الأخلاق الفاضلة قواعد ومنطلقات لاكتسابها
الأخلاق الفاضلة قواعد ومنطلقات لاكتسابها
প্রকাশক
مطبعة سفير
জনগুলি
المبحث الثاني: نظرات في طُرق اكتساب الأخلاق الحميدة
١- التربية وتهذيب الأخلاق ليست مهمة المربي وحده!
...
١- التربية وتهذيب الأخلاق ليست مهمة المربي وحده!
التربية وتهذيب الأخلاق ليست مهمة المربِّي وحده بل هي مسؤولية مشتركة بين المربّي والمربَّى والمجتمع.
والمرء إذا بلغ الرشد مطالب شرعًا أن يتعرف على هَدْي الإسلام وأحكامه وإلزام نفسه بذلك سواء دعاه أحد إليها أم لا، وسواء ربّاه من تجب عليه تربيته أم لا.
ومعلومٌ، أنّ مَن استُهدِف بالتربية، ولكنه لم يقتنع بها، ولم يرض بها، فلن تنفعه هذه التربية!.
صحيح أن الناس جميعًا كما أن عليهم واجبًا تجاه تربية أنفسهم عليهم واجب تجاه تربية من هو في تربيتهم ومَنْ يجب عليهم تربيته، ولكنّ جهودهم قد لا تثمر في الأرض السبخة ولا الصخور الصماء، إن من لا يستقبل جهود المربي بالقبول والرضا بل والشكر والأدب والحرص عليها سوف لا ينتفع منها أبدًا.
إن بداية التغيير إنما هي من النفس، نعم من داخل النفس وليس من الخارج: ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾ ١.
سواء كان التغيير إلى الحسن أو إلى القبيح، إلى الخطأ أو إلى الصواب! إنها سنة كونية فطرية جعلها الله تعالى في خَلْقه، فهل يعيها المربون؟! وهل يعيها الذين يتطلعون إلى إصلاح أخلاقهم وسلوكهم؟! فيتجهون حينئذٍ إلى إصلاح النفس من الداخل، وإلى تربية الإيمان والضمير!! لقد
١ ١١: الرعد:١٣.
1 / 118