فقال الرضا لنفسه: ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله، ذلك هو الفضل الكبير . ثم جعلهم كلهم في الجنة فقال عز وجل: جنات عدن يدخلونها ، فصارت الوراثة للعترة الطاهرة لا لغيرهم .
ثم قال الرضا عليه السلام : هم الذين وصفهم الله في كتابه فقال: إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ، وهم الذين قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي لن يفترقا حتى يردا علي الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما، يا أيها الناس لاتعلموهم فإنهم أعلم منكم .
قالت العلماء: أخبرنا يا أبا الحسن عن العترة هم الآل أو غير الآل ؟
فقال الرضا عليه السلام : هم الآل .فقالت العلماء: فهذا رسول الله يؤثر عنه أنه قال: أمتي آلي، وهؤلاء أصحابه يقولون بالخبر المستفيض(!!) الذي لا يمكن دفعه: آل محمد أمته !فقال الرضا عليه السلام : أخبروني هل تحرم الصدقة على آل محمد ؟
قالوا: نعم . قال عليه السلام : فتحرم على الأمة ؟ قالوا: لا .
قال عليه السلام : هذا فرق بين الآل وبين الأمة ، ويحكم أين يذهب بكم ، أصرفتم عن الذكر صفحا ، أم أنتم قوم مسرفون ، أما علمتم أنما وقعت الرواية في الظاهر على المصطفين المهتدين دون سائرهم !
قالوا: من أين قلت يا أبا الحسن ؟
পৃষ্ঠা ১১৪