আলবের কামু: দার্শনিক চিন্তার উপর একটি অধ্যয়ন প্রচেষ্টা
ألبير كامي: محاولة لدراسة فكره الفلسفي
জনগুলি
17
إن التمرد على الله ليس في حقيقته غير صورة من صور التمرد على المطلق؛ فالإنسان الذي يعرف أنه عاجز عن الوصول إلى المطلق،
18
يرى أن واجبه الأول هو أن يعي حدوده ولا يتعداها بحال من الأحوال، فإذا تمرد فإنما يتجه بتمرده أول ما يتجه إلى كل من يتجاوز حدود الإنسانية ويرفع نفسه إلى مصاف الآلهة. وهو في ذلك إنما يسير على هدي القاعدة التي يضعها كل متمرد حقيقي نصب عينيه: «أن يتعلم الإنسان كيف يحيا وكيف يموت ، وأن يرفض أن يكون إلها لكي يظل إنسانا.»
19
إن التمرد، مثله في ذلك مثل المحال، هو في جوهره نوع من المواجهة أو التقابل الحاد بين الوعي الناصع وبين العالم غير المعقول، لا لأنه غريب، وغامض، ولا سبيل إلى فهمه ومعرفته فحسب، بل لأن الشر والعذاب والموت يتحكمون فيه؛ ومن ثم يكشف المحال عن وجهه التاريخي الذي لم نتبينه من قبل. ويظل التمرد، الذي يعبر دائما عن صرخة الاحتجاج في وجه هذا المحال في صورته التاريخية، هو مطمح الإنسان إلى «الوحدة السعيدة».
20
حتى العبد الذي يتمرد على سيده يطمح إلى الوحدة والوضوح - وهذا المطلب الدائم للوحدة شيء جوهري بالنسبة لوعي الإنسان؛ ففي الوحدة دوام، وعدل، وشفافية، وفيها السعادة التي يرى أن من حقه أن يسعى إليها ما بقي موجودا على هذه الأرض. هذه الوحدة السعيدة التي ينشدها وراء المظاهر الفانية المعذبة، هي التي يريد المتمرد أن يواجه بها العالم المحال الذي ينهشه الفناء في كل لحظة، والمصير الإنساني الذي يهشمه الشر والظلم على مر التاريخ، وهي المطلب المتواضع الذي يواجه به طموح من يريدون «كل شيء أو لا شيء»، ويسعون عبثا إلى تحقيق حرية مستحيلة وعدالة مستحيلة، تذهب ضحيتها أجيال وراء أجيال.
وليس السعي إلى الوحدة (وهو في الوقت نفسه نشدان للوضوح والبراءة والنقاء) إلا محاولة للرجوع إلى منبع التمرد الحق، والتماس الحد والمقياس إبقاء على معنى «النسبي» وفرارا من غلو «المطلق».
21
অজানা পৃষ্ঠা