإسلامه !!

البسملة في أوائل السور ليست عندهم من القرآن !

ومن قال إنها منه قال: أظن ظنا ولا أقطع !

قال ابن قدامة الحنبلي في المغني:1/522: (وروي عن أحمد أنها ليست من الفاتحة ولا آية من غيرها ولا يجب قراءتها في الصلاة ، وهي المنصورة عند أصحابه ، وقول أبي حنيفة ، ومالك ، والأوزاعي ، وعبد الله ابن معبد الرماني.

واختلف عن أحمد فيها فقيل عنه هي آية مفردة كانت تنزل بين سورتين فصلا بين السور . وعنه إنما هي بعض آية من سورة النمل. كذلك قال عبد الله بن معبد والأوزاعي: ما أنزل الله بسم الله الرحمن الرحيم إلا في سورة: (إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم).

পৃষ্ঠা ৩১৩