আলবের কামু: খুবই সামান্য পরিচিতি
ألبير كامو: مقدمة قصيرة جدا
জনগুলি
كانت معارضة سارتر للاحتلال الفرنسي للجزائر شاملة ولا هوادة فيها؛ فقد أيد الفرنسيين الفارين من الخدمة العسكرية، وعرف عنه تمنيه هزيمة الجيش الفرنسي. أما كامو فقد قدم تسويات؛ إذ اقترح في البداية نظاما يمنح الجزائر سيادة محدودة، ثم اقترح هدنة، ثم ركن إلى الصمت. لكن الأهم أن أحد الثوابت في حياته العامة كان معارضة استقلال الجزائر. باختصار، كان موضوع الاستعمار في قلب النزاع المستمر بين الرجلين.
الفصل السادس
كامو والجزائر
كان كامو دائما ما يجمع بين المتناقضات فيما يخص استعمار الجزائر، وقد أثر ذلك عليه بدرجة كبيرة. ففي عام 1943، كتب في مذكراته يقول:
الجزائر. لا أدري إن كان كلامي واضحا تماما. لكني عندما أعود إلى الجزائر أشعر بنفس إحساس المرء عندما ينظر إلى وجه طفل. وبالرغم من ذلك، أعلم أنه ليس نقيا تماما.
في أواخر ثلاثينيات القرن العشرين دافع كامو عن تمرير مشروع قانون بلوم-فيوليت، الذي كان من شأنه أن يمنح الجنسية الفرنسية إلى أقلية صغيرة من الرجال العرب (يصل عددهم إلى بضعة آلاف). فشلت كل الجهود لتمرير مشروع القانون في ثلاثينيات القرن العشرين، إلا أن الحرب العالمية الثانية غيرت كل شيء. خلال الاحتلال الألماني، قبل قادة المقاومة الفرنسية مقترحا - وهو «بيان الشعب الجزائري » - من قادة قوميين عرب، حيث كانوا في أمس الحاجة إلى دعم العرب، وكان من بين هؤلاء مصالي الحاج ممثلا لحزب الشعب الجزائري، والشيخ بشير الإبراهيمي ممثلا لعلماء الدين المسلمين، وفرحات عباس ممثلا لمؤيدي الحكم الذاتي. كان هدف «البيان» هو تأسيس دولة جزائرية مستقلة.
ورغم أن حاكم الجزائر المحتلة قبل «البيان» عام 1943 كأساس لمفاوضات مستقبلية، فقد تراجع لاحقا عن دعمه. كانت الاستجابة الأولية للبيان قد رفعت آمال القوميين الجزائريين. وقد أدى هذا التراجع، مصحوبا بشعور اليأس لدى الشعب الجزائري - الذي يعاني بشدة من القيود الغذائية في زمن الحرب - إلى وضع متأزم.
في بدايات عام 1944، عرض شارل ديجول، الذي كان يشغل حينها منصب رئيس الحكومة المؤقتة للجمهورية الفرنسية - حكومة فرنسا الانتقالية - أن يمرر مشروع قانون بلوم-فيوليت ليصبح قانونا. ولكن، رفض القادة الجزائريون القوميون ذلك لاستشعارهم الضعف. واستمرت السلطات الفرنسية في التقلب في مواقفها: وفي السابع من مارس عام 1944، ألغى ديجول قانون السكان الأصليين على نحو انفرادي (وإن كانت حقوق المساواة في التصويت لم تكن قد أتيحت بعد)، لكن في الخامس والعشرين من أبريل عام 1945، أبعد مصالي الحاج، القائد القومي الجزائري الأقوى شخصية والأكثر راديكالية وجرأة، إلى برازفيل في الكونغو. كانت هذه هي خلفية الشغب الذي اندلع في يوم النصر في أوروبا، والذي انتهى بمذابح سطيف وقالمة. المواطنون الجزائريون الذين عانوا من تقييدات الحرب أكثر من الفرنسيين في فرنسا، والقيادة القومية التي اعتقدت أن الاستقلال أصبح وشيكا وفي المتناول، والشعب الذي ساهم بالآلاف من شبابه في أول الانتصارات الفرنسية على الجبهة الإيطالية - كل هؤلاء أصبحوا الآن غير قادرين على رفع أعلامهم للاحتفال بيوم النصر. كان رد فعل الفرنسيين والأقدام السوداء هو مذبحة حقيقية استمرت لأسابيع؛ ذبح فيها آلاف الجزائريين. أخرت المذابح حركة الاستقلال الجزائرية لعشر سنوات، لكنها كفلت أيضا أنه لدى بزوغها مرة أخرى سيكون زعماؤها أكثر إصرارا وتصميما من ذي قبل. كان السبب الرئيسي لهذا القمع الذي استمر شهرا كاملا هو دولة فرنسية واهنة، تستميت في السيطرة على إمبراطوريتها الاستعمارية بأي وسيلة .
ورغم أن كامو لم يناقش مذابح سطيف وقالمة بالتفصيل قط، فقد كان متحمسا بشأن إبطال قانون السكان الأصليين وتمرير قانون بلوم-فيوليت بحكم الأمر الواقع، رغم أن المذابح الدموية أظهرت أن هذا كان أقل مما ينبغي وجاء بعد فوات الأوان. وقد ناضل كامو بعد الحرب من أجل منح مزيد من الحقوق إلى الجزائريين. فأراد أن يتاح لمزيد من الجزائريين السبيل إلى التعليم، وأن يحصل جميع الخريجين من المدارس الابتدائية على الجنسية الفرنسية، لكنه لم يصل إلى حد المطالبة بحقوق تصويت للجميع. كان كامو يريد أن يكون راعيا للسلام والتسوية، واضعا هدفا واحدا نصب عينيه: أن تظل الجزائر فرنسية. فناشد السلطات في فرنسا في المقام الأول، وكتب في الصحافة أن الجهد المبذول للحفاظ على الجزائر كجزء من فرنسا يتطلب «غزوا ثانيا»؛ بعبارة أخرى، يجب استمالة قلوب الجزائريين وعقولهم.
رغم ذلك، تطلب الوضع تنازلات أكبر، الحقيقة التي كان كامو واعيا بها تماما. وفي أعقاب الحرب العالمية الثانية، أصبح من غير الممكن تجاهل مطالبة الشعب المستعمر بحقوقه؛ ظهرت تلك المطالبات على كل المستويات: السياسية، والثقافية، وفي الشوارع. وخلال تلك الفترة، بدأ الواقع الاستعماري الذي ظل مكبوحا لمدة طويلة في الظهور في أدب كامو، حتى انتهى به الأمر في قلب المشهد.
অজানা পৃষ্ঠা