بلغني - أيها الملك - أنه بعد دخول الخليفة وجعفر وجلوسهما، استدارت السيدات لهما وقلن: «يسعدنا نزولكما ضيوفا لدينا، لكن يجب أن تفهما أمرا واحدا.» فسألا: «ما هذا الأمر؟» أجابت السيدات: «من يتدخل في شئون غيره، يلق عقابا عظيما.»
فأجاب الرجلان: «كما تشأن، نحن لا نريد التطفل.» وبرضاهن عن هذه الإجابة، جلست الشقيقات للترفيه عنهما. تناول الجميع الطعام والشراب، وعلا الغناء والرقص والإثارة. واندهش الخليفة من رؤية الدراويش العور، ومن عزفهم الجيد على الناي والدف والقيثار. أيضا أدهشته رؤية الشقيقات الثلاث وما يتمتعن به من جمال وسحر ورشاقة ولطف.
وفيما بعد في هذه الليلة، وبعد الكثير من الشرب والحديث والغناء، نهضت الشقيقات عن مقاعدهن، ونظفت حارسة الباب المائدة وأخلت منتصف الردهة، وجعلت الدراويش يجلسون على مائدة واحدة، والخليفة وجعفر على أخرى.
أخرجت بعد ذلك المتسوقة كلبين أسودين، وقادتهما إلى منتصف الردهة. بدأت الشقيقات في الرقص بينما شاهدهم الجميع والدهشة تملؤهم. وفك قيد الكلبين لترقص الشقيقات معهما. وأخذن في الدوران حتى خارت قوة أحد الكلبين وسقط من الإعياء. انحنت إحدى الشقيقات وقبلته على جبينه، ورقصن ثانية، وأخذن يدرن بعنف حتى فقد الكلب الآخر وعيه.
أراد الخليفة معرفة المزيد عما كان يشاهده، لكن جعفر أوقفه قائلا: «هذا ليس الوقت المناسب لطرح الأسئلة.»
وعند الانتهاء من الرقص - أيها الملك السعيد - أبعد الكلبان الأسودان ثانية، وعادت الشقيقات، وانتقلن إلى الأرائك مع ضيوفهن. كانت المصابيح لا تزال مضاءة، ولا يزال هناك طعام وشراب، لكن شعر الرجال بالدهشة والحيرة مما يشهدونه من أحداث. •••
وهنا أدرك شهرزاد الصباح، فسكتت عن الكلام المباح. وقالت دينارزاد لأختها: «يا لها من قصة مدهشة وممتعة!» فردت شهرزاد: «هذا لا يقارن بما سأرويه لكما غدا، هذا إن بقيت على قيد الحياة.»
الليلة الثالثة عشرة
في الليلة التالية، وبينما كانت شهرزاد في سريرها، قالت أختها دينارزاد: «رجاء يا أختاه، اروي لنا واحدة من قصصك الرائعة لنمضي الليلة.» وأضاف الملك: «لتكن أكثر إثارة من القصة السابقة.» فأجابت شهرزاد: «حسنا، بالتأكيد!» •••
بلغني - أيها الملك - أن المتسوقة نهضت وغادرت الغرفة، وعادت حاملة حقيبة حريرية من اللونين الأخضر والأصفر. أخرجت عودا منها، وبدأت في غناء أغنية حزينة وهي تعزف على أوتاره. كانت الأغنية حزينة حتى إنها حركت مشاعر حارسة الباب وجعلتها تذرف الدموع. نظر الخليفة إليها، وقال لجعفر: «يا إلهي، لا بد أن أعلم ما حدث هنا.»
অজানা পৃষ্ঠা