আলবের কামু: খুবই সামান্য পরিচিতি
ألبير كامو: مقدمة قصيرة جدا
জনগুলি
على الرغم من ذلك، غضبت السلطات الاستعمارية الفرنسية من التزام كامو تجاه تحسين ظروف العرب والبربر. في الواقع، كان نشاط كامو الصحفي في سبيل إصلاح الاستعمار أحد الأسباب التي جعلت السلطات الفرنسية في النهاية توقف تمويل جريدة «ألجير ريببليكان» وتغلقها، وإن كان السبب الرئيسي هو موقف الجريدة السلمي. أصدرت الجريدة آخر أعدادها في سبتمبر لعام 1939، في حين واصلت الجريدة الملازمة لها، واسمها «سوار ريببليكان»، نشاطها. كان من الواضح لكل من بيا وكامو أن أيامهما في العمل بالصحافة داخل الجزائر في ظل الاحتلال الفرنسي صارت معدودة. ولم يكن السياسيون في الجزائر وباريس وحدهم من عارضوا إدخال أي إصلاحات في النظام الاستعماري، بل عارضه أيضا الرأي العام بين الأقدام السوداء والسلطات المحلية، حتى وإن كان طفيفا.
خشي كامو من أن يؤدي تعنت سلطات الأقدام السوداء إلى أن تصبح الغلبة لأنصار حل أكثر راديكالية؛ وهو استقلال الجزائر. أراد الأقدام السوداء عدم مشاركة شيء مع الجزائريين، وبالفعل بعد مرور أكثر من عشرين عاما بقليل، رحلوا بخفي حنين. خلال تلك المدة، عزم كامو على عدم التطرق إلى تلك المسألة. ويمكن بالتأكيد أن نستشف نظريته في العبث - التي ترى أن العالم غير عقلاني وغير قابل للتفسير - من موقفه تجاه الإصلاح السياسي في الجزائر؛ حيث امتنع عن محاولة تغيير الأمور، أو بالأحرى إسباغ معنى عليها.
ضد الحرب
في عشية الحرب العالمية الثانية، عبر بيا وكامو عن دعمهما لمعاهدة ميونخ والسلام مع هتلر. لم تكن تلك النظرة شائعة بين السلطات، التي أخضعت العديد من مقالات كامو المتعلقة بهذا الموضوع للرقابة. وقد أوضح كامو وجهة نظره في مقال صاغه بعنوان «موقفنا». في هذا المقال، دعم المفاوضات مع هتلر باعتبارها الطريقة الوحيدة لإضعاف ما اعتبره هيبة الزعيم الألماني. طبقا لما رآه كامو، فإن مصدر شعبية هتلر يكمن بالأساس في معاهدة فرساي المجحفة (التي فرضت التزامات مالية هائلة على ألمانيا كتعويضات لفرنسا وإنجلترا بعد الحرب العالمية الأولى). كتب كامو أن بعض ادعاءات هتلر مشروعة، وعلى الرغم من أنه لم يتفق مع احتلال بولندا وتشيكوسلوفاكيا، فلم يكن يشعر أنها مبرر كاف لاندلاع حرب. قد يكون توجهه السلمي مرتبطا بموت أبيه في الحرب العالمية الأولى؛ ولا شك أن الخوف من المجزرة دفعه إلى ذلك أيضا كما دفع معظم المواطنين الفرنسيين. كان هذا الخوف والفتور يعبران عن نظرة مشتركة متداولة على نطاق واسع في فرنسا في ذلك الوقت، وكثيرا ما يرد كأحد الأسباب التي ساهمت في هزيمة فرنسا المفاجئة.
سرعان ما أصبح الدفاع عن موقف كامو وبيا - المبني على التودد إلى هتلر - أكثر صعوبة. وفي مواجهة الرقابة الحكومية والهجمات العنيفة من الصحف المنافسة، أورد كامو دعما لموقفه عن طريق الحكومة والصحافة البريطانية. ففي أحد المقالات الأخيرة التي كتبها كامو عن الحرب، كتب خطابا إلى شاب إنجليزي مجهول مدح فيه اتزان الرجل وصفاء فكره، كطريقة لدعم السلمية. في تلك المقالات التي كتبها دفاعا عن نفسه، رفض كامو شعارات الشيوعية وأوضح يقول: «نحن سلميون على نحو صارم». تأثر كامو في رفضه لاتخاذ موقف معاد ضد هتلر بمنظوره الخاص عن العدمية، والذي سيطوره في مسرحيته «كاليجولا» المنشورة بعد الحرب العالمية الثانية. في هذه الأثناء، وقع العديد من مقالاته الداعية إلى السلام تحت اسم مستعار هو «نيرو» (وهو اسم إمبراطور روماني آخر مضطرب نفسيا). إلا أن عدمية كامو كانت ذات مسحة مثالية؛ حيث آمن أن اشتعال حرب أوروبية سيبرهن على ضرورة التنديد بالقومية.
هاجم الألمان فرنسا في مايو 1940. هزم الجيش الفرنسي هزيمة سريعة ومدوية. واحتلت القوات المسلحة الألمانية الموحدة (الفيرماخت) باريس بحلول منتصف يونيو. وفي يوليو 1940، صوتت الأغلبية الساحقة من أعضاء البرلمان الفرنسي على إنهاء الجمهورية الثالثة ونقل جميع السلطات إلى الجنرال بيتان، الذي أراد أن يقيم سلاما مع هتلر. انقسمت فرنسا إلى منطقتين، إحداهما يحتلها الألمان (تشمل كل السواحل الغربية والشمالية بالإضافة إلى باريس)، والأخرى تحكمها حكومة المتعاونين مع الألمان، ومقرها مدينة فيشي المشهورة بحمامات المياه المعدنية الصغيرة. والمهم في هذا الأمر، من وجهة نظر كامو، أن تلك كانت تحوي ساحل البحر المتوسط ومعبره إلى الجزائر. كان السفر أسهل في تلك المنطقة الحرة كما كان يطلق عليها، وإن كان كامو قد تنقل بين المنطقتين خلال الحرب.
لكونه عاطلا، كان على كامو أن يبحث مرة أخرى على سبيل إلى كسب العيش. وبتزكية من بيا، ذهب للعمل في صحيفة «باري سوار»، وهي صحيفة يومية متواضعة الشأن كان يحتقرها. عاش كامو في باريس بغرفة فندق صغيرة وعمل على كتاباته. وبعد الاحتلال الألماني، انتقلت صحيفة «باري سوار» إلى المنطقة الحرة في ليون. حينها طلب كامو من خطيبته فرانسين فور - التي كانت قد أنهت دراستها، وأصبحت الآن معلمة رياضيات بديلة - أن تلحق به من الجزائر، فتزوجا في ليون في شهر ديسمبر. كان زفافا بسيطا؛ كان بيا وعمال الجريدة هم الشهود والحضور الوحيدين. لسوء الحظ، لم يكن هناك شيء مضمون خلال الاحتلال. فقد أدى تحديد حصص الورق إلى تخفيضات ضخمة، وسرح كامو. ومن دون أن تكون هناك أي فرص عمل تلوح في الأفق، عاد هو وفرانسين على مضض إلى الجزائر إلى بيت عائلة زوجته في وهران؛ إذ لم يكن لهما مكان آخر يذهبان إليه.
المقاومة ورسائل إلى صديق ألماني
بعد المعاناة لعام ونصف العام في وهران - مدينة كرهها كامو - ولعجزه عن إيجاد وظيفة ثابتة، ولتدهور صحته على نحو خطير، قرر كامو في النهاية الاستجابة لتوصية الطبيب بالعودة إلى فرنسا وقضاء بعض الوقت في أجواء الجبال ليتعافى. بحلول أغسطس 1942، كان في قرية صغيرة بقرب سان إيتان تدعى لي بانلير. خطط كامو للرجوع إلى زوجته في الجزائر بعد قضاء شهور قليلة في الجبال. رغم ذلك، وبعدما أرست الولايات المتحدة سفنها في شمال أفريقيا في نوفمبر 1942، احتل الجيش الألماني المنطقة الحرة الفرنسية، وأصبحت فرنسا دولة حبيسة. فانقطعت خطوط الاتصال بين فرنسا والجزائر. افترق ألبير وفرانسين عنوة إلى أن عادت إلى باريس في سبتمبر 1944. قضى كامو صيف 1943 في لي بانلير. كان ضجرا، ولم يحب صحبة القرويين، واشتاق إلى الجزائر. اشتاق أيضا إلى فرانسين، لكن ليس فرانسين وحدها: طلب من صديقة قديمة، بلانش بالان، أن تأتي وتزوره. قضى كامو معظم وقته يعمل على روايته الثانية «الطاعون»، وبين زياراته لليون، وسان إيتان، وبتردد أقل على باريس. وعلى الرغم من أنه علم في صيف 1943 أن باسكال بيا والشاعر الشهير فرانسيس بونج (الذي كان يراسله كامو) كانا منخرطين في أنشطة المقاومة - التي احتوت بشكل رئيسي على نشر صحف سرية صغيرة تشهر بالاحتلال - فلم ينضم كامو إليهما. سينضم إلى المقاومة في ديسمبر 1943 أو يناير 1944، قبل حوالي 8 أشهر من تحرير باريس في أغسطس 1944. انضم إلى مجموعة تضم بيا وبونج، وكانت تنشر واحدة من أولى صحف المقاومة السرية وأهمها، «كومبات». (انظر شكل
2-1 ).
অজানা পৃষ্ঠা