وهنا أدرك شهرزاد الصباح، فسكتت عن الكلام المباح. وقالت دينارزاد لأختها: «أختاه، يا لها من قصة غريبة ومذهلة!» فردت شهرزاد: «هذا لا يقارن بما سأرويه لكما غدا، هذا إن بقيت على قيد الحياة.»
الليلة العاشرة
في الليلة التالية، وبينما كانت شهرزاد في سريرها، قالت أختها دينارزاد: «رجاء يا أختاه، اروي لنا المزيد من قصصك الممتعة.» وأضاف الملك: «لتكن ما تبقى من قصة الحمال.» فأجابت شهرزاد: «على الرحب والسعة!» •••
عندما حل الليل، قالت الشقيقات الثلاث للحمال: «سيدي، لقد حان الوقت لتنهض. فلترتدي خفيك وترحل.» فرد الحمال: «إن خروج روحي من جسدي أهون علي من فراقكن. دعونا نواصل ما نحن عليه، ثم نفترق في الصباح.»
قالت المتسوقة: «شقيقتي، دعاه يبقى، ولنواصل متعتنا.» وافقت الشقيقتان، لكن قالتا: «سيدي، يجب أن توافق على أمر واحد. انهض واذهب لترى ما هو مكتوب على الباب الأمامي لمنزلنا.»
فنهض الحمال، وذهب إلى الباب، فوجد هذه الكلمات بحروف ذهبية: «من يتدخل في شئون غيره، يلق عقابا عظيما.» عاد الحمال وقال: «أعدكن ألا أسأل عن أي شيء لا شأن لي به.»
أضاءوا بعد ذلك المصابيح، وقضوا وقتا طويلا يضحكون ويمزحون ويستمتعون بوقتهم. وفجأة، سمعوا طرقا على الباب. فنهضت إحدى السيدات، وتوجهت إلى الباب، وعادت بعد برهة وهي تقول: «شقيقتي، إذا أصغيتما إلي، فستحظيان بليلة ممتعة تتذكرانها دائما.» فسألاها: «كيف ذلك؟»
فأجابت: «يقف ثلاثة دراويش عور بالباب، كل منهم حليق الرأس والذقن. وصل رجال الدين الثلاثة إلى بغداد لتوهم، ولم يشاهدوا مدينتنا العظيمة من قبل. ونظرا لكونهم أغرابا وليس هناك مكان يمكنهم الذهاب إليه، طرقوا بابنا آملين في أن نسمح لهم بالنوم في الإسطبل، أو أن نقدم لهم غرفة يبيتون فيها الليلة. شقيقتي، هل توافقان على السماح لهم بالدخول فنستمتع بوقتنا؟»
وافقت الشقيقتان، وقالتا: «دعيهم يدخلون، لكن حذريهم من أن من يتدخل في شئون غيره، يلق عقابا عظيما.» فغادرت المتسوقة، وعادت مع الدراويش الثلاثة، الذين ألقوا التحية وانحنوا لهن. ووقفت الشقيقتان الأخريان لتحيتهم، وكن جميعا سعيدات بهذه الزيارة.
عندما رأى الدراويش الردهة الجميلة المليئة بالطعام والشراب، والأخوات الثلاث الجميلات، قالوا جميعا في وقت واحد: «يا إلهي، هذا رائع.» ضحكت السيدات وجلسن مع الحمال والدراويش. أخذوا يأكلون ويشربون حتى قال الحمال للدراويش: «يا أصدقاء، هل ترفهون عنا بشيء ما؟» •••
অজানা পৃষ্ঠা