আলবের কামু: খুবই সামান্য পরিচিতি
ألبير كامو: مقدمة قصيرة جدا
জনগুলি
يرسم البحر المتوسط حدود عالمين بالنسبة إلي، أحدهما فيه الذكريات والأسماء محفوظة في مساحات محددة، والثاني تمحو فيه الرياح والرمال آثار الإنسان على امتداد مساحات شاسعة.
أي إن الجزائر هي المكان بلا ذكريات، بلا آثار للإنسان. هنا يساوي كامو مرة أخرى بين فكرة إخفاء الهوية والجزائر (ومن ثم مع الجزائريين)، لكنه أيضا بمقياس أخلاقي يساويها مع مكان لا أهمية للتاريخ البشري فيه، الأمر الذي يسمح ليس فقط بمحو ماضي السكان الأصليين، بل الماضي الاستعماري القريب أيضا.
عنوان الرواية هو أيضا احتكام إلى ماض من نوع مختلف. فالتضمينات من الكتاب المقدس واضحة، ومن المثير للاهتمام أن كامو فكر أن يسمي الشخصية الأولى آدم. هذا جزء من خيال الأقدام السوداء أو المستعمر الذي لا يجري التعبير عنه، لكنه موجود وحاضر؛ فكرة أن أحدا من قبله لم يكن موجودا على تلك الأرض - في تشابه كبير مع آدم وحواء. تلك رؤية للعالم تضع المستوطنين الأوروبيين والأسطورة الأوروبية تباعا في قلب الأشياء كلها. على سبيل المثال، يصف كامو الشخصية الرئيسية بأنها مولودة «على أرض بلا أجداد ولا ذكريات ... حيث لا يجد العجزة أي راحة من الكآبة، التي يتلقونها في البلاد المتحضرة ...»
بطريقة كاموية محضة، يدرك كورمري كنه نفسه كجزء من الطبيعة في تيار وعي طويل، والذي تقرر أن يكون نهاية الرواية:
مثل موجة وحيدة تتحرك دائما وقدرها أن تتحطم مرة واحدة وللأبد، مثل ولع خالص بالحياة في مواجهة الموت التام، شعر [هو] بهروب الحياة والشباب والكائنات منه دون أن يسعه فعل أي شيء تجاهها، وبأنه مهجور وحيدا إلا من صحبة ذلك الأمل الأعمى أن تلك القوة الغامضة ، التي سمت به لسنين طويلة فوق الأيام، وعضدته على نحو يفوق الوصف، على قدر أحلك الظروف، أن تلك القوة ستكون في عونه ومدده، وسيكون منبع ذلك السخاء الدءوب نفسه الذي منحته منه أسبابا لعيش الحياة، وبعض الأسباب للتقدم بالعمر والموت متمردا.
تلك «القوة الغامضة» هي فكر كامو بكل قدراته ومحدودياته؛ تلك القوة هي رفض للذكاء، وفي الوقت نفسه عودة إلى الطبيعة: إنه جزء من الكل الأكبر، موجة في البحر. هذا الاتحاد مع الطبيعة ساعد كامو من قبل في التسامي عن الوقائع الاستعمارية والهرب منها. لم يعد هذا ممكنا؛ نحن متروكون مع توسل كامو المؤثر والعاطفي أن تأتي تلك القوة وتنقذه، حتى في الهزيمة. إن إدراك كامو أن حلم العودة إلى «الأيام الخوالي الطيبة» هو وهم خداع؛ لقد تهدم خياله الاستعماري الذي يرى الفرنسيين «سكانا أصليين للجزائر». إن فزع كامو ها هنا طاغ.
كما تحطم أيضا حلمه بعالم تحكمه الطبيعة بدلا من المجتمع في أول رواية منشورة له. بالعودة إلى رواية «الغريب»، يمكننا أن نرى أن العربي لقي حتفه ليس فقط لأنه شغل منطقة ميرسو المميزة للتواصل مع البحر والشمس، لكن أيضا لأنه أعلن حتمية ثورة «الآخر» العربي. تعكس رواية «الرجل الأول» رغبة مضطربة في إنكار هذا الواقع الجديد (اندلاع حرب استقلال الجزائر) (انظر شكل
6-2 )، وكذا الحداد المديد على النظام الاستعماري القديم.
شكل 6-2: احتفالات النصر في الجزائر العاصمة في نهاية حرب الاستقلال الجزائرية.
على مدار عمله الأخير، كان كامو ممزقا بين ميوله الإصلاحية والواعية اجتماعيا ورغبته المتناقضة في أن تبقى الجزائر مقيدة بفرنسا للأبد. ومن ثم، يحاول النص أن يضفي الشرعية على احتلال فرنسا للجزائر بطرق هي الأكثر إثارة للاهتمام. فعوضا عن محاولة نقاش مهمة نشر الحضارة الفرنسية (وهي حجة شهيرة استخدمتها فرنسا لقرون)، أو الحاجة إلى الاستعمار للحفاظ على وضع فرنسا كقوة عظمى (منظور سياسي واقعي أوضح استخدمه كامو أحيانا)، يصف كامو مستوطني الأقدام السوداء بالثوريين. وأصبحت هذه الحجة الجديدة، التي طورها في رواية «الرجل الأول»، هي المحاولة الأخيرة من جانبه لحل هذا التناقض.
অজানা পৃষ্ঠা